استضافت صحيفة "عربي21"، في ندوتها الشهرية، الخبير بالشأن
الأمريكي، خالد صفوري، الذي سلط الضوء على العديد من كواليس صناعة القرار في
واشنطن، وعلى المشهد الانتخابي مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي، المقرر في تشرين
الثاني/ نوفمبر المقبل، فضلا عن آفاق السياسة الخارجية للولايات المتحدة في
السنوات الأربع القادمة.
وفي معرض حديثه عن تأثير اللوبيات والمال السياسي في الولايات
المتحدة، أشار "صفوري" إلى أن تجربة العضوين المسلمتين بمجلس النواب،
رشيدة طليب وإلهان عمر، تعكس انكسارا لما وصفها بـ"أسطورة الآيباك"، في
إشارة إلى "لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية"، التي
تتصدر داعمي الاحتلال في واشنطن.
وأوضح صفوري، الذي يرأس مؤسسة "ناشيونال إنترست" الأمريكية والمطلع
عن قرب على عالم التأثير على صنع القرار في واشنطن، أن "آيباك" تمتعت،
ولعقود، بتأثير كبير على صانعي القرار في البلاد، مذكرا بعجز الرئيس الأسبق جورج
بوش الأب عن مواجهة اللوبي الصهيوني في قضية منح الاحتلال قروضا في مطلع
التسعينيات.
اقرأ أيضا: استطلاعات رأي محسوبة على الجمهوريين تؤكد تفوق بايدن
وتابع بأن الساسيين الأمريكيين تعودوا على النفوذ القوي للوبي الداعم
للاحتلال، وتعودوا على عدم الدخول في مواجهات معه، لا سيما وأنه تمكن من إسقاط كثيرين،
فضلا عن قدرته على تعزيز حظوظ آخرين.
واستدرك بالقول إن المشهد تغير اليوم، مستشهدا بحالتي
"طليب" و"عمر"، اللتين نجحتا مؤخرا بالفوز في الانتخابات
التمهيدية للحزب الديمقراطي، في سعيهما نحو المنافسة على البقاء بمجلس النواب
لدورة ثانية.
وقال: "صرفت الجمعيات المؤيدة لإسرائيل ثلاثة ملايين ونصف المليون دولار ضد إلهان عمر، وخصمها أنفق ضعف ما أنفقت هي للترويج لحملته، وهزمته رغم ذلك بفارق 20 نقطة".
اقرأ أيضا: "المجمع الانتخابي".. 538 شخصا يحسمون من يحكم أمريكا
وأضاف: "نفس الشيء حصل مع رشيدة طليب، التي فازت بفارق 30 نقطة
في دائرة أغلبيتها من ذوي الأصول الأفريقية، وتنتمي لهم غريمتها، التي حظيت بدعم
من اللوبي الصهيوني، الذي أنفق مليونا ونصف المليون دولار" ضد النائب من أصل
فلسطيني.
وتابع: "التجربتان قضتا على أسطورة الآيباك التي بنتها خلال 40-
50 سنة بتخويف السياسيين من اتخاذ مواقف (ضد الاحتلال)".
وأوضح صفوري أن هنالك أسبابا متعددة وراء ذلك، أهمها ظهور اليسار
المنظم في الولايات المتحدة، الذي لم يكن موجودا قبل 40 عاما، وانقسام الجالية
اليهودية، "بل إن بعضا منهم وقفوا إلى جانب رشيدة طليب وإلهان عمر، وخصوصا الشباب
وطلاب الجامعات، الذي يعتبرون أن إسرائيل اتجهت إلى اليمين، ولم تعد تمثل مواقف
الجيل الجديد في أمريكا".