قبل يوم من الانتخابات الأمريكية، تركز الاهتمام في الولايات الأمريكية، على موعد الانتخابات، والأصوات المترددة في الولايات المتأرجحة التي يعتقد بأنها ستكون حاسمة في اختيار الفائز في الانتخابات التي تبدأ يوم غد الثلاثاء.
تابع التطورات لحظة بلحظة عبر صفحة "عربي21" الخاصة بالانتخابات الأمريكية
موعد النتائج
وطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلان نتائج الانتخابات فور انتهائها، وحذر من التلاعب في الأصوات، في وقت تبرز فيه مؤشرات على أن تأخر فرز الأصوات قد يؤخر تحديد الفائز.
وقال ترامب في تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا أمس الأحد، إنه يجب إعلان نتائج الانتخابات مع نهاية يوم التصويت وفرز الأصوات ليلة الثلاثاء.
وقال إن الأمريكيين بحاجة لمعرفة الفائز بالانتخابات بُعيد انتهائها، وليس بعد أيام وأسابيع.
وحذر من أن موافقة المحكمة العليا على تمديد التصويت عبر البريد سيفتح الباب للتلاعب في بطاقات الاقتراع.
وتأتي تصريحات ترامب التي تتضمن تشكيكا في نتائج الانتخابات، في وقت أعلنت فيه وزارة الأمن الداخلي الأمريكية أنها قامت باستعدادات لحماية المباني الفيدرالية في واشنطن، تحسبا لاضطرابات خلال الانتخابات.
تأخر بفرز أصوات البريد
وتتزايد المخاوف بشأن فرز الأصوات التي أدلى بها الناخبون عبر البريد، من أنها ستتأخر في ولايات عدة، إلى ما بعد يوم الاقتراع.
وأعلنت بالفعل سبع مقاطعات في ولاية بنسلفانيا التي تعد حاسمة في نتيجة الانتخابات، أنها لن تبدأ بفرز بطاقات الاقتراع التي ترسل بالبريد إلا في اليوم التالي للموعد الرسمي للانتخابات.
ومن شأن هذه الخطوة، التي يسعى المسؤولون في الولاية لتفاديها، أن تؤدي إلى تأخير محتمل في نتائج الانتخابات.
طوابير السلاح
وأثارت فيديوهات انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي، مخاوف بشأن ما بعد نتائج الانتخابات الأمريكية، لا سيما أنه يظهر فيها طوابير لشراء السلاح في أمريكا.
ويثير الأمر مخاوف من حدوث توترات أمنية بعد إعلان النتائج الأمريكية، لا سميا أن ترامب سبق أن ألمح لعدم قبوله النتيجة في حال خسارته.
وشُوهد زبائن كثيرون يصطفون أمام متجر "ريفل سابلاي" للأسلحة في هنتنغتون بيتش، في ولاية لوس أنجلوس الأمريكية، وسط أنباء عن ارتفاع مبيعات الأسلحة النارية قبيل الانتخابات الرئاسية.
ويتخوف كثيرون من المناخ السياسي الحالي بأنه قد ينتج عنه اضطرابات اجتماعية بعد الانتخابات، الأمر الذي قد دفع الناس إلى شراء الأسلحة النارية.
وبحسب دراسة أجرتها شركة "Small Arms Analytics & Forecasting"، فإن مبيعات الأسلحة النارية وصلت إلى 1.8 مليون قطعة سلاح في الولايات المتحدة في أيلول/ سبتمبر 2020، بزيادة قدرها 66 بالمئة مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي.
المترددون قد يحسمون
وبحسب أحدث استطلاعات الرأي، التي تابعتها "عربي21"، فقد انخفضت نسبة المترددين أو الذين لا يعرفون بعد قرارهم بشأن لمن يعطون أصواتهم، مقارنة بعام 2016.
وقبل يوم من الانتخابات، من البديهي أن يتوقف الناخبون عن المناقشة بشأن مرشحهم.
وجاءت النسبة منخفضة من 9 في المئة إلى 6 في المئة.
ومن أبرز الاستطلاعات في أمريكا بشأن المترددين، أنه: في فلوريدا جاءت نسبتهم 4 في المئة، وفي أوهايو 7 في المئة، وفي نورث كارولينا 3 في المئة، وفي أريزونا 5 في المئة، وفي آيوا 7 في المئة.
والأعداد الكبيرة للذين لم يقرروا بعد، أو الذين لا يعرفون بعد قرارهم، قد تعطي فرصة وحيدة متبقية لترامب للفوز، كما فعل قبل أربع سنوات أمام هيلاري كلينتون.
