يأتي ذلك بالتزامن مع بدء التصويت المبكر للانتخابات المقبلة في ولايات مينيسوتا وفرجينيا وساوث ديكوتا ووايومنغ (رزنامة التصويت المبكر).
ووفق بيانات موقع "فايف ثيرتي إييت"، التي تظهر معدل استطلاعات الرأي، أخذا بالاعتبار جودة كل استطلاع، وتاريخ إجرائه، وحجم العينة المستطلعة، فقد تمكن ترامب، بحلول الجمعة، من تقليص تقدم بايدن عليه إلى 6.6 نقاط، بعد أن تجاوز الفارق بينهما حاجز التسع نقاط خلال آب/ أغسطس الماضي.
وكانت آخر مرة سجلت فيها الاستطلاعات هذا الفارق بين المتنافسين، في 5 حزيران/ يونيو الماضي، وفق رصد "عربي21"، وتدهورت منذ ذلك الحين حظوظ ترامب بشكل حاد.
وحتى مطلع العام الجاري، كانت أغلب استطلاعات الرأي ترجح فوز ترامب بفترة رئاسية ثانية.
ورغم إظهار الاستطلاعات خلال شباط/ فبراير الماضي تفوق بايدن بفارق ضئيل من حيث الأصوات الشعبية المباشرة، إلا أن حسابات الولايات والمجمع الانتخابي كانت تصب في صالح ترامب.
لكن أزمة فيروس كورونا المستجد والأزمة الاقتصادية التي صاحبتها، والغضب المتصاعد في البلاد ضد العنصرية وعنف رجال الأمن، فضلا عن توحد الحزب الديمقراطي خلف بايدن، جميعها أسباب دفعت حظوظ الأخير إلى الأمام.
معركة في مربع الديمقراطيين.. و"كثير من الحظ"
ووفق بيانات موقع "270 تو وين"، التي تأخذ بالاعتبار حسابات المجمع الانتخابي وأحجام الولايات، فإن بايدن مقبل على فوز حتمي في حال حصد بالفعل جميع الولايات الديمقراطية وتلك القريبة والتي تميل للديمقراطيين، فيما سيخسر ترامب وإن حصد جميع الولايات الأخرى، بما فيها جميع الولايات المتأرجحة.
ويسعى ترامب وفقا لذلك لتحقيق اختراق في ولايات محسوبة على الديمقراطيين، يعول بايدن على ضمان أصواتها من أجل الفوز.
اقرأ أيضا: ندوة "عربي21": طليب وعمر حطّمتا "أسطورة آيباك" (شاهد)
وفي هذا الإطار، يجري ترامب جولة في ولايات البحيرات العظمى، بدأها بزيارة ميشيغان، ثم ويسكونسن، قبل أيام، اللتين تمكن من انتزاعهما من الديمقراطيين عام 2016، رغم سيطرتهم عليهما تقليديا.
ويواصل ترامب جولته بزيارة مينيسوتا، التي بدأ فيها التصويت المبكر، حيث سيتواجد بايدن هناك أيضا، للدفاع عن حصن ديمقراطي آخر، كان قد صمد في 2016، ويسعى الرئيس الجمهوري لاختراقه، والإبقاء على المنافسة في مربع الديمقراطيين.
ومن شأن خسارة بايدن أيا من الولايات الثلاثة تعقيد حساباته بشكل كبير.
وفي المقابل، فإن ترامب مهدد بخسارة ولايات أكبر حجما، رجحت كفته أمام غريمته الديمقراطية السابقة، هيلاري كلينتون، لكنها تعد اليوم ولايات متأرجحة، ويعوّل على "كثير من الحظ" لإنقاذه من خسارتها، وهي: فلوريدا (29 مقعدا بالمجمع الانتخابي)، أوهايو (18 مقعدا)، جورجيا (16 مقعدا)، نورث كارولاينا (15 مقعدا)، أريزونا (11 مقعدا).
ويعني كونها متأرجحة أن فارقا ضئيلا جدا من الأصوات سيحسم حصد هذا المرشح أو ذاك رصيد الولاية كاملا في المجمع الانتخابي.
لكن ترامب سيضطر قريبا إلى التركيز على فلوريدا تحديدا، وهي التي تشارك نيويورك المرتبة الثالثة من حيث حجم التمثيل في المجمع الانتخابي، لا سيما بعد إعلان الملياردير مايك بلومبيرغ عزمه إنفاق 100 مليون دولار فيها، دعما لحملة بايدن.
وتحظى الولاية بأهمية خاصة لترامب، وتضم منتجعه المفضل "مارالاغو"، فضلا عن وزنها الانتخابي المهم.
وفي مينيسوتا، يتوقع أن يلعب ترامب على وتر المخاوف من "العنف اليساري"، وهي مسألة حساسة بالولاية التي شهدت في أيار/ مايو الماضي اندلاع موجة اضطرابات، إثر مقتل الأمريكي الأسود، جورج فلويد، جراء عنف الشرطة.
ومن المقرر أن تعقد أول مناظرة (من أصل ثلاث مناظرات مقررة) بين المرشحين الخصمين في 29 أيلول/ سبتمبر الجاري، في مناسبة يترقبها جميع الأمريكيين، وتؤثر بشكل كبير، تقليديا، على توجهاتهم.
ترامب مهتم بولاية "الفضة والقمار".. هل يحرز اختراقا بالانتخابات؟
ندوة "عربي21": ابن سلمان تورط بأمريكا ولوبي الاحتلال لن ينقذه
خبير أمريكي لعربي21: ترامب قد يسجن بعد مغادرة البيت الأبيض