قلل كاتب إسرائيلي من شأن اتفاق التطبيع بين الاحتلال والإمارات، معتبرا أن الأخير لم تكن "عدوا" أصلا حتى يتم عقد سلام معها.
وفي مقال ترجمته "عربي21"، قال المعلق السياسي في القناة 12 العبرية، أمنون أبروموفيتش، إن اتفاق رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، مع ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، "لا يجعل منه مناحيم بيغن الذي اتفق مع أنور السادات، ولا إسحاق رابين الذي اتفق مع الملك حسين"، في إشارة إلى رئيسي الوزراء الأسبقين للاحتلال، وكل من الرئيس المصري الأسبق والعاهل الأردني الراحل.
وأوضح "أبروموفيتش" أن الاتفاق مع الإمارات يثير اهتمام السياسيين والإعلاميين، وليس الجمهور في دولة الاحتلال، "لأن صناعة السلام مع بلد لم نشهد حربا معه من قبل، يشبه الإبلاغ عن وفاة شخص مجهول أمام جمهور لم يكن يعرف أنه على قيد الحياة أصلا".
وأضاف أن "الجمهور الإسرائيلي لديه الكثير من الأخطار الداخلية: مواجهة كورونا، وفشل الحكومة، ودمار اقتصادي، ومع ذلك يمكن أن نهنئ كل من عمل لإنجاز الاتفاق مع الإمارات بقيادة نتنياهو، لكن محاولة وضع الاتفاق في نفس إطار السلام مع مصر والأردن مسألة مصطنعة، والتظاهر بوضع نتنياهو في صف بيغن ورابين أمر مهين".
وتابع: "كان لدينا سلام عملي مع الإمارات منذ 1994، والآن أصبح رسميا، هذا بلد لم يُقتل أو يُجرح فيه جندي إسرائيلي واحد في صراع لم يسبق له مثيل معها، وهو بعيد عن حدودنا، ولم يزعم أبدا أننا احتللنا مترا مربعا من أراضيه.. لذلك كل ما يقال عن هذا السلام معها مؤثر، لكنه ليس ذا صلة، ناهيك عن تناقضها مع الحقائق المحرجة".
وختم بالقول إن "الاتفاق مع الإمارات صحيح أنه يبعث على الارتياح بالتأكيد، لكن الأوركسترا المصاحبة له مصابة بالجفاف، وكلمات أنشودتها للسلام يمكن اعتبارها سرقة أدبية".
اقرأ أيضا: صحفي إسرائيلي: الإمارات تطلب من نتنياهو المعاملة باحترام
وبدوره، قال الكاتب الإسرائيلي "أمنون لورد" إن "الاتفاق الأخير مع الإمارات يمكن اعتباره أحد الاختراقات الدراماتيكية في الشرق الأوسط، لأن رحلة الطيران إلى الإمارات مع جاريد كوشنر ومائير بن شبات في سماء السعودية هو حلم احتل عناوين الصحف منذ عشر سنوات على الأقل، وأخيرا قد حدث، بالتزامن مع إلغاء محمد بن زايد قانون المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل المعمول به منذ 1972".
وأضاف في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم"، الذي ترجمته "عربي21"، قال "لورد" إن "التأثير الفوري للاتفاقيات التجارية المتوقعة بين الإمارات وإسرائيل هو 500 مليون دولار، وأكثر من ذلك بكثير في وقت لاحق، مما يعتبر نسيما متفائلا بتعافي الاقتصاد الإسرائيلي".
وتابع بأن "التفاوض على إبرام الاتفاق مع الإمارات، ورغم أهميته، لكنه ليس هو الشغل الشاغل، في الماضي كان للمفاوضات مع الدول العربية ومنظمة التحرير الفلسطينية في ذلك الوقت تأثير كبير على البعد الأمني لإسرائيل، والعلاقات الإسرائيلية الأمريكية، لكن هذه المرة يبدو أن الإنجاز الاستراتيجي يتمثل بكسر الدائرة العربية المباشرة، المستقلة عن الفلسطينيين".
وأوضح أن "السلام الإسرائيلي مع الإمارات مطبوع في ختم ترامب وتوقيع كوشنير، اللذين يبديان كل تعاطف وتعاون مع الحكومة الإسرائيلية، ولذلك يجب أن يعمل فريق التفاوض بقيادة بن شبات كما لو لم تكن هناك انتخابات أمريكية، فلا تتخذ أي خطوة أو تنازل بسبب ضغوط الجدول الزمني، لأن اهتمامنا بالاتفاق مع الإمارات لا يقل حرصا عن أمن إسرائيل، وربما أكثر بكثير".
أما الخبير بالشؤون العربية، آفي يسسخاروف، فقال في حوار مع صحيفة "معاريف"، ترجمته "عربي21" إن "الاتفاق مع الإمارات يعني أنه لم يعد هناك صراع عربي إسرائيلي، بفعل ما توصف بالتغييرات المجنونة التي تشهدها المنطقة، والصراعات البينية في العالم العربي، لكن معظم الدول السنية في الجانب الإسرائيلي".
كاتب "إسرائيلي" بعد زيارته الإمارات: تشبهنا بكل شيء
يديعوت: حاخام يرسم خارطة طريق الخليج للتطبيع مع إسرائيل
هآرتس: ابن زايد يتطلع لزعامة المنطقة ويبحث عن اعتراف دولي