انتقدت كل من أمريكا وألمانيا، الثلاثاء، إعادة تركيا إرسال سفينة التنقيب "أوروتش رئيس" لشرق المتوسط، متهمة إياها بـ"إثارة التوتر في المنطقة".
وقالت متحدثة باسم الخارجية الأمريكية، إن تركيا "تتعمد تعقيد استئناف المحادثات مع اليونان".
وأضافت المتحدثة مورجان أورتاجوس: "الإجبار والتهديدات والترويع والنشاط العسكري لن ينهي التوتر في شرق المتوسط".
وتابعت: "نحث تركيا على إنهاء هذه الاستفزازات المحسوبة والبدء على الفور في المحادثات الاستكشافية مع اليونان".
انتقاد ألماني
من جانبه، انتقد وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، تركيا لإعادتها إرسال سفينة مسح إلى منطقة بحرية متنازع عليها في شرق البحر المتوسط، واصفا هذه الخطوة الأحادية بأنها صفعة للجهود الرامية لبدء المفاوضات في نزاعها القائم مع اليونان.
وقال ماس عقب اجتماع مع نظيره القبرصي نيكوس كريستودوليدس في نيقوسيا، الثلاثاء: "يجب وقف تأرجح تركيا بين التصعيد وسياسة الوفاق".
وتابع بأن "تهيئة الأجواء لإجراء المحادثات أمر يرجع لتركيا".
وأضاف ماس، الذي كان يفترض لرحلته أن تكون بهدف الوساطة وتخفيف التوترات في المنطقة، أنه "تعمد عدم زيارة أنقرة في مسار الرحلة".
وقال: "يرجع قراري بالتوجه اليوم إلى نيقوسيا وأثينا فقط إلى التطورات الجارية التي نتحدث عنها".
الرد التركي
في المقبل، قال المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أقصوي، الثلاثاء، إن انتقاد الولايات المتحدة لأنشطة المسح السيزمي لسفينة التنقيب "تناقض واضح".
وأضاف أقصوي أن الولايات المتحدة التي أعلنت أن خريطة إشبيلية التي تمثل مزاعم اليونان والقبارصة الروم حول مناطق الصلاحية البحرية شرقي المتوسط، إضافة للاتحاد الأوروبي صاحب الخطابات المشابهة للأمريكان، يتصرفون بتناقض".
وأكد أن اليونان وإدارة جنوب قبرص الرومية هما الطرفان اللذان يصعدان التوتر في بحري إيجة والمتوسط وليس تركيا، مبينا أن الوزارة نشرت أنشطة اليونان التي ساهمت في تصعيد التوتر منذ 12 أيلول/ سبتمبر الماضي.
اقرأ أيضا: لماذا أعادت تركيا سفينة "أوروتش رئيس" إلى شرق المتوسط؟
وتحولت الأنظار مجددا نحو شرق المتوسط، بعد إرسال تركيا سفينة "أوروتش رئيس" إلى جنوب جزيرة يونانية، على الرغم من قطع أثينا وأنقرة شوطا جيدا في تخفيض التوتر بينهما مؤخرا.
وأمس الاثنين، أعلنت تركيا بإخطار بحري "نافتكس" أن سفينة "أوروتش رئيس" تباشر أنشطتها جنوبي جزيرة ميس اليونانية مجددا بعد عودتها الشهر الماضي إلى ميناء أنطاليا.
ومع تأرجح الأسباب حول عودتها الشهر الماضي إلى ميناء أنطاليا، فإن ذلك تزامن مع مفاوضات برعاية ألمانيا وحلف شمال الأطلسي بين أثينا وأنقرة، نتج عنها الاتفاق على آلية مشتركة للحد من التوتر العسكري، والإعلان عن استئناف المباحثات الاستكشافية بين أنقرة وأثينا المتوقفة منذ عام 2016.
اقرأ أيضا: أنقرة: سنحل خلافاتنا مع أثينا ثنائيا وليس عبر الاتحاد الأوروبي
ومن المقرر أن تجري سفينة "أوروتش رئيس" أنشطتها السيزمية في شرق المتوسط لمدة عشرة أيام، وسط توقعات بتمديد نشاطها، فيما علّقت اليونان قائلة إن "تحرك تركيا لإجراء عمليات مسح في شرق البحر المتوسط جنوبي الجزيرة اليونانية تصعيد كبير للتوتر يهدد السلام والأمن في المنطقة".
لماذا أعادت تركيا سفينة "أوروتش رئيس" إلى شرق المتوسط؟
تجدد أزمتي "أوروتش رئيس" وحرب المناورات بين تركيا واليونان
تركيا واليونان تتفقان على اجتماع فني ثالث الخميس