قال كاتب إسرائيلي إن "الشركات
الإسرائيلية في مجالات الإنترنت وإدارة المياه والدفاع، وحتى الألماس، تصطف لإطلاق
مشاريع تجارية في الإمارات العربية المتحدة، وشكل الإعلان عن توقيع إسرائيل
والإمارات العربية المتحدة على اتفاقية لتطبيع العلاقات أكثر من مجرد إضفاء
الشرعية على العلاقات الاقتصادية القائمة بينهما، كما ستسمح العلاقات المباشرة
بظهور إمكانيات تجارية جديدة بوتيرة سريعة".
وأضاف داني زاكين، الرئيس السابق
لاتحاد الصحفيين، وهو صحفي ومقدم برامج تلفزيونية وإذاعية، ويلقي محاضرات بالجامعة
العبرية ومعهد هرتسيليا، في مقاله على موقع المونيتور، ترجمته "عربي21"
أن "الإمارات العربية المتحدة ليست دولة نفطية فحسب، بل هي العاصمة
الاقتصادية لمنطقة الخليج العربي بأكملها، وأحد المراكز التجارية الأكثر تقدمًا في
العالم".
ونقل عن تالي زينغر خبير التنمية
الاقتصادية أن "الرؤية الإرشادية للإمارات أن تصبح الدولة الرائدة في
المنطقة: اقتصاديًا، تجاريًا، وسياسيًا، من خلال الاستثمار بكثافة في مبادرات
جديدة، لقد تبنت الإمارات نظرة عالمية أكثر من أي مكان آخر في العالم، وإن خيار
إنشاء شركة جديدة وفتح حساب مصرفي بجواز سفر إسرائيلي سيكون نعمة كبيرة للشركات
الإسرائيلية".
أما زئيف ليفي مدير قسم العلاقات
الدولية في اتحاد غرف التجارة الإسرائيلية، فقال إن "هناك 300 شركة إسرائيلية
تعمل في الإمارات، معظمها من خلال فروع دولية، لكن القيود الحالية تجعل من الصعب
جدًا على الشركات الإسرائيلية الصغيرة ومتوسطة الحجم القيام بأعمال تجارية هناك
بسبب المصاريف والنفقات الأخرى الضرورية، عند إجراء الأعمال التجارية من خلال طرف
ثالث".
وأضاف أنه "عبر علاقات رسمية بين
أبو ظبي وتل أبيب، ستفتح أبواب دولة بإمكانات هائلة أمام الشركات والصناعات
الإسرائيلية، وتشكل دول الخليج رابع كتلة مستوردة في العالم، بمشتريات تصل لتريليونات الدولارات سنويًا، ولدى إسرائيل حلول للاحتياجات الأساسية للإمارات، بما
فيها المياه والزراعة الصحراوية والطاقة الشمسية وتصنيع الأغذية المتقدمة،
والمجالات الدفاعية، وأنظمة الأسلحة المتقدمة والأمن السيبراني".
اقرأ أيضا: نتنياهو: الرحلات إلى الإمارات ستمر بالأجواء السعودية
وزعم أن "نهج إسرائيل الريادي
وميلها للتفكير خارج الصندوق، وحقيقة أنها دولة ناشئة، كلها عوامل جذب خاصة لدولة
الإمارات، وغيرها من دول الخليج المجاورة، حيث تتمتع إسرائيل بعلاقات أمنية بعيدة
المدى مع الإمارات منذ فترة طويلة جدًا، وقامت شركاتها التسليحية بإشراف وزارة
الحرب ببيع أسلحة متطورة للإمارات، بينها شركة صناعات الطائرات الإسرائيلية
و"رفائيل وألبيت".
