تحدثت صحيفة عبرية عن خفايا الصراع الصيني الأمريكي، وانعكاساته المحتملة على إسرائيل، وكذلك تداعيات تأثير البرنامج الصيني "الحزام والطريق".
وقال الكاتب الإسرائيلي سايمون كوتلرمان، الباحث في معهد التنمية الدولية، في مقاله بصحيفة مكور ريشون، ترجمته "عربي21"، إن "الإجراءات الصينية المتزايدة للاستيلاء الاقتصادي على إسرائيل تطرح سؤالا على الأخيرة حول ما إذا كان ينبغي عليها الامتناع عن التدخل الصيني في أعمالها بأي ثمن".
وأشار إلى أنه "رغم أن مبادرة "الحزام والطريق" الصينية لا تشمل إسرائيل رسميا في خرائطها، إلا أن الموقع الجغرافي لإسرائيل، والمشاركة الاقتصادية الصينية المهمة فيها، واتفاقيات السلام الناشئة في منطقتنا، تضع إسرائيل في نقطة استراتيجية رئيسية في المبادرة الصينية".
وأوضح أنه "في الوقت نفسه، من الصعب تجاهل الصراع الضخم الذي يدور في الخلفية بين الولايات المتحدة والصين، ويزداد سوءا مع اقتراب الانتخابات الأمريكية، ويتضمن فرض عقوبات أمريكية على شركات صينية مختلفة، وهو صراع من المحتمل أن يجبر إسرائيل على اتباع سياسة واضحة، ووضع حدود في العلاقات مع الدول المتعثرة، مع إجراء أعمال تجارية وسلوك دبلوماسي دقيق في ضوء المصالح الهائلة لكلا الجانبين".
وأكد أن "المحدد الأول يتمثل في الإضرار بعلاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة، حليفها الأكثر أهمية، والمحدد الثاني هو الإضرار بفرصة اقتصادية غير عادية مع الصين، وبناء على ذلك، كان قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي بتشكيل "لجنة استشارية للأمن القومي والاستثمار الأجنبي" في أكتوبر 2019 خطوة ضرورية في منع الصين من الاستثمار العدواني في إسرائيل".
وأوضح أن "الموقف الإسرائيلي من النفوذ الصيني المتزايد يمكن الاستناد عليه بالنظر للمعارضة الهندية، حيث يوجد عداء إقليمي طويل الأمد بينهما، فيما يريد الصينيون تخصيص جزء كبير لخطة تطوير البنية التحتية في باكستان، التي تربطها بالهند علاقات إشكالية على خلفية إقليمية، وأحد الأمثلة الرئيسية على علاقة الهند المتشابكة مع الصين هو "الممر الاقتصادي المشترك بين بنغلاديش والصين والهند وميانمار".
وأشار إلى أن "إسرائيل ترى أن الهند ليست الوحيدة الساعية لكبح نهج الاستثمار العدواني للصين، فقد أطلقت اليابان منذ فترة طويلة مشروعا موازيا للمشروع الصيني "الحزام والطريق" تحت اسم "تعاون البنية التحتية الجيدة"، لتعزيز تطوير البنية التحتية العالمية بطريقة تراعي احتياجات المجتمعات المحلية، وتركز على الشفافية والاستدامة الاقتصادية، والسعي لإنتاج بديل للصين".
وختم بالقول إنه "في الوقت نفسه، لدى إسرائيل فرصة فريدة لمشاركة كبيرة مع الصين، دون أن يكون لديها تصميم حقيقي لاقتصاد البنية التحتية العالمية، وهذه المشاركة، التي بدأت منذ وقت طويل بمبادرة "السكك الحديدية من أجل السلام الاقتصادي الإقليمي"، ربما تتكثف مع توقيع اتفاقيات السلام في منطقتنا بين إسرائيل وعدد من دول الخليج".
سفير إسرائيلي يحذر من توتر مع الصين عقب اتفاقيات التطبيع
"إسرائيل" تترقب مصير اتفاق إيران النووي بعد انتخابات أمريكا
جنرال إسرائيلي يتحدث عن "منافع" ترسيم الحدود البحرية مع لبنان