صحافة إسرائيلية

مستشرق إسرائيلي: "التطبيع" نموذج محدث من "سايكس بيكو"

المستشرق قال إن التطبيع مع السودان يعيد تحديد موقع الاحتلال بالشرق الأوسط على أسس ليست معادية للأيديولوجية

قال مستشرق إسرائيلي، إن التطبيع مع السودان حلقة إسرائيلية أخرى في الشرق الأوسط، وأهميته لا تنبع من العلاقات الثنائية بين الخرطوم وتل أبيب، بل في السياق الإقليمي.

  

وأضاف دورون ماتسا، الباحث والمحاضر في الصراع العربي اليهودي، وعلاقات الاحتلال بالعرب، في مقال نشرته صحيفة مكور ريشون، وترجمته "عربي21" أن "الاتفاق مع السودان حلقة في سلسلة اتفاقات سياسية بدأت مع الإمارات والبحرين، وستستمر مع دول عربية أخرى". 


وأشار إلى أن "الاتفاق مع السودان يعيد تحديد موقع إسرائيل في الشرق الأوسط، على أسس ليست معادية للأيديولوجية، وقد جاء هذا الاتفاق مع ذات الدولة التي أعلنت لاءاتها الثلاث عقب حرب 1967".


وأكد أن "اتفاق السودان يعتبر خطوة تقلب المشهد رأسا على عقب، بحيث تستبدل بالنظرة الأيديولوجية للعالم التي ميزت منطقة الشرق الأوسط لعقود عديدة، نهجا جديدا، خاصة من ناحية البعد الاقتصادي ومستوى المعيشة، ما يجعلنا أمام نموذج جديد من اتفاق سايكس-بيكو الأوروبي في أوائل القرن العشرين، من خلال منح الخاصية الاقتصادية والتجارية أهمية استثنائية، ارتباطا بنموذج صفقة القرن الأمريكية".


وأوضح أنه "من ناحية تريد الدول الغنية في المنطقة مثل البحرين والإمارات العربية المتحدة زيادة إمكانات ثروتها، وأما الدولة الفقيرة مثل السودان فتسعى للاستفادة من الاحتكاك بثروات عدة دول مثل إسرائيل والولايات المتحدة" على حد وصفه.

 

اقرأ أيضا: كاتب اسرائيلي: هذه الفروق الـ5 بين تطبيع الإمارات والسودان

وأضاف أن "هذه الاتفاقات لا تخلو من البعد السياسي الظاهر في طبيعة الخطاب الإعلامي بشأنها، حيث يفكك اتفاق السلام مع السودان، وسابقاه مع البحرين والإمارات، السياسات الاستراتيجية التي هيمنت على الشرق الأوسط والنظرة لإسرائيل في العقود الأخيرة، مع أننا أمام اتفاقيات لا يلتزم بها الفلسطينيون، ومن المفارقات أن اليمين بقيادة نتنياهو، وليس اليسار، هو منشئ رؤية الشرق الأوسط الجديد".


وأكد أن "كل ذلك يمثل شرخًا أيديولوجيًا سياسيًا، وحتى نفسيًا عميقًا بين معسكر سياسي ادعى لعقود أنه المتحدث وممثل فكرة السلام مع الفلسطينيين، أمام الجانب الآخر الذي يمثل الفكرة الأمنية البحتة، وكأننا أمام رواية جديدة للواقع التاريخي الذي يقدم قصة معكوسة عندما تم إنجاز اتفاق السلام الأول من قبل اليمين مع مصر بقيادة مناحيم بيغن، واتفاقيات السلام الحالية تم التوصل إليها من قبل بنيامين نتنياهو". 


وزعم أنه "في غضون ذلك، توصل اليسار الإسرائيلي إلى الاتفاق السياسي الأكثر فشلًا في تاريخ إسرائيل، وهي اتفاقيات أوسلو، لأنه قام على أساس افتراضات خاطئة، لأنه هدف إلى إيجاد حل للصراع مع الفلسطينيين، وهذا نهج خاطئ بشكل واضح، والغريب أنه يريد تكرار آثار التجربة السابقة على افتراض أن الأخطاء التي حدثت في التسعينيات يمكن تصحيحها". 


وأوضح أن "نموذج السلام اليميني الإسرائيلي، يهدف للتكيف مع كيانات الشرق الأوسط، ويضع الاقتصاد كمحدد رئيسي لعملية التسوية، ويقطع الصلة بين القضية الفلسطينية والدول العربية، وهذا أصبح بديلاً استراتيجيًا لليسار الرومانسي الإسرائيلي، وكل هذا لا يقلل من أهمية وحجم التغير الثوري الذي تدور رحاه في المنطقة".