تظاهر عشرات الآلاف من الفلسطينيين الأربعاء، بقطاع غزة، رفضا لاتفاق التطبيع بين الاحتلال الإسرائيلي ودولة الإمارات العربية المتحدة، واستنكارا لهرولة بعض الدول العربية للتطبيع مع تل أبيب.
وردد المتظاهرون الغاضبون في المسيرة
الحاشدة التي انطلقت وسط مدينة غزة تحت شعار "التطبيع خيانة"، والتي دعت
إليها فصائل العمل الوطني والإسلامي، هتافات منددة بهذا الاتفاق المشؤوم، الذي
يأتي في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة وعبر خطتها المعروفة بـ"صفقة
القرن" إلى تصفية الحقوق الفلسطينية.
وشهدت المظاهرة مشاركة واسعة من قبل
الفصائل والمؤسسات المجتمعية والأهلية المختلفة في قطاع غزة، انتهت بمهرجان خطابي؛
وخصصت كلمة لحركة حماس وأخرى لفتح وثالثة للجنة المتابعة في القوى الوطنية
والإسلامية.
وحذر عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية "أي دولة من التطبيع مع الاحتلال، ونرفضه من أي دولة كانت".
ونوه الحية خلال المسيرة إلى أن "القدس لا ترحب بمن يأتي عبر الاحتلال بل ترحب بالفاتحين"، مشيرا إلى العلاقات الطيبة مع شعب الإمارات.
واستدرك قائلا "لقد صدمنا من تطبيع الأنظمة".
من جانبه جدد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أحمد حلس التأكيد على أن التطبيع "خيانة"، مضيفا "لن تمر صفقة ترامب ولا خطة الضم ولن نقبل بالتطبيع".
وقال حلس أيضا "لن تنجح الأنظمة المطبعة في شطب فلسطين من ذاكرة الأمة".
وحول العلاقة مع حركة حماس أكد القيادي في فتح على أن "ما يجمعنا بحركة حماس أكثر بكثير مما يفرقنا".
الصوت الشعبي
وبحسب دعوة القوى والفصائل، وإضافة
لرفض اتفاق "العار" بين الإمارات والاحتلال، تجدد هذه المظاهرة رفضها
لـ"صفقة القرن" الأمريكية وخطة ضم مناطق واسعة من قبل الاحتلال في الضفة
والأغوار.
وأوضح القيادي في الجبهة الديمقراطية
لتحرير فلسطين، محمود خلف، أن "مسيرة اليوم؛ هي إعلاء للصوت الشعبي
والجماهيري الرافض للتطبيع، وتأكيد على أن ما قامت به الإمارات من خطوات تطبيعية
واتفاق ثلاثي مع الاحتلال والإدارة الأمريكية، هو خيانة للشعب الفلسطيني، وخنجر
مسموم غرس في خاصرة شعبنا الذي قدم التضحيات عبر 72 عاما من الكفاح ضد
الاحتلال".
اقرأ أيضا: قراءة إسرائيلية بتطبيع الإمارات "السري" على مدار 20 عاما
وأكد خلف في تصريح خاص
لـ"عربي21"، أن اتفاق التطبيع بين أبوظبي والاحتلال، هو "تنكر
لدماء الشهداء والجرحى والأسرى، كما أن خطوة الإمارات، هي تنكر لكل القرارات التي
أقرتها الجامعة العربية، وتحديدا في دورتها التي عقدت بالعاصمة الأردنية عمان عام
1980، والدورة الأخرى في بغداد عام 1990، والتي أكدت على منع إجراء أي علاقات
تطبيعية مع الاحتلال، ما دام جاثما على أرض فلسطين، ولم يتم تمكين شعبنا من إقامة
دولته المستقلة".
ونوه خلف إلى أن "مسيرة اليوم،
تؤكد أن التطبيع خيانة، وترفض قيام أي دولة بخطوات تطبيعية مع الاحتلال، وتطالب
جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، بضرورة الاجتماع العاجل لبحث عضوية
الإمارات في هاتين المؤسستين، وإذا لم تستجب لنداء العودة عن هذه الخطوة، فإنه يجب
طردها".
وأشار إلى أن "الفعل الجماهيري
الرافض للتطبيع، سيتواصل في كافة محافظات الوطن، من أجل التأكيد على رفضنا المطلق
لهذه الاتفاقية بين الاحتلال والإمارات".
من جانبه، أوضح عضو دائرة العلاقات الوطنية في حركة "حماس"، وممثلها في لجنة الفعاليات في القوى الوطنية والإسلامية، زكي دبابش، أن "مسيرة اليوم، تؤكد أن كل مكونات وأطياف الشعب الفلسطيني التي خرجت، ترفض سياسية الهرولة للتطبيع مع العدو الصهيوني".
جرائم إضافية
ونبه دبابش في حديثه
لـ"عربي21"، أن "فلسطين كلها ما زالت محتلة ولم تتحرر بعد، ويوميا
يرتكب الاحتلال الجرائم المختلفة بحق شعبنا؛ من قتل واستيطان وهدم وتشريد".
وأكد دبابش، أن "التطبيع العربي
مع العدو الصهيوني، يشجعه على ارتكاب المزيد من جرائم القتل بحق شعبنا وتهويد
مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى وسرقة الأراضي"، مطالبا الشعب الإماراتي
بالتعبير عن رأيه في رفض اتفاق التطبيع مع الاحتلال.
وتسبب الإعلان عن "اتفاق
سلام" بين أبوظبي وتل أبيب الخميس الماضي، بغضب شعبي ورسمي وفصائلي فلسطيني،
ورفض شعبي وفصائلي ورسمي لهذه الخطوة، حيث قامت السلطة الفلسطينية بسحب السفير الفلسطيني عصام مصالحة من
الإمارات.
ونددت باتفاق التطبيع، قوى سياسية
وشعبية في دول عربية عدة، فيما خرقت الصمت العربي الرسمي كل من مصر والبحرين
وسلطنة عمان حيال اتفاق أبوظبي وتل أبيب؛ وهنأت تلك الدول رسميا أبو ظبي بالتطبيع
مع الاحتلال.
غضب فلسطيني بالضفة وغزة ضد التطبيع الإماراتي (شاهد)
ترامب: اتفاق سلام بين الاحتلال والإمارات.. وتعليق لضم الضفة
"أونروا" لـ"عربي21": فتح تحقيق بقصف الاحتلال لمدرسة بغزة