قالت
حركة الاشتراكيين الثوريين؛ إن المظاهرات التي شهدتها مصر خلال الأيام الماضية "تأتي
لتتحدى السلطة (الحاكمة)، وتعلن أن الاحتجاجات لا تزال ممكنة، بدون إعلام أو أحزاب
أو نقابات أو أي تنظيم سياسي أو شعبي".
وأضافت،
في بيان لها، وصل إلى "عربي21" نسخة منه،: "لا تُقاس أهمية المظاهرات
التي حدثت في بعض محافظات مصر في الأيام الماضية لا بحجمها أو درجة انتشارها، ولا
بطبيعة الدعوات التي سبقتها أو الداعين لها".
وأعلنت
حركة الاشتراكيين الثوريين تضامنها مع "كل احتجاج جماهيري ضد سياسات الإفقار
والاضطهاد التي تمارسها السلطة"، مؤكدة "الحق المطلق للجماهير في
التعبير الاحتجاجي، وتؤكِّد رفضها لسياسات الملاحقات الأمنية والقمع
والاعتقالات التي واجهت السلطة بها المتظاهرين، وتطالب بإطلاق سراح المعتقلين كافة ومحاسبة المسؤولين عن ضحايا قمع المظاهرات".
وتابعت:
"لا يمكن قياس أهمية تلك المظاهرات إلا ضمن السياق الذي حدثت فيه. المظاهرات
التي تحركت في عدد من المحافظات لم تكن ضخمة بالقياس لما شهدته مصر في فترات ليست
بالبعيدة، ولكنها كانت ضخمة بالقياس لما سبقها من مصادرة لكل أشكال الاحتجاج
والتعبير، وإحكام القبضة الأمنية على كل مظاهر العمل السياسي والاجتماعي وإغلاق
المجال، حتى أمام محاولات ممارسة حق الترشح في الانتخابات، ومحو أي مساحة للإعلام
المستقل وملاحقة وإغلاق السجون على كل من يحاول معارضة السلطة بأي طريقة".
اقرأ أيضا: تواصل الاحتجاجات الرافضة للسيسي داخل مصر وخارجها (شاهد)
واستطردت
قائلة؛ إن "السلطة التي تفوقت على كل سابقيها في القمع والاستبداد، توهمت أنها
أصبحت بمأمن من أي غضب جماهيري بعد كتم كل الأصوات، وتمكنت بالفعل من تطبيق سياسات
اقتصادية كان بعضها يمكن أن يؤدي إلى انفجار شعبي في طول البلاد وعرضها".
وأردفت:
"القرارات التي تلاحقت في فترة وجيزة، مثل رفع أسعار تذاكر المترو والمواصلات
ورفع أسعار الكهرباء والغاز والمياه وأسعار السكة الحديد وتخفيض وزن رغيف الخبز،
وغيرها من القرارات، كان أيّ منها كافيا لتفجير الاحتجاجات، ولكن السلطة تمكنت من
فرضها في هدوء بفضل قوات الأمن التي انتشرت في مكان في مصر.
وقالت:
"السياق الأمني الذي تحركت فيه المظاهرات يجعل قيمتها الحقيقية أضعاف حجمها،
أما السياق الاقتصادي والاجتماعي الذي تحركت فيه تلك المظاهرات، يجعلها تبدو أكثر صدقا من التحليلات كافة لما يشعر به المصريون بالفعل، فالهدوء الذي مرت به
إجراءات السلطة وسياساتها، لم يكن يعني في أي وقت أن الغضب لم يكن يتراكم وسط
الجماهير".
وأشارت حركة الاشتراكيين الثوريين إلى أن "الاحتجاجات لم تنفجر ضد الغلاء والإفقار بسبب القبضة الأمنية التي لم
تر مصر بمثيلها من قبل، وبسبب الهيمنة الإعلامية التي فرضت أجواء من الخوف والهلع
من أي حراك جماهيري".
وأكملت:
"ربما يستحيل التأكد من حجم المظاهرات وانتشارها في الأيام الماضية، بسبب
التعتيم الإعلامي، ولكن ما لا يقبل الشك هو أن حجم الغضب في الشارع أضعاف تلك
المظاهرات التي لن تكون آخر التحركات الجماهيرية، طالما استمرت السلطة في تطبيق
سياسات الإفقار والاضطهاد".
ورغم حملات الاعتقال والاستنفار الأمني الكبير في
الميادين الرئيسية، شهدت محافظات ومدن وقرى مصرية عديدة تظاهرات احتجاجية مستمرة
منذ يوم 20 أيلول/ سبتمبر الجاري، لا سيما في الجيزة، والمنيا، والقاهرة، والبحيرة،
والإسكندرية، وأسوان، والقليوبية، والمنيا، وأسيوط، وبني سويف، وسوهاج، والفيوم، ودمياط،
والدقهلية، وقنا.
وانطلقت تظاهرات احتجاجية "واسعة"، عقب
صلاة الجمعة، ضمن فعاليات ما يُعرف بـ"جمعة الغضب" التي دعا لها ناشطون ومعارضون،
أبرزهم الفنان والمقاول محمد علي.
وشهدت
بعض المناطق تظاهرات جديدة تُنظم لأول مرة منذ اندلاع تظاهرات 20 أيلول/ سبتمبر
المستمرة لليوم الثامن على التوالي.
وفي مشهد لافت، قام
متظاهرون مصريون، الجمعة، بتمزيق صور السيسي ودهسها بالأقدام، خلال تظاهراتهم
الاحتجاجية التي عُرفت باسم "جمعة الغضب"، فيما قام آخرون بإضرام
النيران في صورة للسيسي جنوبي البلاد.
وفي السياق ذاته، قال شهود عيان؛ إن قوات الأمن
المصرية قامت بقتل 3 متظاهرين، وإصابة 8 آخرين، بقرية البليدة بمركز العياط في
محافظة الجيزة، وذلك على خلفية قيامها بفض تظاهرة احتجاجية سلمية اندلعت عقب صلاة
الجمعة.
وتُعد تلك الاحتجاجات نادرة ولأول مرة تشهدها البلاد
منذ عام، وهي امتداد للتظاهرات النادرة التي خرجت في 20 أيلول/ سبتمبر 2019.
وكما
هي العادة، شنت وسائل الإعلام الموالية للنظام هجوما حادا على دعوات التظاهر،
واعتبرتها جزءا من مؤامرة خارجية تستهدف إسقاط الدولة، حسب زعمها.
ونهاية
الشهر الماضي، قال السيسي إنه يمكن إجراء استفتاء شعبي على استمرار بقائه في الحكم، في حال عدم رضا الشعب المصري عن الإجراءات التي يتخذها، مؤكدا أنه لو أراد المصريون
رحيله عن السلطة فلن تكون لديه مشكلة، على حد قوله، ومهددا بتدخل الجيش المصري.
استمرار التظاهرات "الغاضبة" بمصر لليوم الرابع (شاهد)
احتجاج إلكتروني متواصل دعما للتظاهرات الرافضة للسيسي
غريفيث يدعو أطراف محادثات جنيف لمنح اليمنيين فرصة للسلام