أثار المسار الذي
سلكته رحلة "العال رقم 971"، الإسرائيلية، المتجهة من تل أبيب إلى أبو
ظبي، مرورا بأجواء الرياض، تساؤلات بشأن دلالة هذا المسار، رغم إمكانية سلوك
الطائرة اتجاها آخر، بعيدا عن العاصمة السعودية.
ووفقا للمسار
الافتراضي لهكذا رحلات عبر موقع "فلايت رادار24"، فإن رحلة التطبيع
الأولى بين تل أبيب وأبو ظبي، كان يجب أن تدخل الأجواء السعودية الشمالية، وتحلق
فوق البحرين والقطر، قبل أن تدخل إلى أجواء الإمارات وتهبط في أبو ظبي.
لكن المسار الذي
سلكته الطائرة، كان دخول السعودية من الأجواء الشمالية، والانعطاف جنوبا
باتجاه الرياض والتحليق فوقها تمام، قبل الانعطاف شرقا نحو الإمارات للوصول إلى
مطار أبو ظبي.
وقال الخبير العسكري اللواء الطيار المتقاعد مأمون أبو نوار، إن المسارات الجوية، يتم رسمها في العادة، قبل
عملية الإقلاع، ويحدد فيها مسار الإقلاع، حتى لحظة الوصول.
وأوضح اللواء أبو نوار
لـ"عربي21"، أن الطائرة فور دخولها الأجواء السعودية، يتم السيطرة عليها
بالكامل من قبل الرادار السعودية، ويحدد لها المسار الذي ينبغي لها سلوكه، حتى
نقطة المخرج من أجوائها، باتجاه الإمارات.
اقرأ أيضا: مظاهرة حاشدة أمام مقر نتنياهو ومنع رفع علم الإمارات (شاهد)
وأضاف: "قبل
الإقلاع تمنح دول المسار الطائرة الموجة الخاصة بالرادار، وهو ما فعلته السعودية
بالتأكيد، لتقوم بفتح قناة الاتصال، فور دخول الأجواء، والحديث مع موظف الرادار
السعودي، الذي يعطي التعليمات لقائد الطائرة بالتوجه وفق المسار الذي تحدده الدولة
صاحبة الأجواء".
ولفت أبو نوار، إلى
أنه لا يمكن لأي طائرة مدنية، دخول أجواء الدول، دون أن تستقبل عبر الرادار،
والتنسيق معها في مسارها، وحتى أن التنسيق يبدأ قبل وصولها إلى الأجواء. مضيفا:
"هي كانت تحت حماية ومتابعة الرادارات السعودية العسكرية والمدنية، وربما كانت هناك متابعة جوية بمقاتلات لرحلتها حتى خرجت من السعودية".
وبشأن عدم سلوكها
المسار الافتراضي الآخر للرحلة، فوق البحرين وقطر، قال الخبير الجوي: "هذا
يعود للسعوديين، وهم ربما لم يريدوا للطائرة سلوك ذلك المسار، وفي حال أرادوا
المرور فوق الدوحة والمنامة فعليهم الحصول على إذن جوي بالمرور".
ورأى أن سلوك الطائرة
لهذا المسار الذي رأيناه اليوم، والتحليق فوق الرياض، "رسالة سياسية، لأنها
العاصمة، وكأنها إشارة تحية من طائرة إسرائيلية، وإلا فما شأن طائرة متجهة إلى
الرياض لتمر فوق العاصمة، أهم مدينة في المملكة لو لم يكن للأمر بعد سياسي؟".
وأضاف أبو نوار:
"يبدو أن المرور فوق الرياض، كان رسالة تخفيف للأجواء وتليينا للمواقف".
وعلى صعيد إجراءات
الأمن المرافقة للرحلة، قال الخبير الجوي: "كانت هناك مخاوف من إمكانية
استهداف الطائرة بصاروخ محمول على الكتف، وهو من أخطر الأسلحة على الطائرات
المدنية".
وأشار إلى أن المنطقة
المحيطة بمطار أبو ظبي شهدت إجراءات أمنية وتمشيطا ربما شارك بها الجانب الأمريكي،
للتأكد "من أمن المنطقة وخلوها حتى من الطائرات المسيرة بدون طيار الصغيرة،
التي تشكل أيضا خطرا على الطائرات المدنية، ويمكن أن تلحق بها أضرارا أثناء
التحليق".
وكان كبير مستشاري البيت الأبيض، وصهر ترامب، جاريد كوشنر، وجه الشكر للعاهل السعودي، بسبب ما قال إنه "الإذن الذي منحه لتحليق الطائرة في الأجواء السعودية".
صحيفة عبرية تؤكد خبر (MEE): ابن سلمان مندفع نحو اسرائيل
لماذا تجاهلت السعودية التعليق على تطبيع الإمارات؟
ماذا يستفيد حفتر في ليبيا من تطبيع الإمارات مع الاحتلال؟