أثارت خطوة التوافق بين رئيس حكومة الوفاق الليبية، فائز السراج ورئيس مجلس النواب، عقيلة صالح حول ملف "سرت" والنفط ووقف الاقتتال، الكثير من ردود الفعل المحلية والدولية وكذلك تساؤلات حول فرص وتحديات نجاح هذا الاتفاق ومصير "حفتر" الذي غاب عن كل هذه التحركات.
واتفق كل من "السراج وصالح" على وقف إطلاق النار ومقترح "سرت والجفرة منطقة منزوعة السلاح" وسرعة فتح الموانئ النفطية بشكل كامل، وذلك خلال بيانين منفصلين، وصلا "عربي21".
وهنا نتساءل: ما هي فرص وتحديات هذا التوافق؟ ودلالة غياب "حفتر" عن الخطوة في ظل ترحيب "السيسي" بالاتفاق؟
"توثيق ورعاية دولية"
من جهته، قال عضو البرلمان الليبي، محمد راشد إن "هناك بيانا لكلا الطرفين وليس اتفاقا ويمكن أن يكون توافقا في المعنى ومتطابقا حتى في كلماته المختارة، وأصح ما يطلق عليه هو بيان "حسن نوايا" ولن يكون ذا فائدة وأكثر إلزاما إلا بصدوره موثقا في لقاء ترعاه أطراف دولية وهي من أعطى إيعازا بإصدار هكذا بيان كخطوة أولى".
وفي حديث لـ"عربي21" أشار إلى أن غياب "حفتر" عن هذه الخطوات والبيانات يؤكد أن دور الأخير مقتصر على ما يُرسم له من تلك الأطراف ولن يكون له ردة فعل فهو يعلم حجم ما ارتكب من جرائم.
وأما بشأن ترحيب "السيسي، رأى راشد، أن "نجاحه الآن مرهون بنجاح "عقيلة صالح" بديلا عن "حفتر" كون الأول سيحقق له نجاحا سياسيا ما لم يحققه "حفتر" له عسكريا".
"هجوم جديد لحفتر"
في حين رأى مساعد الحاكم العسكري في بنغازي سابقا، عقيد سعيد الفارسي أن هذا التقارب والتوافق جاء نتيجة ضغوط دولية لتنفيذ مقترح جعل "سرت والجفرة" منطقة خضراء بلا سلاح وبهذا يسحبون البساط من تحت أقدام "حفتر" وموافقة "عقيلة صالح" تعني رضاه بهذا الحل".
اقرأ أيضا: ترحيب دولي باتفاق الأطراف الليبية على وقف إطلاق النار
لكنه توقع خلال حديثه لـ"عربي21" أن "يقوم "حفتر" برفض هذه الخطوة بل وشن الهجوم من جديد وربما تكون ضربته القادمة لمدينة "مصراتة" كونه سيجد نفسه خارج المشهد"، ورأى أن موقف السيسي وترحيبه "مجرد كلام لا معنى له"، حسب تعبيره.
"فرص وتحديات"
الأكاديمي المصري وأستاذ العلوم السياسية بجامعة "سكاريا" التركية، خيري عمر أكد أن هذا التوافق كان متوقعا كون الحديث عن السلام ووقف الاقتتال كان هو السائد في الخطابات الدولية في هذه الفترة.
وأضاف في حديث لـ"عربي21"، أن "هناك إدراكا لدى كل الأطراف بصعوبة الحسم العسكري لأسباب كثيرة، والسياسة الأمريكية جمعت الأطراف الدولية المختلفة لتقليل التواجد الروسي في المنطقة وقامت بدور واضح في تقريب وجهات النظر بين مصر وتركيا مؤخرا والاتفاق هو نتيجة لهذه التوافقات".
وأوضح أن فرص وتحديات الخطوة تتوقف على كيفية النظر من الانتقال من مرحلة الصراع إلى مرحلة أخرى مستقرة.
ورجّج أن "التوافق بين دول مركزية خاصة "أمريكا وتركيا ومصر" كفيل بالدفع بحل سياسي وتشكيل شرعية سياسية جديدة، وأما "حفتر" فربما يكون دوره تنفيذيا وليس سياسيا هذا إن تواجد في المشهد".
وتابع: "أما موقف الدولة المصرية وترحيبها بالتوافق فهو أمر طبيعي كون "مصر" كانت في قلب الحدث وكان لها دور في التوافقات والتفاهمات"، وفق تقديره.
"عراقيل ومرتزقة روس"
وبدورها رأت الأمين العام لحزب الجبهة الوطنية الليبي، فيروز النعاس أن "هذه البيانات ليست اتفاقا لكنها كانت مفاجئة لكل الأطراف، وموافقة "السراج" على مقترح منطقة منزوعة السلاح تأتي في إطار منح فرصة للدعوات الدولية التي تنادي بهذا ووضعهم أمام الأمر الواقع بأن هذا شيء غير قابل للتحقيق".
اقرأ أيضا: وقف إطلاق نار بليبيا.. الجيش يشترط وبند خاص لإدارة النفط
واستبعدت خلال حديثها لـ"عربي21" أن "ينجح هذا التقارب، وسيواجههم الكثير من العوائق لتحقيق ما ذكر".
وأشارت إلى أن أول عائق، يكمن في كيفية إخراج المرتزقة "الفاغنر" الروس بعد أن تمركزوا بقوة هناك وأصبح القرار بيدهم وليس بيد "حفتر أو عقيلة صالح"، متوقعة أن يرفض "حفتر" هذه الخطوة.
وتابعت: "وأعتقد أن "السيسي" سارع إلى الترحيب بالخطوة حتى يبدو أنه جزء مما حدث ويشكل ضغطا على "حفتر" لردعه عن أي تصرف أحمق"، بحسب وصفها.
إعادة إنتاج النفط بليبيا.. قرار مسلوب يخضع لهذه الاعتبارات
ماذا يستفيد حفتر في ليبيا من تطبيع الإمارات مع الاحتلال؟
حراك أمريكي لحل أزمة سرت.. "النفوذ الروسي" كلمة السر