لماذا أرسل "العمال الكردستاني" مسلحين إلى قره باغ؟

ذكرت صحيفة تركية، أن منظمة العمال الكردستاني، نقلت مسلحين لها إلى الحدود بين أذربيجان وأرمينيا، في ظل التوتر المتصاعد بين البلدين في إقليم قره باغ.

وتساءلت صحيفة "خبر ترك" في تقرير ترجمته "عربي21"، عن أنه كيف يمكن لأرمينيا، التي يبلغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة، مهاجمة أذربيجان التي تعد أقوى منها عسكريا بهذه السهولة؟

وقالت الصحيفة، إن هجوم أرمينيا الأخير على القرى الحدودية مع اذربيجان، وقع مباشرة بعد تمرين القوقاز 2020، والذي شارك فيه حوالي 80 ألف جندي روسي، وحوالي 1000 جندي من بيلاروسيا، وكذلك قوات من الصين وإيران وباكستان وأرمينيا وميانمار.

وأضافت أن منظمة العمال الكردستاني نقل عدد من مسلحيه إلى أرمينيا، مشيرة إلى أن التوتر الأخير بين أذربيجان وأرمينيا، ليس مجرد صراع بين دولتين جارتين.

وشددت على أن الهجمات الأرمينية التي تحتل 30 بالمئة من الأراض الأذربيجانية، هدفها الأساسي تركيا.

وأوضحت، أن أرمينيا تريد نافذة تركيا في القوقاز، بتحريض من روسيا والولايات المتحدة وفرنسا بالإضافة لإيران.

اقرأ أيضا: القوات الأذرية تتقدم بقره باغ.. مسيّرات تركية تشارك بالهجوم

وأشارت الصحيفة، إلى أن منظمة العمال الكردستاني أرسلت 200 مسلح إلى المنطقة منذ تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، لافتة إلى أن غالبيتهم من الأكراد اليزيديين، وأن هناك نسبة جيدة من "الأكراد" في أرمينيا وأذربيجان وهم أيضا "يزيديون"، ونقل هؤلاء المسلحين بالتحديد يسهل من تحركاتهم في المنطقة.

وأضافت أن لدى منظمة العمال الكردستاني 14 مقرا في يريفان، أحدها المقر الرئيسي، بالإضافة لـ21 مقرا في جميع أنحاء أرمينيا.

وأشارت إلى أن المسلحين الأكراد الذين أرسلوا إلى المنطقة الهدف منه تدريب العناصر المحلية، وأعضاء اللجنة الأرمينية في قره باغ وناخشيفان.

وأضافت أن الهدف الحقيقي يكمن في إنشاء "كردستان الحمراء" بموافقة من أرمينيا في قره باغ على غرار سوريا.

ولفتت إلى أن منطقة القوقاز هي جغرافيا معقدة مثل الشرق الأوسط بالمعنى العرقي والثقافي والديني، لذلك من الصعب التنبؤ كيف ستبدو البيئة هناك، لاسيما أيضا غياب الموقف الجورجي، وجغرافية المنطقة التي تسيطر عليها الجماعات السلفية التي تخضع لدعم من المملكة العربية السعودية.

وأضافت أن أرمينيا تدرب قواتها الخاصة في ألمانيا، وقبل حوالي شهر، تم منع طائرة نقل عسكرية تابعة للقوات الجوية الألمانية غادرت من كولونيا من مرور الأجواء التركية، وأجبرت على العودة.

وكشفت الصحيفة، أن الطائرة كانت تحمل أسلحة من ألمانيا، وكانت تسعى لنقل الجنود الأرمن إلى قاعدة كولونيا للتدريب.

اقرأ أيضا: فصائل سورية لـ"عربي21": لا قرار رسميا بإرسال مقاتلين لأذربيجان

وأشارت إلى أن سلاح الجو الألماني أجبر على اختيار طريق طيران أطول بكثير بالعبور من فوق روسيا في الأسبوع الأخير من آب/ أغسطس الماضي لنقل القوات الأرمنية.

وأما بالنسبة لروسيا، فقالت الصحيفة، إن اثنين من عقود الغاز مع روسيا ستنتهي مع موسكو في عام 2021، وستقوم تركيا بتوريد عجز الطاقة من أذربيجان من خلال "تاناب".

وأضافت، أن ذلك يعد سببا كافيا لروسيا لخلق عدم استقرار على خط الحدود بين أذربيجان وأرمينيا.

وختمت الصحيفة، بأن التوتر في قره باغ، سيكون له تداعياته في سوريا وليبيا وشرق البحر الأبيض المتوسط.