وكشف أن "المنتجات العسكرية
والأمنية الفاعلة سيبقى بيعها بصورة سرية، لأنها تشمل البصريات وأنظمة الكشف عن
الصواريخ وتكنولوجيا الطائرات بدون طيار وأنظمة الدفاع الصاروخي النشطة، بجانب
تقنية أخرى تتفوق فيها إسرائيل وهي تحديث وتعزيز أنظمة الأسلحة الموجودة، ومعظمها
أمريكية، بما فيها الدبابات وطائرات F-16 المقاتلة، وهو ما يوفّر على الإمارات ودول
الخليج نفقات هائلة لاقتناء أسلحة جديدة".
وأوضح أن "ولي العهد محمد بن زايد
قائد سابق لسلاح الجو الإماراتي، تدرب كطيار في أكاديمية ساندهيرست العسكرية
الملكية، وأيد مشاركة بلاده في حرب العراق عام 1991 بجانب الأمريكيين، وأصبح جيشه
واحدًا من أقوى الجيوش وأكثرها تقدمًا في العالم العربي، وهو معجب بقدرات الجيش
الإسرائيلي وسلاحه الجوي، وهو مشترٍ متمرس للمعدات والتقنيات العسكرية، وعلى دراية
بما تقدمه الصناعات الإسرائيلية".
ونقل عن مصدر إسرائيلي مشارك في هذا
المجال أن "عشرات الشركات الإلكترونية الإسرائيلية نشطت في الإمارات خلال
السنوات القليلة الماضية، وليس من المبالغة القول إن الشبكة الرقمية بأكملها في
الإمارات تحتوي على مكون إسرائيلي واحد على الأقل، والعديد من هذه الأنظمة تم
الحصول عليها بالكامل من إسرائيل، حتى لو لم تحمل أسماءها الإسرائيلية
صراحة".
المحامي يائير غيفا من شركة
"هرتسوغ وفوكس ونيمان" على دراية وثيقة بعلاقات إسرائيل التجارية مع دول
الخليج، قال إن "النشاط الإسرائيلي الحالي في الإمارات يتم أساسا عبر شركات
وهمية في قبرص وسنغافورة، لكن الآن بعد إعلان العلاقات يمكن للشركات الإسرائيلية
التنافس علانية مع الشركات الدولية الكبرى في مجال التكنولوجيا الإلكترونية، حيث
تعتبر إسرائيل رائدة عالميًا في تقنيات مكافحة الاحتيال للمدفوعات عبر المنصات
الرقمية، وفي النقل الآمن للتاريخ العام والتاريخ المحدد للتجارة".
وقال رئيس قطاع الأعمال الإسرائيلي
دوبي أميتاي إن "الخطط جارية بالفعل لإرسال وفد أعمال إسرائيلي إلى الخليج في
المستقبل القريب جدًا، لأن هناك اهتمامًا هائلاً بشكل عام، لكنه يشير لبعض
المجالات ذات الإمكانات الهائلة للأعمال في المنطقة، بينها تصدير الماس والأحجار
الكريمة واللؤلؤ، حيث تتمتع إسرائيل بسمعة جيدة في هذا القطاع حول العالم، وإن فتح
منطقة تجارة حرة للماس في إسرائيل سيساعد بشكل كبير".
وأضاف أن "من المجالات الأخرى
التي يحتمل أن تكون مربحة بين إسرائيل والإمارات هي الزراعة الصحراوية، بما في ذلك
تقنيات الري واستخدام المياه، وأبدى ممثلون من الإمارات اهتمامًا خاصًا بهذا في
مؤتمر حول هذا الموضوع في ألمانيا هذا العام".
وختم بالقول إن "الاقتصاد هو حافز
رئيسي لاتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات، ودول الخليج الأخرى، فمن بعض
النواحي، يعد هذا تحقيقًا للمكون الاقتصادي لصفقة القرن للرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، وتم تقديمها لأول مرة في المنامة عاصمة البحرين، ويبدو الآن أن هذه
الدولة ستكون التالية في ترتيب تطبيع العلاقات مع إسرائيل".
اقتصاد "إسرائيل" ينكمش لأسوأ مستوى منذ بدء الاحتلال
الاحتلال يصادق على اتفاقية "ميد إيست" لنقل الغاز إلى أوروبا