استنكرت جبهة التحرير الإريترية قيام رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد علي،
بعرض خارطة لإثيوبيا تتضمن "ملحقا إريتريا"، وذلك خلال مؤتمر صحفي له
قبل أيام، مؤكدة أن "هذا الأمر يعتبر تعديا على السيادة الوطنية الإريترية".
وقال مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في جبهة التحرير الإريترية، إدريس همد:
"في حديث لرئيس الوزراء الإثيوبي عن الثروات التي تمتلكها إثيوبيا تطرق إلى
الثروة البحرية ملحقا إريتريا بإثيوبيا ضمن خارطة إثيوبيا في عرضه لها على شاشة
العرض أثناء الحديث، الأمر الذي نعتبره تعديا على السيادة الوطنية الإريترية".
وأضاف همد، في تصريح لـ"عربي21": "ما قام به آبي أحمد يُعد
أمرا غريبا ومستهجنا وغير متوقع من حكومة إثيوبيا الديمقراطية، وهي التي شهدت على
استفتاء الشعب الإريتري لخيار الاستقلال في 25 أيار/ مايو 1993 مُعلنا استقلال إريتريا
برا وبحرا وجوا، والذي بموجبه أصبحت إريتريا عضوا في المجتمع الدولي".
وتابع: "إريتريا التي قدّم شعبنا في سبيلها قوافل من الشهداء والجرحى
وما يفوقهم من الأرامل والأيتام والمشردين في مخيمات البؤس خارج الوطن في نضال أسطوري
استمر لثلاثين عاما، وبفضل هذه التضحيات أصبحت إريتريا دولة ذات سيادة، وإن مثل هذه
التصريحات التي تتجاوز الحدود الدولية من المسؤول الأول في الدولة الإثيوبية تعيد إلى أذهان شعبنا الإريتري التجربة الاستعمارية المرة".
اقرأ أيضا: رئيس وزراء إثيوبيا يهنئ "شقيقه" ابن زايد على اتفاق التطبيع
وأشار مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في جبهة التحرير الإريترية، إلى أنه "من
حق الشعب الإريتري أن يتوجس من مثل هذه التصريحات، ويطلب التفسير والتوضيح من
الجهة الإثيوبية المسؤولة التي أصدرت هذه التصريحات المريبة".
واستطرد همد، قائلا: "لهذا، نحن في جبهة التحرير الإريترية نطالب
الحكومة الإثيوبية بتصحيح موقفها في الحديث الذي أورده رئيس الوزراء الإثيوبي
بتاريخ 14 آب/ أغسطس الجاري، وعليها تقديم توضيح للرأي العام الإثيوبي والإريتري
والعالمي لما بدر على لسان رئيس وزرائها".
وجبهة التحرير الإريترية هي "تنظيم إريتري معارض، تم تأسيسه في العام
1960 في العاصمة المصرية القاهرة، وهو التنظيم الذي فجّر الكفاح المسلح في أيلول/
سبتمبر 1961، ضد ما وصفته بـ "الاحتلال الإثيوبي".
وتقول الجبهة إنها "تناضل اليوم مع بقية القوى السياسية الإريترية من أجل
التغيير الديمقراطي في إريتريا، ليتمكن الشعب بكامل إرادته من اختيار مَن
يحكمه".
والجبهة عضو في مظلة المعارضة الإريترية المتمثلة في "المجلس الوطني
للتغيير الديمقراطي"، والذي يضم 20 فصيلا وحزبا سياسيا و6 منظمات مدنية. وتعتبر
جبهة التحرير الإريترية "الحاضنة الطبيعية للمشروع الوطني الإريتري الذي بدأ
يتبلور منذ فجر أربعينيات القرن الماضي في فترة تصفية المستعمرات"، حسب ما تقول
عن نفسها.
وعقدت جبهة التحرير الإريترية عشرة مؤتمرات عامة حتى الآن، وتقول إنها تمارس
الديمقراطية داخلها من خلال تداول القيادة عبر المؤتمرات كل أربع سنوات، وتم
انتخاب محمد إسماعيل همد رئيسا لجهاز الجبهة التنفيذي في المؤتمر الأخير الذي
انعقد في كانون الثاني/ يناير الماضي.
ماذا قال السيسي عن الخيار العسكري في أزمة سد النهضة؟
الاتحاد الأفريقي يرعى محادثات جديدة لحل خلافات سد النهضة