غزة تعود لإطلاق بالونات حارقة صوب الغلاف.. ونتنياهو يهدد

استأنف نشطاء فلسطينيون إطلاق بالونات تحمل موادّ حارقة ومتفجرة، تجاه مستوطنات غلاف غزة، بهدف الضغط على الاحتلال، بعد تشديده الحصار على قطاع غزة.

ورد الاحتلال على إطلاق البالونات الحارقة بإغلاق معبر "كرم أبو سالم"، وهو المنفذ التجاري الوحيد مع قطاع غزة، بداية من الثلاثاء وحتى إشعار آخر؛ باستثناء السماح بدخول الإمدادات الإنسانية والوقود؛ وقالت إن الخطوة رد على "إطلاق البالونات". 

بدورها، قالت حركة "حماس"، في تعقيب على ذلك القرار، إن إغلاق المعبر يأتي في إطار "الضغط على غزة وتضييق الخناق وتشديد الحصار".

وقال المتحدث باسم الحركة، عبد اللطيف القانوع، في بيان: "من حق شعبنا أن يعيش بكرامة على أرضه، وأن يناضل من أجل رفع الحصار، وكل وسائل التهديد لم يعد لها أي جدوى أمام إرادة كسر الحصار".

من جهته، توعد رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو بـ"رد عنيف" على إطلاق البالونات الحارقة باتجاه مستوطنات غلاف غزة.

وقال نتنياهو في تصريحات الثلاثاء، إنه: "سيكون هناك ثمنا باهظا جدا لإطلاق البالونات، ولن نحتمل ذلك، وسنعمل على تدفيعهم الثمن".

وأضاف "قمنا بذلك في الماضي وسنقوم به الآن وسنتعامل مع هذا الأمر ببالغ الخطورة، وسترون النتائج بشكل سريع، ولكن الأهم من ذلك أنه يتوجب على حماس والجهاد أن يروا النتائج القاسية".

وتوقف إطلاق البالونات بشكل نسبي، مع تقدّم مفاوضات التهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، نهاية 2018، بوساطة مصرية وأممية وقطرية، والتي تقضي بتخفيف الحصار عن القطاع، مقابل التهدئة بمسيرات العودة.

اقرأ أيضا: طائرات الاحتلال تقصف موقعا للمقاومة شمال قطاع غزة (شاهد)

لكن حكومة الاحتلال، بحسب الفلسطينيين، تُماطل بتنفيذ بنود التفاهمات، ولم تخفف الحصار عن القطاع.

ويقول منسق إحدى الجماعات الشبابية التي تطلق البالونات (تتبع لفصائل فلسطينية لا تكشف عن هويتها)، في أثناء تجهيز إطلاق دفعة جديدة من البالونات الحارقة باتجاه الجانب الإسرائيلي: "نحن كشباب ثائر، ما زلنا على العهد، كلما تراجع الاحتلال في اتفاقياته، سيكون لنا كلمة في الميدان".

وأضاف: "طالما العدو يماطل في تنفيذ التفاهمات، سنجعل سكان الغلاف يتألمون كما يتألم شعبنا، ولن نخشى الموت في ذلك".

وبيّن أن مطالب هذه الجماعات واضحة، وهي "رفع الحصار عن قطاع غزة"، محذرا من أن "تواصل فرض الحصار سيؤدي إلى المزيد من إشعال الحدود".

من جانبه، قال داود شهاب، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، وعضو الهيئة القيادية العُليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، إن الهيئة "ليست بالضرورة أن تكون هي من تقرر إطلاق البالونات، فهناك رد فعل عفوي من مجموعات ووحدات العمل الشعبي".

وبيّن شهاب أن هذا العمل "الشعبي" يأتي "بسبب اعتداءات الاحتلال المتواصلة المتكررة بشكل شبه يومي من إطلاق نار على منازل المواطنين وحقول المزارعين وقوارب الصيد".

وأضاف إن من أسباب إطلاق البالونات "تشديد الحصار والظروف القاهرة التي نتجت عنه، وتلكؤ الاحتلال في تنفيذ إجراءات كسر الحصار بذرائع مختلفة، وإغراق البلد في أزمات متلاحقة".

وعدّ شهاب "ردود الفعل الشعبية بمثابة الرسالة التي تطالب بوقف الحصار والعدوان، وأن من حق غزة العيش الآمن".

واستكمل قائلا: "البالونات أداة فعل وضغط شعبي، والمقاومة تراقب وتتابع المشهد، وقد تتدخل في أي وقت في حال تعرض شعبنا لعدوان".

وأوضح شهاب أن "استخدام هذه الأدوات الشعبية قد تزداد في الفترة المقبلة، في حال لم يلتزم الاحتلال بوقف العدوان بحق غزة، ولم يبدأ بإجراءات تخفيف الحصار".