أعلن زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان، وليد جنبلاط، أنه عارض تكليف زعيم تيار المستقبل سعد الحريري بتشكيل حكومة لبنان الجديدة.
وقال في مقابلة متلفزة مع قناة "الجديد" اللبنانية، إن موقفه من عدم تسمية الحريري كان لصالح الحريري، موضحا أنه "لصالح الحريري قلت له من الأفضل أن تسمي أحدا كما قلت للرئيس ماكرون من الأفضل أن يكون شخصا ثانيا ووقتها كان الاسم نواف سلام ،فاسم سعد الحريري مجددا قد يثير غضب الشارع لكن هو أخذها شخصية".
واتهم جنبلاط الحريري بأنه سلم البلد للثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل)، معلنا أنه رفض استقبال موفده، ولن يُسميه لرئاسة الحكومة.
ولفت جنبلاط إلى أن المكونات السياسية في لبنان وافقت خلال اجتماع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الصنوبر مطلع أيلول/ سبتمبر (الزيارة الثانية)، على تشكيل حكومة أخصائيين وألا يتم تسمية سياسيين فيها.
اقرأ أيضا: الحريري يبدأ مشاورات تشكيل الحكومة وعون يطلب الإسراع
وأشار إلى أن حزب الله تحفظ على طريقة حديث ماكرون، لكن الأخير وضح أن هذه "توصيات وليست تعليمات".
وقال جنبلاط: "ماكرون كان يريد حكومة أخصائيين، وأدان كل الطبقة السياسية التي أوصلت البلاد إلى الانهيار الاقتصادي".
وأضاف جنبلاط: "المواصفات تتغيّر والحريري يقول إنه يريد حكومة أخصائيين دون سياسيين، لكن نسأل: أليس هو سياسيا؟".
وأعلن جنبلاط أنه أجرى اتصالا مع الحريري ولم يكن "وديا"، مؤكدا على أنه لم يقل "بإعطاء المالية للشيعة إلى أبد الآبدين".
وعلى صعيد متصل، تطرق جنبلاط في اللقاء إلى ما دار بينه وبين جنبلاط، وعدم طرح قضية التسلح.
وقال في تغريدة عبر حسابه بموقع تويتر: "لقد كان كلامي بالامس واضحاً في المحاور الاساسية مع الجديد وحول اللقاء مع سمير جعجع والتي كانت فيه وجهات النظر متباينة الا انه لم يطرح قضية التسلح كما ورد في احدى الوسائل الاعلامية".
هجوم باسيل
بدوره، شن جبران باسيل، رئيس التيار الوطني الحر، وزير الخارجية اللبناني السابق، هجوما مبطنا على الحريري، واقترح تعديل الدستور، لمنع شغور السلطة التنفيذية، محذرا من ضياع فرصة إنقاذ البلد.
فخلال احتفال أقامه "التيار" في منطقة بعبدا بالعاصمة بيروت، قال باسيل، صهر رئيس الجمهورية ميشال عون: "ليس على علمنا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عيّن أحدا (يقصد الحريري) ليشرف على مبادرته (لمعالجة الأزمتين السياسية والاقتصاية بلبنان)، ويقوم بفحص الكتل ليرى مدى التزامها بالمبادرة"، بحسب قنوات تلفزيونية محلية.
وواصل باسيل انتقاده للحريري بقوله: "من يريد ترؤس حكومة اختصاصيين يجب أن يكون هو الاختصاصي الأول أو أن يتنحى لاختصاصي آخر".
ورأى أن "الصراع على السلطة والخوف من الآخر كبير لدرجة أن الفريقين جاهزان لتطيير فرصة إنقاذ البلد مقابل تحصيل مكسب بحفظ موقعهم في النظام".
وكان سعد الحريري قد تحدث في وقت سابق عن "اتصال عاصف" مع جنبلاط، حين كان الأخير يجلس مع فرنسيين (لم يسمهم)، وأن جنبلاط عرض عليه إعطاء حقيبة المالية للمكون الشيعي إلى "أبد الآبدين".
وبدأ رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، الاثنين، مشاورات تشكيل حكومة جديدة، بعد شهرين من استقالة حكومة حسان دياب، وفشل مصطفى أديب بتشكيل حكومة بعده.
ولم يكتب النجاح لحكومة مصطفى أديب بسبب خلافات عديدة، أبرزها اعتراض المكون الشيعي (حزب الله وأمل) على بعض الحقائب الوزارية.