نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني مقالا تحليليا للصحفي والكاتب "ميرون رابوبورت"، سلط فيه الضوء على انعكاسات فوز الديمقراطي جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة على الواقع السياسي لدى الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة بالنسبة لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو.
واعتبر الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، أن فوز بايدن هو بمثابة نهاية حقبة بالنسبة لنتنياهو، الذي ينتمي لليمين الإسرائيلي.
ورغم تهنئة نتنياهو، بايدن بالفوز، إلا أن "رابوبورت" أكد أن اليمين بعمومه تعرض لصدمة لدى الإعلان عن النتيجة، غير القابلة للتغير رغم اعتراضات الرئيس الجمهوري دونالد ترامب.
وذكّر الكاتب، الذي قال إن المسار الذي خطه نتنياهو لنفسه خلال السنوات الماضية يواجه خطرا، بما جرى بين الإدارة الأمريكية وحكومة الاحتلال عام 1992، عندما خسر الليكود بزعامة إسحاق شامير لصالح إسحاق رابين في الانتخابات، جراء الشقاق الذي وقع بين إدارة الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش الأب، وبين شامير.
وفي ما يأتي نص المقال كاملا كما ترجمته "عربي21":
صحيح أن استطلاعات الرأي تنبأت بانتصار جو بايدين في الانتخابات الرئاسية، ولكن عندما أعلنت الشبكات التلفزيونية الأمريكية أنه فاز بالفعل يوم السبت، حلت الصدمة في بعض الأوساط في اليمين السياسي الإسرائيلي.
ينهمك كثير من نشطاء اليمين في وسائل التواصل الاجتماعي الناطقة بالعبرية بتكرار التصريحات الصادرة عن الرئيس دونالد ترامب وعن مناصريه حول تعرض الانتخابات للتزوير، ويستمرون في الاعتقاد بأن معجزة ما ستتحقق لكي يظل ترامب في البيت الأبيض في نهاية المطاف.
قام آفري جلعاد، مقدم البرامج في قناة 13 الإسرائيلية المستقلة والذي ينتمي إلى اليمين المتطرف، بتوبيخ صحفي آخر على الهواء لمجرد أنه أشار إلى بايدين بعبارة "الرئيس المنتخب".
قال جلعاد معنفاً زميله الذي شعر بحرج شديد: "لا يمكنك أن تقول عنه الرئيس المنتخب، فالعملية لم تنته بعد".
بالطبع، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وصف ترامب مراراً وتكراراً بأنه "أفضل رئيس أمريكي على الإطلاق بالنسبة لإسرائيل"، سعيداً بأن يقف إلى جانب جلعاد. ولكن بعد مرور 12 ساعة على إعلان القنوات الإخبارية الأمريكية للنتيجة، غرد نتنياهو معبراً عن أطيب تمنياته لبايدين ونائبة الرئيس المنتخب كامالا هاريس قائلاً: "جو، تربطنا منذ ما يقرب من أربعين عاماً علاقة شخصية طويلة ودافئة، وأعرف أنك صديق عظيم لإسرائيل. أتطلع للعمل معكما جميعاً لتعزيز التحالف الخاص بين الولايات المتحدة وإسرائيل".
لم يستخدم نتنياهو عبارة "الرئيس المنتخب" في الرسالة التي وجهها إلى بايدين. ولكن يبقى محيراً أنه لم ينضم إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو رئيس البرازيل غير بولسونارو وغيرهما من زعماء العالم ممن ينتمون إلى المحور المعادي لليبرالية والذين لم يقدموا التهاني لبايدن بعد بفوزه بحجة أنهم ينتظرون صدور "النتائج النهائية".
لعل في ذلك دليلا إضافيا على أن نتنياهو يشعر سريعاً بالضغط، وهو الأمر الذي ما فتئ يدعيه بعض معارفه في إسرائيل منذ سنين. ومن المحتمل أن يكون في ذلك أيضاً دليل إضافي على اعتماد إسرائيل الكبير على أي رئيس يحكم الولايات المتحدة. ففي حين أنه بإمكان روسيا والصين أن تتعايشا مع وجود رئيس معاد لهما داخل البيت الأبيض، فإن إسرائيل لا تملك القدرة على ذلك.
بيبي في خطر
يبدو واضحاً، وبشكل جيد، أن نهاية حقبة ترامب سوف تفضي إلى تغير في مكانة نتنياهو السياسية.
