تصدر اسم "كتائب خطّاب الشيشاني" واجهة المشهد العسكري شمال غرب سوريا، وذلك من خلال تبنيها استهداف الدوريات التركية-الروسية المشتركة على الطريق الدولي "M4"، الاثنين.
وللمرة الثانية، تعلن هذه الجماعة المجهولة مسؤوليتها عن استهداف الدوريات المشتركة على الطريق الدولي، حيث سبق أن تبنت المجموعة ذاتها، الهجوم الذي استهدف الدوريات التركية-الروسية بالقرب من أريحا، في منتصف تموز/ يوليو الماضي، والذي أسفر عن جرحى من الجنود الروس.
وأثار بروز هذه الجماعة تساؤلات عدة عن الجهات التي تقف خلفها وتدعمها، لا سيما أن الحوادث هذه تعطي مبررا للنظام السوري لإعادة إدلب إلى التصعيد، من خلال محاولة التعطيل على التفاهمات التركية-الروسية حول إدلب، المشمولة باتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ آذار/مارس الماضي.
ويرى الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية والجهادية، عباس شريفة، خلال حديثه لـ"عربي21"، أن توقيت ظهور الجماعة (كتائب خطاب الشيشاني)، وعملياتها يقود إلى فرضيتين للجهة التي تقف خلفها، الأولى إيران والنظام السوري، والثانية "هيئة تحرير الشام".
إيران والأسد
وقال شريفة، إن السياق الذي أُعلن فيه عن الجماعة للمرة الأولى ارتبط باستهداف الدوريات التركية-الروسية المشتركة، ما يعطي دلالة قوية على أن هدف الجماعة منحصر فقط في العمليات على الطريق الدولي، ولا علاقة لها لا بقتال النظام، ولا الجيش الحر، ولا القوات التركية.
اقرأ أيضا: انفجار يستهدف دورية تركية-روسية مشتركة بإدلب السورية
وأضاف، أن الجماعة ذراع لجهات لا تريد أن تمشي قضية الدوريات المشتركة، لأهداف سياسية، أي الدفع باتجاه التصعيد، ووضع تركيا في موقف محرج.
ويعني ذلك بحسب شريفة، أن من الضروري البحث عن الجهة التي لها مصلحة في تعطيل التفاهمات التركية-الروسية، وقال: "لنظام الأسد وإيران بشكل أساسي المصلحة في العودة إلى مربع التصعيد في إدلب".
هيئة تحرير الشام
وتابع الباحث، بأن الفرضية الثانية تشير إلى احتمالية أن تكون "تحرير الشام" وراء الجماعة، وقال: "حاولت تحرير الشام إيقاف تسيير الدوريات في البداية، ودعمت الاعتصامات على الطريق الدولي".
وقال شريفة، إنه "من غير المستبعد أن تكون تحرير الشام وراء دعم هذه الجماعة، حتى تؤكد لتركيا أنها قادرة على ضبط الأمن في هذه المنطقة، مقابل شروط لصالحها".
وأنهى بقوله: "الفرضيات كثيرة، لكن يمكننا استثناء تركيا والجيش الحر، لأن التصعيد لا يخدم مصالحهما".
جماعات راديكالية
من جانبه، رجح الباحث بالشأن السوري، أحمد السعيد، أن تكون الجماعة (كتائب خطاب الشيشاني) على صلة بالفصائل الراديكالية، وتحديدا تنظيم "حراس الدين" المرتبط بالقاعدة.
وقال لـ"عربي21": "على ما يبدو فإن هذه الجماعة ذراع لكل الجماعات الرافضة للتفاهمات التركية-الروسية"، وأشار في هذا السياق إلى الصراع بين "تحرير الشام" و"التنظيمات المتشددة".
وتأتي الدوريات المشتركة ضمن إطار اتفاق موسكو المبرم في 5 آذار/ مارس الماضي، بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وكانت روسيا قد أعلنت عن تعليق تنفيذ الدوريات، مرجعة ذلك إلى "هجمات المتشددين المتزايدة في المنطقة".
ما وراء تعزيز النظام قواته بمحيط جبل الزاوية وقرى إدلب؟