قال المعلق في صحيفة "واشنطن بوست"، ديفيد إغناطيوس، إن معركة شرسة تجري وراء الأبواب لمواجهة تهديد الرئيس دونالد ترامب على الأمن القومي.
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21"، أن المسؤولين العسكريين والأمنيين لترامب حذروه من الكشف عن معلومات سرية تتعلق بالتحقيق في التدخل الروسي في انتخابه عام 2016، وقالوا إن الكشف عن معلومات مهمة مضر ويغضب الحلفاء.
وشدد الكاتب على أن المعركة الحامية بشأن هذا الموضوع تجري داخل الإدارة وقبل أيام من انتخابات الرئاسة في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر، حيث كان ترامب يريد الكشف عن معلومات يعتقدون أنها تنفي تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في انتخابات 2016.
ودعت مديرة المخابرات المركزية (سي آي إيه) جينا هاسبل وبقوة في لقاء بالبيت الأبيض لعدم الكشف عن المعلومات، لأنها كما قالت ستخرق تعهدها بحماية المصادر والأساليب، كما قال مصدر في الكونغرس.
وقال إغناطيوس، إن عددا من الديمقراطيين والجمهوريين يحاولون حماية هاسبل لكن البعض يعتقد أن ترامب قد يعزلها من منصبها.
وانتشرت شائعات هذا الأسبوع حول نهاية فترة هاسبل، لكن المصدر المطلع على موقفها قال إن مستشار الأمن القومي، روبرت سي أوبراين ورئيس طاقم البيت الأبيض مارك ميدوز "أكدا لها أنها في وضع جيد"، مما يعني أنها لن تعزل.
والتقت هاسبل شخصيا مع زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل يوم الثلاثاء، وتلتقي به بشكل منتظم كجزء من "عصابة الثمانية" المكونة من مسؤولي الكونغرس البارزين. بحسب إغناطيوس.
وكانت زيارة الثلاثاء إشارة أخرى عن دعم الحزب الجمهوري لها، وكان من أهم الداعمين غير المحتملين لها هو النائب العام ويليام بار الذي عارض الكشف عن ملفات سرية قبل الانتخابات.
وفي جلسة عاصفة في البيت الأبيض عارض بار الكشف عن المعلومات السرية. وعارض الجنرال بول ناكاسون، قائد القيادة المركزية السايبرية وبقوة الكشف عن الملفات، حسب مسؤول دفاعي ومصدر في الكونغرس.
اقرأ أيضا: رغم أيامه المعدودة في المنصب.. إليك ما يمكن لترامب فعله
ومثل هاسبل فقد عارض ناكاسون جهود البيت الأبيض للكشف عن المعلومات الاستخباراتية خوفا من الضرر الذي قد تتسبب به.
وربما كان الموضوع سببا في عزل ترامب لوزير الدفاع مارك إسبر الإثنين. وبحسب مسؤول دفاعي فقد كتب إسبر الشهر الماضي رسالة إلى جون رادكليف، مدير الاستخبارات القومية دعم فيها وبقوة موقف ناكاسون و"حث على عدم الكشف عن المعلومات نظرا للضرر الذي قد تتسبب به للأمن القومي وضرر خاص على الجيش" كما قال المسؤول الدفاعي.
ويعلق الكاتب على أن محاولات ترامب المستمرة للكشف عن المعلومات وإثبات زيف التحقيق الروسي قد تكون سببا في تحركاته التي لا يمكن تفسيرها.
وتم تعيين كريستوفر ميللر، المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي والمعين منذ آذار/مارس لإدارة مركز مكافحة الإرهاب لكي يكون قائما بأعمال وزارة الدفاع.
وكان سبب تعيينه في مركزه هو أن ترامب عزل مدير مركز مكافحة الإرهاب السابق راسل ترافيس الذي كان قريبا من جوزيف ماغوير، مدير الاستخبارات القومية الذي عزل في شباط/فبراير لأنه سمح لمسؤولي الاستخبارات بتقديم شهادات للكونغرس عن الجهود الروسية لمساعدة ترامب في حملة 2020.
وعين ترامب فريقا في وكالة الأمن القومي مكونا من مايكل إليس والنائب ديفيد نيونز ممن دعموا نقاش ترامب حول التحقيق الروسي.
وكمحام رئيسي للوكالة، يمكن أن يساعد إليس رادكليف في جهود الكشف عن المعلومات السرية. وربما حاول بعض الجمهوريين وقف حملة الانتقام لترامب في مرحلة ما بعد الانتخابات، خاصة أنهم سيواجهون توترا بين مطالب ترامب ومصالح البلد.
وسيغادر ترامب البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/ يناير إلا في حالة حدثت معجزة قانونية. ويبقى السؤال عن الضرر الذي سيجلبه على الأمن القومي قبل رحيله.
إدارة ترامب توافق على بيع طائرات "F35" للإمارات
كيف سيؤثر انتخاب بايدن على علاقة الولايات المتحدة مع الصين؟
حمد بن جاسم: قوتنا لا تستمد من البيت الأبيض بل من شعوبنا