أكد خبير عسكري إسرائيلي، أن العمليات
الفردية تثير القلق داخل "إسرائيل"، لكن ما يرعب أكثر هو احتمال انهيار السلطة الفلسطينية، معتبرا أنه "السيناريو الأخطر"
الذي يمكن أن تواجهه تل أبيب.
عمليات معقدة
وأوضح الخبير والضابط الإسرائيلي السابق تال ليف-رام، في مقال بصحيفة
"معاريف" العبرية، أنه من عملية الطعن التي قتل فيها الحاخام
"اوحايون" في منطقة "بيتاح تكفا"، غرب وسط فلسطين المحتلة،
إلى عملية الدهس التي وقعت في مفترق "تفوح" أمس، وهي ثالث عملية في أقل
من شهر، "يتضح الكثير من الفروق بين تلك العمليات، من حيث مزايا منفذيها
وخلفياتهم".
ولفت إلى أن القاسم المشترك بينهم واحد، "كلهم خرجوا لتنفيذ العملية
بإرادتهم الخاصة، دون أن يحتاجوا إلى مساعدة شبكة منظمة، وهذه الميزة بالذات، هي
التي تجعل التحدي لاعتقال المنفذين الأفراد قبل أن ينفذوا عملياتهم، معقدا على نحو
خاص".
وقدر أنه "من السابق لأوانه رؤية موجة تصعيد وعمليات مقتربة من الضفة
الغربية، بعد ثلاثة أحداث لا توجد بينها علاقة مباشرة، ولعله بالنسبة للسنة
الماضية هذا معطى شاذ نسبيا كونه على أي حال يجعل جهاز الأمن يصد معظم العمليات،
وهي لا تزال في مراحل التخطيط".
اقرأ أيضا: عباس باجتماع الفصائل: شعبنا من أفشل خطة الضم (شاهد)
وأكد الضابط ليف-رام، أن "عمليات الأفراد، في الحقيقة مقلقة جدا للجيش
الإسرائيلي، ولكن بنظرة أكثر اتساعا، ما يقلق جهاز الأمن اليوم أكثر من هذا بكثير، وهو الانهيار المحتمل لحكم السلطة الفلسطينية، في ضوء استمرار القطيعة وانعدام التنسيق
الأمني مع إسرائيل، وهذا هو السيناريو الأخطر، الذي يصفونه في إسرائيل بأنه عامل
دراماتيكي يمكنه أن يؤثر على الاستقرار الأمني وعلى حجم العمليات في الضفة
وخارجها".
وقال: "قد يكون الوضع الداخلي في السلطة هو الأسوأ والأصعب لها منذ
قيامها، فهي تجد صعوبة في فرض النظام والقانون، وحجم صفقات المخدرات والسلاح داخل
السلطة في ارتفاع دراماتيكي، والوضع الاقتصادي صعب، ووباء كورونا مقلق، والصورة في
مجملها أكثر بعثا على اليأس".
سور منيع
وذكر الخبير العسكري، أنه "بعد سنوات طويلة تعاطوا فيها في إسرائيل مع
تهديدات رئيس السلطة أبو مازن (محمود عباس)، لوضع المفاتيح وحل السلطة كتهديدات
فارغة من المضمون، توجد في تل أبيب محافل مهنية تتحدث عن هذا كسيناريو معقول، مع
أو بدون إبقاء أجهزة الأمن (الفلسطينية) على حالها".
اقرأ أيضا: إصابة جنديين إسرائيليين بعملية دهس وإطلاق النار على المنفذ
ورغم المزاعم الإسرائيلية بالتخلي "بحكم الأمر الواقع عن الضم، إلا أن
عباس غير مستعد لأن ينزل عن الشجرة، فقد استأنف العلاقة مع الأمريكيين، ولكن ليس
مع إسرائيل"، مضيفا: "مهما يكن من أمر، تواصل محافل الأمن الإسرائيلية
الرسمية عقد اللقاءات مع محافل فلسطينية هامة، بعضها مقربة من عباس، في محاولة
لاستئناف العلاقة أو على الأقل التنسيق الأمني".
ونوه أن "الإحساس في إسرائيل، أن عباس يقترب جدا من مفترق قرار،
والوضع الصعب في السلطة سيتطلب منه حسما شخصيا ودراماتيكيا، وفي هذه الأثناء،
تجتهد أوساط في جهاز الأمن من أجل استئناف التنسيق الأمني بين الطرفين، ولكن دون نجاح حتى الآن".
وبطبيعة الحال، "سينتهي دور عباس في وقت ما"، والسؤال بحسب
الضابط ليف-رام: "كيف سيحصل هذا؟"، منوها أن "خطوة دراماتيكية من
جهته ستؤثر بشكل فوري على الاستقرار الأمني، وهذا ما نجد جهاز الأمن الإسرائيلي
معنيا جدا بمنعه".
ورأى أنه "رغم شطب اللغم المتمثل بخطة الضم عن جدول الأعمال في
هذه المرحلة على الأقل، إلا أن مجال المقاطعة في رام الله يبدو كسور منيع لا يمكن
اقتحامه".
محلل إسرائيلي: غضب عباس من الإمارات يرتبط بدحلان
جنرال إسرائيلي يحذر: معاهدة الإمارات تعمق الأزمة مع السلطة
تقدير إسرائيلي: اتفاق الإمارات أعطى الشرعية للدولة اليهودية