وتشير أحدث استطلاعات الرأي التي أجرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" الأحد، إلى تقدم بايدن بنحو 10 في المئة على منافسه ترامب، في الوقت الذي صوت فيه أكثر من 90 مليون أمريكي في الانتخابات من بين أكثر من 230 مليون ناخب أمريكي يحق لهم التصويت.
وبحسب الاستطلاع، فإن 52 في المئة من الناخبين الأمريكيين يؤيدون جو بايدن، مقابل 42 في المئة يفضلون الرئيس ترامب.
من جهته، نفى ترامب صحة تقارير إعلامية، قالت إنه ينوي الإعلان عن فوزه في الانتخابات الرئاسية قبل تحديد النتائج الكاملة للتصويت، واصفا هذه التقارير بـ"الكاذبة".
وكان موقع "أكسيوس" قد نقل في وقت سابق عن مصادر وصفها بالمطلعة، أن الجمهوري ترامب، قد يعلن فوزه في الانتخابات الرئاسية مساء يوم 3 تشرين الثاني/ نوفمبر دون انتظار نتائج التصويت، حال تقدمه على منافسه الديمقراطي، جو بايدن، في ولايات أوهايو وفلوريدا وكارولاينا الشمالية وتكساس وآيوا وأريزونا وجورجيا.
ومن المتوقع أن النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة سيتم تحديدها ليس ليل 4 نوفمبر وإنما لاحقا بسبب أعداد قياسية للمشاركين في التصويت المبكر عبر البريد والتي تجاوزت الـ90 مليونا.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن 8 فقط من أصل 50 ولاية أمريكية ستتمكن من فرز الأصوات حتى منتصف يوم 4 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.
حافلة انتخابية
وأثارت حادثة حافلة انتخابية حربا كلامية بين ترامب وبايدن، إذ ندد الأخير، بإقدام عدد من مناصري منافسه على ملاحقة إحدى حافلات حملته الانتخابية على طريق سريع في تكساس، في حادثة أكد مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي" أنه يحقق فيها.
وأثارت الحادثة "مخاوف تتعلق بالسلامة" بالنسبة لمؤيدي بايدن.
ونشر ترامب في وقت سابق مقطع فيديو عن الحادثة، وكتب "أنا أحبّ تكساس".
وقال بايدن لمؤيديه في فيلادلفيا: "لم نر شيئا كهذا في السابق. على الأقل لم يكن لدينا رئيس يعتقد أن هذا شيء جيد".
وخلال تجمّع حاشد في ميتشيغان، قال ترامب إنّ المتظاهرين في تكساس حاولوا "حماية" الحافلة الديمقراطية. وأضاف: "أترون كيف حاول أناسنا (..) حماية هذه الحافلة أمس؟".
"إغلاق الولايات المتحدة لسنوات"
في المقابل، حرض ترامب على منافسه بايدن، بالقول على خلفية فيروس كورونا، إن الأخير سيقوم بإغلاق الولايات المتحدة لسنوات في حال فوزه.
وأضاف: "بايدن يريد إغلاق بلدنا.. ربما يريد فعل ذلك لسنوات.. إنه جنون".
وتابع قائلا: "لن يكون هناك إغلاق.. عودة أمريكا العظمى قادمة".
لحظات فارقة في الانتخابات
1- تبرئة ترامب في الشيوخ
في بداية العام كانت الأوضاع تبدو طيبة بالنسبة للرئيس الجمهوري. ففي مجلس الشيوخ انتهت محاكمة ترامب في قضية العزل بتبرئته من اتهامين نسبهما إليه الديمقراطيون.
ولم يعد أثر تقرير مولر عالقا فوق رأسه. وكان الاقتصاد يبدي علامات قوة وبدت بوادر إعادة انتخابه قوية نسبيا. لكن حتى في الوقت الذي بدت فيه الأوضاع وردية بشكل أكبر بالنسبة للرئيس فقد بدأت تنتشر حالات كوفيد 19 في كاليفورنيا وباسيفيك نورثويست، وهي منطقة في شمال غرب الولايات المتحدة.
2- مفاجأة بايدن في ساوث كارولاينا
بعد نتائج غير مرضية في المجمع الانتخابي في ولاية آيوا والانتخابات التمهيدية في ولاية نيو هامبشر، فقد بدت فرصة بايدن في الانتخابات الرئاسية قد انتهت. لكن مساعديه في الحملة الانتخابية أكدوا أن الأوضاع ستنقلب بمجرد بدء تصويت الأمريكيين من أصل أفريقي بأعداد كبيرة، وكانوا على حق.
