أكد خبير إسرائيلي بارز، أن التحدي أمام تل أبيب وواشنطن بشأن خطوات التطبيع المتواصلة مع كل دولة عربية على انفراد، يكمن في جعلها خطوة شاملة وجارفة تؤدي لتغيير حقيقي في المنطقة.
وذكر أستاذ دراسات الشرق في جامعة
"تل أبيب"، الخبير إيال زيسر، في مقال له نشر بصحيفة "إسرائيل
اليوم" العبرية، أنه في أيلول/ سبتمبر 1967، وبعد الهزيمة العربية في حرب
الأيام الستة، انعقد في العاصمة السودانية الخرطوم، مؤتمر قمة الزعماء العرب للبحث
في نتائج الحرب، حيث اشتهر المؤتمر باللاءات الثلاث التي بثت
لـ"إسرائيل" وللعالم، "رسالة رفض وعداء؛ لا اعتراف بإسرائيل ولا
تفاوض ولا صلح معها".
وتابع: "منذئذ تدفقت مياه كثيرة
في نهر النيل الذي يقطع المدينة، ولم تعد الخرطوم رمزا للعداء، ففي شباط/ فبراير
الماضي، "التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحاكم السودان عبدالفتاح
البرهان، في أوغندا، واتفقا على العمل على تطبيع العلاقات بين الطرفين".
ورأى زيسر، أنه "من السابق
لأوانه التقدير، إذا كان سينجح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الذي يزور
السودان بعد زيارته لإسرائيل، في أن يضم السودان إلى القائمة الممتدة من الدول
العربية المستعدة لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، أو حتى لتوقيع اتفاق سلام
معها".
اقرأ أيضا: بومبيو يصل السودان برحلة مباشرة من "تل أبيب".. هكذا علق
وقدر أن "الاختراق في علاقات
إسرائيل والسودان، في أساسه مسألة صبر ووقت".
وأشار إلى أنه "لكل دولة عربية
جدول أعمال خاص بها، وبالتالي ينبغي الافتراض، أن القرار بإقامة علاقات مع إسرائيل سيتخذ على انفراد من كل دولة ودولة في التوقيت المناسب لها، سواء كانت
هذه السودان، موريتانيا، المغرب، البحرين أو عُمان، ولكن الاتجاه أصبح واضحا؛
فالتطبيع والسلام لم يعودا مشروطين بشيء".
نواقص
ولفت الخبير، إلى أن "التحدي
أمام إسرائيل والولايات المتحدة التي تساعدها، هو في أساسه كيف يمكن التأكد، من أن
يكون المجموع أكبر بكثير من كل أجزائه،
بمعنى كيف يمكن أن نجعل من خطوات التطبيع والسلام التي تعمل عليها إسرائيل مع كل
واحدة من الدول العربية على انفراد، خطوة شاملة وجارفة تؤدي إلى تغيير حقيقي في
الواقع الشرق أوسطي؟".
وقال: "لهذا السبب، يعاد طرح
فكرة المؤتمر الإقليمي الذي يبث بعد أكثر من 50 سنة من لاءات مؤتمر الخرطوم
الثلاث، وذلك من أجل رص الصفوف المشتركة، حيال المشاكل الحقيقية للمنطقة وعلى
رأسها بالطبع التهديد الإيراني على الاستقرار في كل أرجاء الشرق الأوسط".
اقرأ أيضا: "الحرية والتغيير": التطبيع مع إسرائيل خارج مهام حكومة حمدوك
وزعم زيسر، أنه "لفكرة المؤتمر
فضائل عديدة، ولا سيما في كل ما يتعلق بالدبلوماسية العلنية، مع وجود نواقص، لأن
العالم العربي يفتقد اليوم إلى الوحدة، وتوجد بين الدول المختلفة منافسة
وخصام"، لافتا إلى أن "دولا مثل مصر والأردن، غير متحمسة لمنح الصدارة
والأفضلية لدول انضمت لتوها إلى معسكر التطبيع".
وفي نهاية مقاله، قال: "مهما
يكن من أمر، فإن هذه المعزوفة لا يمكن وقفها، حتى لو شهدت مسيرة التطبيع صعودا وهبوطا،
فإن القطار انطلق على الدرب وسيصل في وقت أقرب مما كان متوقعا إلى غايته"، وفق
تعبيره.
دبلوماسي إسرائيلي: إيران ستبقى موضوعا حرجا رغم تطبيع أبوظبي
هكذا تناولت الصحافة الإسرائيلية اتفاق التطبيع مع الإمارات
يديعوت: رئيس الموساد يتجه للإمارات لمناقشة تفاصيل الاتفاق