قال كاتب إسرائيلي، إن الخوف الإسرائيلي من فوز مرشح الحزب الديمقراطي الأمريكي
لانتخابات الرئاسة، جو
بايدن، "وهمي"، فمن المشكوك فيه، أن يقلب بايدن
سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رأسا على عقب.
لسان ترامب السليط
"شبعنا من اتفاقات
التطبيع"، جمل
مثل هذه وغيرها، تطلق في المساء في محادثات غرفة المعيشة، حتى إن المحررين في غرف
الأخبار لدى وسائل الإعلام الإسرائيلي، "باتوا قصيري الروح"، ويتساءلون:
"بضعة اتفاقيات تطبيع وقعت، كم غيرها سيوقع؟ ولماذا تتأخر
السعودية؟".
وبحسب ما ذكره الكاتب الإسرائيلي يعقوب إحيمئير
في مقاله بصحيفة "
إسرائيل اليوم" فإنه "يعشعش تخوف من السأم؛ أي دول
عربية أخرى ستسارع إلى الطاولات التي تبسط عليها الوثائق لتوقيع التطبيع".
وقال: "لم نعد بعد اليوم بحاجة إلى كُتّاب
خطابات؛ يمكن أن تمتشق صيغ الخطابات من الاحتفالات السابقة، وبعد بضع تعديلات
طفيفة، يمكن للزعماء أن يتلوها مجددا، وبعد قليل سيلمح الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب إلى مناسبة كهذه في جدول أعماله".
ورأى أن "التخوف من احتفال آخر للتطبيع،
يجب أن يفسر بإمكانية أن فوز جو بايدن بعد غد على ترامب، وفي حال حصل هذا، هل
سيبرر بايدن في السنوات الأربع من الولاية الأولى لقب "جو النعسان"
الذي ألصقه به ترامب في مهرجاناته الجماهيرية، علما بأنه لا يوجد شيء يشبه لسان
ترامب السليط؟".
وتساءل: "ما معنى التخوف الوهمي برأيي، من
عهد بايدن، الذي يعربون عنه عندنا المعلقون والسياسيون؟"، وأجاب بأن "مصدره
في الذاكرة حديثة، الإيماءات السياسية التي أمطرنا بها ترامب".
سلم أولويات الرئيس
وأضاف: "هنا من يخاف من أن يقوم بايدن
كرئيس بوقف دولاب الدلال السياسي الذي حركه سلفه، خوفا من أن تذكر رئاسته بالذات،
كعهد العلاقات الباردة مع إسرائيل في أيام إدارة باراك أوباما، وهذا أمر مشكوك فيه
جدا"، منوها إلى أنه "من الصعب أن نصدق أن بايدن، إذا فاز، سيعيد السفارة
الأمريكية إلى تل أبيب، فيشطب بذلك متبقيا هام من إرث ترامب".
وتابع متسائلا: "وهل يمكن لبايدن إذا ما انتخب، أن يتجاهل تماما الموجة الراديكالية الجارفة لحزبه الديمقراطي؟ هل سيكون
مجد للنبرات النقدية تجاه إسرائيل التي ينشرها السيناتور ساندرز وبعض من عضوات الكونغرس الديمقراطيات؟"، وقال: "لن نتنبأ، وسنكتفي بالإعراب عن
التخوف، الذي من المشكوك فيه أن يصبح واقعا".
وشكك الكاتب، في أن "يقلب بايدن سياسة ترامب
رأسا على عقب، ومع ذلك، فإنها في عهد بايدن ستشعر حكومة إسرائيل بمبادرتها، أن هذا ليس
هو الوقت لمواصلة توسيع سياسة الاستيطان"، موضحا أن "رئيس الحكومة
بنيامين نتنياهو، بحاجة إلى اللجام في مجال السياسة في المناطق، وهذا حقا
مطلوب".
ونبه إلى أن "بايدن ومنذ بداية السباق
للرئاسة، استبعد النية لبسط السيادة الإسرائيلية (الضم) في المناطق، ومن خارج
الحدود اتخذ ترامب خطا انفصاليا يطالب بالدفع مقابل المساعدات الأمريكية، وهنا من
المعقول الافتراض أن بايدن، مقارنة بترامب، سيعيد الولايات المتحدة إلى إطار
الاتفاق لتقييد سياسة النووي الإيراني".
وعلى أرض الواقع، "ستكون الصحة، والجريمة، والاقتصاد على رأس سلم أولويات من ينتخب، وبالأساس والأهم من ذلك تجديد التحالف بين
البيض والسود"، بحسب إحيمئير.