وحقق بايدن المفاجأة في ساوث كارولاينا، ما جعل عدة منافسين يخرجون من السباق على الفور، وجعل المسرح يتهيأ لسباق مذهل حقق لبايدن ترشيح الحزب الديمقراطي في غضون أسابيع. وربما يثبت بايدن أنه الديمقراطي المؤهل أكثر من غيره لاجتذاب الناخبين المعتدلين من ترامب في الغرب الأوسط وغيره.
3- ترامب يوجه خطاب فيروس كورونا
بعد أسابيع من التهوين من شأن خطر فيروس كورونا، ومع ارتفاع حالات الإصابة بسرعة الصاروخ في البلاد وجه ترامب خطابا نادرا إلى الأمة من المكتب البيضاوي في محاولة لطمأنة الجماهير الغاضبة. وبعد يومين أعلن حالة الطوارئ على المستوى العام.
وغير الفيروس الحياة الأمريكية بإغلاق المدارس والأعمال والمطاعم وحبس ملايين الأمريكيين في البيوت. وصار كورونا الموضوع المهيمن على انتخابات 2020.
وأيضا جعل الفيروس ترامب وبايدن بشكل أكبر يغيبان عن سير الحملة شهورا.
4- خروج ساندرز في الثامن من نيسان/ أبريل 2020
مع الشلل الذي أصاب الولايات المتحدة بسبب فيروس كورونا صار بيرني ساندرز المنافس الأخير لبايدن الذي يخرج من سباق ترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة.
وأيد ساندرز انتخاب بايدن بعد أيام قلائل ما ضمن أن الحزب لن يضربه الانقسام مثلما حدث قبل أربع سنوات عندما رفض السيناتور ساندرز التسليم بالهزيمة أمام هيلاري كلينتون إلى أن عُقد المؤتمر العام للحزب.
وسمحت خطوة ساندرز لبايدن بأن يركز اهتمامه تحديدا على الانتخابات العامة قبل قرابة سبعة أشهر من إجرائها. وعمل بايدن على جعل أنصار ساندرز يشعرون بأنهم يلقون الترحاب في الحزب وشكل سلسلة من لجان العمل السياسي التي ضمت أصواتا تقدمية موالية لساندرز.
5- ترامب والمنظفات في 23 نيسان/ أبريل
مع اقتراب حصيلة وفيات الجائحة من 50 ألفا اقترح ترامب بشكل عفوي في أحد إيجازاته الصحفية عن الفيروس حقن منظفات مثل بليتش في أجسام البشر، لأنها يمكن أن تقضي على الفيروس.
وبسرعة حذر خبراء الصحة العامة المواطنين من أن فعل مثل هذا الشيء يسبب التسمم.
وفي وقت لاحق زعم ترامب أنه كان يمزح. وكان الغضب الشديد الناتج عن تصريحه سببا في قراره بعد أيام من إلغاء هذه المؤتمرات الصحفية بالكامل على الرغم من أن استطلاعات الرأي أظهرت في نيسان/ أبريل زيادة في التأييد الشعبي لإدارته للأزمة.
6- حادثة فلويد في حزيران/ يونيو
وكانت واشنطن واحدة من عدة مدن شهدت احتجاجات سلمية إلى حد كبير في أعقاب وفاة جورج فلويد، وهو رجل أسود، في 25 أيار/ مايو بعد أن جثم شرطي أبيض بركبته على عنقه في مينيابوليس.
وفي أول حزيران/ يونيو، ألقى ترامب خطابا في البيت الأبيض تحدث خلاله عن "القانون والنظام" الذي سيستخدمه خلال بقية حملته الانتخابية.
وأطلقت الشرطة وأفراد من قوات الحرس الوطني، مرتدين ملابس مكافحة الشغب، رذاذ الفلفل لإخراج المحتجين من حديقة أمام البيت الأبيض حتى يتمكن ترامب من السير إلى كنيسة سان جون التاريخية والتقاط صورة وهو يحمل الكتاب المقدس.
وتحول هذا المشهد إلى صورة تطارد ترامب إذ أظهرت استطلاعات الرأي أن الأمريكيين يدعمون إلى حد كبير الاحتجاجات من أجل العدالة العرقية. وسرعان ما انخفضت نسبة تأييد ترامب إلى أدنى مستوى لها منذ سبعة أشهر.
