قال سياسي إسرائيلي إن "المستوطنات في تجمعات غوش قطيف والمستوطنات المجاورة في قطاع غزة لم تكن جنة عدن، كما يحاول أن يصور بعض الإسرائيليين، بل كانت جحيما لا يطاق، قبل الانسحاب الإسرائيلي منها في مثل هذه الأيام من 2005، قبل خمسة عشر عاما".
وأضاف غلعاد شارون، نجل رئيس الحكومة الراحل أريئيل شارون، في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21"، أنني "التقيت مؤخرا بأحد سكان مستوطنة "رفيح يام" السابقة، وقال لي إن والدك أنقذنا من أنفسنا، من الجنون الذي عشناه، كم أقنعنا أنفسنا أننا نحيا حياة طبيعية، لكننا كنا نعيش تحت منجل الموت الذي كانت تلوح به حماس فوق رؤوسنا، وأوشكت أن تتصدر المشهد في الشرق الأوسط".
وأشار إلى أن "بعض الإسرائيليين المعارضين لخطة الانسحاب أحادية الجانب من قطاع غزة يروجون لمقولة أن قطاع غزة شكل للمستوطنين المقيمين فيه جنة "برادايس"، بينما شكل في حقيقة الأمر جحيما على الأرض، ولا أعتقد أن والدي قرر فك الارتباط بسبب التحقيقات الجنائية ضده".
واعترف قائلا إن "المستوطنين الإسرائيليين عاشوا في قطاع غزة على وقع الفرق الجهادية التي كانت تزحف كل ليلة في الرمال باتجاه المستوطنات، مغطاة ببطانيات مبللة لتجنب الوسائل الحرارية لرصدهم، رأيت بأم عيوني من التل الذي كانت عليه مستوطنة "رفيح يام" حاملة الجنود المدرعة تتصاعد منها عاصفة النار في السماء على محور فيلادلفيا، ثم زحف الجنود في الرمال يبحثون عن جثامين رفاقهم وقطع أجسادهم الممزقة".
اقرأ أيضا: وزير سابق: الانسحاب من غزة وضم الضفة ارتجال غير مسؤول
وأوضح أن "والدي وقف عند مفترق طرق، صحيح أن الاتجاه الإسرائيلي الصحيح تمثل في القيام بعملية تطهير غزة من مسلحيها، وهو أمر معقول، لكنه كان سيودي بحياة أكثر من عشرة آلاف فلسطيني، وأكثر من مئة جندي إسرائيلي، وحتى لو كان هذا هو الاتجاه الصحيح، فمن الواضح أن شعب إسرائيل لم يكن على استعداد لدفع هذا الثمن".
وأكد أن "المستوطنين الذين تم إخلاؤهم من قطاع غزة آمنون في منازلهم اليوم، لذلك، ربما اتخذ والدي القرار الوحيد الممكن، واليوم بعد مرور أكثر من خمسة عشر عاما على الانسحاب من غزة، يتضح اليوم أن أغلبية كبيرة في إسرائيل لا تريد أن تكون في غزة، فلم الغضب إذن، وهل يمكن الادعاء اليوم أن غالبية الجمهور في إسرائيل بنسبة 60٪ كانت خاطئة بتأييدهم لهذه الخطة".
وزعم أن "أصعب شيء في هذه الذكرى السنوية على الانسحاب من غزة، وبعد مرور كل هذه السنوات، هي آلام المستوطنين الذين تم إجلاؤهم، خاصة من عاشوا، ونشأت جذورهم في رمال غزة، وأجبروا على ترك منازلهم، أتعاطف تماما مع آلامهم، لكني ما زلت أعتقد أن هذا الخيار هو الأقل سوءا من الآخر، ولا أظن أن هناك تناقضا بين الاثنين، لأن غالبية الإسرائيليين اليوم يعتقدون أننا أفضل حالا ونحن خارج قطاع غزة".
خبير إسرائيلي: ساحة غزة متفجرة وقد تفاجئنا بأي لحظة
خبير إسرائيلي: سيناريوهان لتبعات انفجار بيروت على الاحتلال
جيش الاحتلال يكشف عن تحضيراته لمواجهة خطط حماس