صحافة إسرائيلية

وزير إسرائيلي: انسحاب واشنطن من "النووي" لم يخدمنا

شالوم، قال: لم يثبت بعد أن الخروج من الاتفاق النووي خدم إسرائيل- جيتي

قال وزير إسرائيلي سابق؛ إن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي مع إيران، لم يخدم "إسرائيل ولم يخضع إيران"، حيث جاءت الخطوة الأمريكية نتيجة "المشورة السيئة" التي قدمها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.


إنجاز سياسي كبير


وأوضح وزير القضاء ونائب وزير الخارجية الأسبق يوسي بيلين في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أن أصيب بـ"الذهول" من "الهدوء غير المفهوم الذي استقبلت فيه تصريحات رئيس دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية العميد درور شالوم، التي وردت في مقابلة له مع صحيفة في "يديعوت أحرونوت".

 

اقرأ أيضا: روحاني: سنشتري السلاح من أي بلد نريده اعتبارا من 18 أكتوبر

وذكر أن العميد شالوم، "يتنكر بشكل ثابت، لمواقف حكومات نتنياهو، وهو الرجل الذي يرى المادة الحساسة، ويعمل على تحليلها، ويرفع استنتاجاته لأصحاب القرار"، لافتا إلى أنه "لا يحق لأحد أن يتجاهل أقواله، فقبل سنة حذر من وقف التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية، وقبلها أوضح أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، يدفع بإسرائيل لأن تعود لتستثمر المقدرات في هذه المسألة، وقبيل اعتزاله شدد انتقاده في هذا السياق".


وقال بيلين: "عندما يقول شالوم، إن تعزيز السلطة هو مصلحة أمنية إسرائيلية، فإنه يشدد على أن هذا ليس قولا سياسيا"، مضيفا: "صحيح أني لا أعتقد أن حل السلطة كفيل بأن يخلق حاجة عاجلة لاستئناف الاتصالات السياسية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ولكن من يفضلون إدارة النزاع وليس حله، وعلى رأسهم نتنياهو، ينبغي أن يستمعوا جيدا لأقوال الضابط المقدر".


ولفت إلى أن "عدم الاكتراث الظاهر في ضوء القطيعة بيننا وبين السلطة، والاستخدام لتبجحات مثل "السلام مقابل السلام"، تعزز بشكل كبير فرص تشديد التوتر في الضفة الغربية"، منوها إلى أن "تصريحات شالوم في الموضوع الإيراني أبعد أثرا بكثير، وتتناقض بشكل مطلق مع محاولات نتنياهو عرض انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، كإنجاز سياسي كبير".


كما نبه شالوم، إلى أنه "لم يثبت بعد أن الخروج من الاتفاق النووي خدم إسرائيل، في حين إيران التي لم يثبت تجاوزها حافة 20 في المئة من التخصيب، تقدمت في البحث والتطوير، وهكذا قصرت مدة القفز إلى القنبلة النووية"، مشيرا إلى أن "الاتفاق النووي على نواقصه؛ كان مجالا للتأثير على مواضيع أخرى، وكان من الصواب إصلاحه".


مشورة نتنياهو السيئة

 
وذكر الوزير، أن "التقدير المغلوط لترامب ونتنياهو، أنه في حال انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق وعادت وحدها لنظام العقوبات، ستأتي إيران راكعة تستجدي إعادة المفاوضات، ولكن إيران لم تأت راكعة، وهي تنجح في البقاء رغم القرار الأمريكي، بينما الولايات المتحدة فقدت الرافعة التي كانت لها حتى انسحابها".

 

اقرأ أيضا: ترامب يهاجم إيران: "تدعم إرهابيين مثل حماس".. وطهران ترد

وبين أن "أمريكا ترامب لم تعد أي بديل مرتب، ولم تنضم إليها أي دولة أخرى من الدول الخمس التي وقعت على الاتفاق، وهكذا أصبح الوضع في السنوات الأخيرة منذ انسحاب الولايات المتحدة، أكثر خطورة على العالم بالعموم وعلى إسرائيل بالخصوص، بدلا من أن يتحسن".


ورأى بيلين، أنه من "المعقول، أن المرشح جو بادين، في حال فوزه، سيجري تغييرا جوهريا في موقف واشنطن من الاتفاق مع إيران، وسيضع شروطا تؤدي بهم لتعديلات معينة، في ظل عودة الولايات المتحدة إليه، ولكن مع ترامب كرئيس، من شأن إسرائيل أن تدفع ثمن مشورة نتنياهو السيئة".


وفي ظل هذا الوضع، شدد الوزير الإسرائيلي على أهمية أن "يعيد نتنياهو تجنيد قدراته الإقناعية، كي يحمل ترامب في هذه المرة على العودة إلى الاتفاق النووي".