اتفق خبراء إسرائيليون على أن حركة "حماس" تضع الاحتلال أمام معضلة ليس لها حلول.
الجنرال عاموس غلبوع، قال إن "أيديولوجية حماس تصعب حياة المستوطنين في غلاف غزة، ما يلزم إسرائيل بمنع وصول أسلحة محملة لها، فمنذ بداية أغسطس، تشن الحركة حملة بعد نصف عام من الهدوء أوقفت خلاله عملياتها في القطاع بسبب جائحة كورونا، يتجلى حراك المقاومة من جديد بشكل رئيسي في إطلاق بالونات حارقة يومية، وصواريخ من حين لآخر، واضطرابات ليلية قرب السياج الحدودي".
وأضاف غلبوع في مقاله بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21" أن "إسرائيل لم ترد في الأيام الأولى على إطلاق البالونات، وغضت الطرف عن اشتعال النيران، رغم أن ذلك تسبب باختناق المستوطنين من الدخان، ولكن تدريجياً بدأت في الرد بطريقة مسيطر عليها، دون التسبب بتوسيع المواجهة مع حماس، بما يتناقض مع التصريحات القوية حول الضرب المؤلم إذا لم تتوقف الحركة عن إطلاق البالونات".
وذكّر غلبوع، المستشار السابق بمكتب رئاسة الوزراء كيف اتهم حزب أزرق-أبيض قبل الانتخابات حكومة نتنياهو بعدم ردع حماس بشكل جيد، مضيفا أنه "الآن ما زلنا ننتظر بيني غانتس بفارغ الصبر وهو في قلب الحكومة، كيف سيعلمنا مواجهة حماس، الأمر الذي يؤكد أن المشكلة التي تواجه إسرائيل في التعامل مع الحركة لا تتعلق بحزب دون آخر، بل هي مشكلة دائمة، وتمثل معضلات لأصحاب القرار الإسرائيلي، لأننا جميعا لا نعلم ما الذي تريده حماس بالضبط".
وأوضح أنه "للوهلة الأولى تظهر مطالب حماس كابتزاز مالي، ومشاريع إنسانية واقتصادية، وزيادة المساعدات من قطر، وتأمينها لفترة طويلة، لهذا الغرض تتبنى "المقاومة الشعبية بالطرق السلمية" عبر إطلاق البالونات، والحركة مستعدة للتصعيد في وجه الهجمات الإسرائيلية، وإطلاق الصواريخ دون تحمل المسؤولية، على افتراض أن إسرائيل لن تصعد نتيجة لذلك، وإن صعدت، فإن حماس مستعدة لامتصاص الضرر".
وتابع بأنه "من أجل أن نفهم سياسة حماس، والمعضلات التي تطرحها أمام إسرائيل، ينبغي توضيح نقطتين، الأولى أنه رغم التهديدات الإسرائيلية ضد الحركة، فمن الواضح أن لا مصلحة لنا بجولة تصعيد شاملة، لأن صناع القرار الإسرائيليين يدركون أنهم سيعودون في نهاية الجولة لنفس النقطة، وسيتعين على إسرائيل في النهاية العودة لتفاهمات التهدئة".
وأضاف أن "النقطة الثانية هي الأسباب الأخرى لعدم تحمس إسرائيل للحرب تجاه الجبهة الجنوبية، وهو عدم يقينها تجاه تطورات الجبهة الشمالية، بجانب اقتراب عامها الدراسي؛ وعدم استعداد جبهتها الداخلية، فضلا عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتدهور نتيجة انتشار كورونا، رغم أن أولوية حماس القصوى هي التكثيف العسكري والصراع ضد إسرائيل، هذا هو الموقف الأساسي لحماس وفقا لأيديولوجيتها التأسيسية".
اقرأ أيضا: توصية إسرائيلية للتنسيق مع فرنسا ومصر واليونان ضد تركيا
المستشرق بنحاس عنباري كتب مقالا في موقع زمن إسرائيل، ترجمته "عربي21" قال فيه إن "الوضع الأمني في قطاع غزة يتصاعد، لكننا نقدر أن الأمور لن تؤدي لجولة جديدة من الحرب، للعديد من الأسباب والعوامل، من بينها أن حماس وإسرائيل، ليس لديهما مصلحة فيها".
وأضاف عنبري أن "اندلاع حرب بين حماس وإسرائيل يتعارض مع جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإدخال المزيد من الدول العربية في علاقة مفتوحة مع إسرائيل، وبجانب ذلك بسبب التطورات المتلاحقة في الشرق الأوسط".
الكاتب غال بيل فرينكل قال إن "الحوار المشتعل بين غزة وإسرائيل منذ أسبوعين قد يتصاعد بسرعة، فخلال المفاوضات غير المباشرة بينهما، أطلقت حماس بالونات وصواريخ حارقة على مستوطنات غلاف غزة، وفي بعض الأحيان توعز بإطلاق النار، فيما تقوم القوات الإسرائيلية بهجمات جوية ودبابات نارية على أهداف الجناح العسكري للحركة، وإيقاف المساعدات القطرية، وتقليص مساحة الصيد لسكان غزة".
وأضاف في مقاله بصحيفة مكور ريشون، ترجمته "عربي21" أن "سبب سعي إسرائيل لتجنب التصعيد، ومحاولة احتواء عمليات حماس الهجومية قدر الإمكان، يتعلق باتفاقية التطبيع مع الإمارات العربية المتحدة، لأن أي جولة قتال في غزة، قد يتعرض فيها المدنيون في غزة للأذى، وصور الدمار الناجم عن هجمات الجيش، قد تحدث تغييرًا في الرأي العام العربي، أو على الأقل تجعل من الصعب دفع الاتفاقية للتوقيع".
وأوضح أن "هجوما حقيقيا على الجانبين، في غزة وغلافها، قد يلحق الضرر بنشطاء حماس أو المستوطنين، سيعيق محاولات الوساطة، والسعي للتهدئة، لذلك فقد تستند أيام المعركة هذه، كسابقاتها، على إطلاق نار دقيق وضربات جوية، ويمكنها الانزلاق لتحرك بري محدود، في نموذج من الغارات، ومثل هذه الخطوة لها تكاليف حياتية، وتستمر لفترة أطول، لكنها تخلق إحساسًا بالترادف بين العدوين".
وأشار إلى أن "غزة هي الساحة التي يكون فيها احتمال استخدام القوة البرية أكبر، حيث سيجري القتال بمناطق مبنية ومزدحمة، تتكيف مع احتياجات مقاتلي حماس فوق الأرض وتحتها، ورغم أن التحدي معقد، فإنه في سيناريو المواجهة الذي تتعرض فيه الجبهة الداخلية الإسرائيلية لعشرات الصواريخ في اليوم، لن يكون من الممكن إزالة خطر النيران وحدها".
وختم بالقول إن "الحروب اللاحقة ضد حماس، كسابقاتها، ستكون حروبا تكون فيها الإنجازات نتيجة لممارسة القوات الجوية والبحرية والبرية المشتركة، ما يطرح سؤالا مشروعا عن جدوى مقولة أن "الحروب القادمة خاصة بسلاح الجو فقط".
خبير إسرائيلي: لعنة غزة تطاردنا بعد 15 عاما على الانسحاب
خبير إسرائيلي يستشرف التداعيات الداخلية لتطبيع الإمارات
صحيفة إسرائيلية: الانسحاب من غزة حول حياتنا لكابوس دائم