مقابلات

"عربي21" تكشف تفاصيل الساعات الأخيرة لصفقة "وفاء الأحرار"

الأسير المحرر سليمان كشف عن توقف الصفقة قبيل ساعات من تنفيذها- عربي21

تسلط "عربي21" الضوء على معلومات وتفاصيل تنشر لأول مرة حول الـ24 ساعة التي سبقت تنفيذ صفقة تبادل الأسرى "وفاء الأحرار" بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية.


وفي الذكرى التاسعة لتنفيذ الصفقة التي أطلق بموجبها 1027 أسيرا مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي أسرته المقاومة الفلسطينية عام 2006 في قطاع غزة، كشف الأسير الفلسطيني المحرر، تيسير سليمان كواليس وتفاصيل تنشر للمرة الأولى عن الساعات الأخيرة التي سبقت تنفيذ الصفقة، وما تضمنته من أحداث دارت داخل سجون الاحتلال.


الصفقة توقفت


وفي هذا السياق قال سليمان في مقابلة خاصة مع "عربي21" ننشر تفاصيلها لاحقا، إن الصفقة توقفت "تماما" قبل ساعات قليلة من بدء التنفيذ، وذلك في أعقاب عزل عدد من الأسرى الذين كانوا ضمن قوائم المفرج عنهم، ومن بينهم القيادي في حركة حماس، يحيي السنوار وآخرون.


ولفت سليمان وهو عضو سابق بالهيئة القيادية للأسرى، ومبعد إلى تركيا أن مصلحة سجون الاحتلال عمدت إلى تجميع الأسرى في سجن النقب (جنوب) عشية بدء التنفيذ، ووضعت كل الأسرى ضمن قوائم الإفراج في مكان واحد، ثم بادرت إلى استدعاء الأسرى للتشخيص والتأكد من هوياتهم، حيث بدأت بالأسير السنوار.

 

اقرأ أيضا: مطالب بتحريك ملف تبادل الأسرى ردا على استشهاد الخطيب

وشدد على أن السنوار ورفاقه غابوا لساعات ولم يعودوا للقسم، ما جعل الأسرى في حالة ترقب واستنفار، خشية من التعرض للخديعة.

 

تبديل الأسماء


وأضاف سليمان: "كان مجلس شورى قيادة الأسرى موجودا في نفس القسم، وردا على الخطوة الإسرائيلية قررنا وقف الصفقة بشكل كامل، وذلك لخشيتنا من تبديل بعض الأسماء في اللحظات الأخيرة كما حدث في صفقات سابقة".

 


وقال سليمان، إن قيادة الأسرى علمت أن السنوار وضع في العزل الانفرادي، حيث أبلغته مصلحة السجون أنه لن يخرج ضمن الصفقة، ثم هددت كل الأسرى بالقتل حال عودتهم لممارسة عملهم المقاوم، الأمر الذي دفع قيادة الأسرى لوقف تنفيذ الصفقة، وطلبوا حضور الوسيط المصري للسجن.


ضباط مخابرات مصريون

 
وفي معلومة تنشر لأول مرة، أكد سليمان حضور 4 من ضباط المخابرات المصرية إلى سجن النقب، لحل الأزمة، حيث استمعوا لتفاصيل ما جرى، خاصة ما يتعلق بتهديد الأسرى بالاغتيال، مشددا على أنه عقب تدخل هؤلاء الضباط توقف تهديد الاحتلال، ومن ثم استؤنف تنفيذ الصفقة وبدأ خروج الأسرى للتشخيص الفني فقط دون تلقي أي تهديد.


اقرأ أيضا: حماس تنفي لـ"عربي21" مباحثات "هدنة طويلة" مع الاحتلال

من جهة أخرى كشف سليمان أن مصلحة إدارة السجون قامت بالتشويش على الاتصالات في سجون الاحتلال بالتزامن مع يوم الإعلان عن التوصل إلى اتفاق نهائي لتنفيذ الصفقة، وتحديدا يوم الحادي عشر من تشرين الأول/ أكتوبر 2011، وذلك بهدف عزل الأسرى عن العالم الخارجي، لكن الأسرى تمكنوا من التغلب على التشويس وقاموا بالتواصل مع القيادة في الخارج والتأكد من وجود اتفاق نهائي.

 

ووصف سليمان المشاعر التي عمت على السجن فور ورود القوائم النهائية لمن شملتهم الصفقة، مشددا في على أن الأسماء وصلت بالتفصيل إلى قيادة الأسرى حيث جرى ترتيبها من قبل قيادة الأسرى وتصنيفها، مما دفع مصلحة إدارة السجون لاعتمادها بدلا من كشوفاتها.

 

 

وأسدلت المقاومة الفلسطينية في 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2011م، الستار عن الصفقة التي تمت بعد مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال برعاية مصرية، أطلقت خلالها 1027 أسيرا بينهم 450 من ذوي الأحكام العالية "المؤبدات".

 

ويتطلع الشعب الفلسطيني لصفقة تبادل ثانية، تخرج ما تبقى من قدامى الأسرى، وذلك في أعقاب تمكن المقاومة من أسر عدد من جنود الاحتلال خلال الحرب على غزة عام 2014.