7- هاريس تنضم إلى بطاقة بايدن الانتخابية
اختيار بايدن السيناتور كامالا هاريس من ولاية كاليفورنيا، التي كانت تنافس من أجل نيل ترشيح الحزب، لم يكن مفاجأة.
وجاء ذلك في 11 آب/ أغسطس الماضي.
ورغم أنها كانت طوال الوقت الأقرب لذلك، فإنها سرعان ما أثبتت أنها الأقدر على تقديم كل ما يحتاجه بايدن، لتمنحه شريكا متمرسا ولامعا في الحملة الانتخابية وحيويا في ما يتعلق بالقاعدة الديمقراطية.
كما أنها استخدمت براعتها في جمع الأموال لدعم بايدن لتصل المساهمات في حملته إلى مستويات عالية بمجرد إدراجها على بطاقته الانتخابية.
8- وفاة القاضية جينسبرغ في 18 أيلول/ سبتمبر
تحققت أسوأ مخاوف الليبراليين عندما توفيت القاضية روث بادر جينسبرغ متأثرة بإصابتها بمرض السرطان قبل أقل من شهرين من انتخابات الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر.
لم يتردد ترامب في شغل منصبها في المحكمة العليا فرشح القاضية آمي كوني باريت إلى المحكمة لتحل محلها، وهو ما يجعله يضمن أغلبية محافظة لسنوات مقبلة. أعطت هذه الخطوة المحافظين سببا للتعبير عن فرحتهم في عام كان يمثل تحديا للرئيس.
لكنها أيضا حفزت الديمقراطيين، وخصوصا النساء، مما هيأ الفرصة بسهولة لحملة بايدن لإطلاق تحذيرات من التهديدات لقانون الرعاية الميسرة وحقوق الإجهاض.
9- أول مناظرة بين ترامب وبايدن
في مسعى لتعزيز فرصه، دخل ترامب في مناظرته الأولى مع بايدن في 29 أيلول/ سبتمبر، بحثا عن ساحة للاشتباك، وهو ما ارتد عليه.
قاطع ترامب مرارا بايدن والمنسق كريس والاس لدرجة أن الحدث برمته خرج عن نطاق السيطرة.
وهاجم ترامب عائلة بايدن. وأظهرت استطلاعات الرأي التي أجريت بعد ذلك ومختصون بمتابعة المناظرة أن الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد شعروا بالصدمة من سلوكه.
وانسحب ترامب لاحقا من المناظرة الثانية بعد أن تم تحويلها إلى مناظرة عبر الإنترنت في أعقاب تشخيص إصابته بكوفيد-19، ثم تبنى لهجة أكثر تحفظا في المواجهة النهائية مع بايدن في 22 أكتوبر تشرين الأول الجاري.
10- إصابة ترامب بكوفيد-19
وظل ترامب على مدى أسابيع يعقد مؤتمرات انتخابية، كان يتم خلالها تجاهل تدابير السلامة من انتشار فيروس كورونا إلى حد كبير، لكن بعد ذلك ثبتت إصابة ترامب وعدد من مساعديه بمرض كوفيد-19، في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأبقته فترة المرض والحجر الصحي القصيرة بعيدا عن مجريات الحملة الانتخابية لمدة عشرة أيام.
ومع ذلك، فإن صورة ترامب ربما تكون تعرضت لضرر أكبر. ومع انتقاد غالبية الأمريكيين لأسلوب تعامل ترامب مع الوباء، فإن تشخيص إصابته بالمرض جعل البيت الأبيض يبدو متعثرا ومنافقا. وأكد البيت الأبيض أن الفيروس سيظل القضية المركزية للحملة قبل أسابيع فقط من يوم الانتخابات.
ومن المقرر إجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية بعد غد الثلاثاء، الموافق 3 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، ويتنافس فيها ترامب، مرشحا عن الحزب الجمهوري، في مواجهة بايدن، نائب الرئيس السابق، مرشحا عن الحزب الديمقراطي.
وحتى مساء السبت، تم تسجيل "9 ملايين و417 ألفا و856 إصابة بكورونا في الولايات المتحدة منذ بدء تفشي المرض، إضافة إلى 236 ألفا و160 وفاة، وهو العدد الأعلى من الإصابات والوفيات على مستوى العالم"، بحسب موقع "وورلدوميتر" المتخصص برصد آخر الإحصائيات المتعلقة بالفيروس حول العالم.