على مدى ثلاثة انتخابات تشريعية أجريت خلال الشهور الثمانية عشر الماضية في إسرائيل، استخدم نتنياهو صداقته الشخصية مع ترامب – وبدرجة أقل مع بوتين أيضاً – كدليل على أنه قائد "ضمن فئة مختلفة"، كما كان ينص على ذلك شعار حملته الانتخابية الذي صدر في إعلانات الحملة مكتوباً تحت صورته وهو يقف إلى جانب ترامب. وكان القصد من ذلك إثبات ما يتميز به عن غيره من اللاعبين السياسيين المبتدئين الذين نافسوه من بعد على الزعامة مثل بيني غانتس أو يائير لابيد، الذين كانت تنقصهم الخبرة الدولية المعتبرة.
ونظراً لمعرفته أنه ما عاد بإمكانه استغلال هذه الخاصية لأغراض سياسية، فإن من المحتمل أن يؤثر ذلك على استعداد نتنياهو لخوض جولة رابعة من الانتخابات. يهدد غانتز وحزب أزرق وأبيض الذي يتزعمه بالتوجه نحو انتخابات أخرى إذا لم يتم إقرار ميزانية 2021 بنهاية شهر ديسمبر/ كانون الأول. وقد يتردد نتنياهو في المراهنة على صناديق الاقتراع بدون مساندة ترامب له ومع وجود القضايا الجنائية المرفوعة ضده والتي من المفروض أن تبدأ المحكمة بالنظر فيها في وقت مبكر من شهر ديسمبر.
من المؤكد أنه يتذكر المرة الأولى التي ترشح فيها للكنيست في عام 1992، حينها خسر الليكود بزعامة إسحاق شامير الانتخابات لصالح إسحاق رابين. يعتقد بشكل عام أن أحد أسباب تلك الهزيمة كان الشقاق الذي وقع بين إدارة الرئيس الأمريكي جورج إتش دبليو بوش وبين شامير.
طالبت الولايات المتحدة، رئيس الوزراء في ذلك الوقت بالتوقف عن بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة مقابل الحصول على ضمانات قروض بعشرة مليارات دولار، والتي كانت إسرائيل بحاجة إليها لاستيعاب موجة ضخمة من الهاجرين القادمين من الاتحاد السوفييتي. رفض شامير الطلب الأمريكي، فلم تقدم الضمانات، واختار الإسرائيليون التصويت لصالح رابين الذي كانت علاقاته بالإدارة الأمريكية أفضل بكثير.
بحسب ما تشير إليه استطلاعات الرأي في إسرائيل، سيكون المنافس الرئيسي الوحيد لنتنياهو في الانتخابات القادمة هو اليميني المتطرف نفتالي بينيت، الذي تربطه علاقات قوية بالإنجيليين في الولايات المتحدة ولا توجد بينه وبين الحزب الديمقراطي أي روابط – بالتأكيد على الأقل ليس مع الأوساط التقدمية داخل الحزب. ولكن بينيت لم يسبق أن قدم نفسه باعتباره زعيماً ذا مكانة عالمية تنصت له أذنا ترامب أو أذنا بوتين، كما يفعل نتنياهو. ومن هنا تأتي الفرضية التي تقول إن هزيمة ترامب سوف تزيد من إضعاف نتنياهو.
العودة إلى حقبة أوباما
السؤال الأهم من مصير نتنياهو الشخصي هو ذلك المتعلق بمدى تأثير فوز بايدن على وضع إسرائيل، وخاصة من حيث علاقاتها بالفلسطينيين.
بطبيعة الحال، مازال من المبكر جداً معرفة الجواب على ذلك. لا ندري كيف ومتى أو حتى ما إذا كانت مقاليد الأمور سوف تنتقل بالفعل من ترامب إلى بايدن. ومن المؤكد أننا لا نعرف بعد من الذين سيعينهم بايدن في المواقع الأساسية ذات الأهمية للموضوع الإسرائيلي الفلسطيني، بما في ذلك وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي والسفير لدى الأمم المتحدة إلى آخره. ومع ذلك، فإنه حتى في هذه المرحلة، بإمكان المرء أن يفترض أن هامش إسرائيل للمناورة سوف ينكمش، سواء كان من يرأس الحكومة فيها هو نتنياهو أو بينيت أو غانتس.
أول قضية ذات علاقة هي تلك الخاصة بضم الأراضي. رغم أن ترامب نفسه قال بعد إبرام اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين إن الضم "تم سحبه عن الطاولة"، إلا أن نتنياهو استمر في القول للرأي العام الإسرائيلي إن التطبيع إنما "وقع تأجيله" فقط وإن ما حصل عليه من الإمارات العربية المتحدة كان "سلاماً مقابل السلام". يتوقع من إدارة يترأسها بايدن أن تنهي الضم بشكل بات وحاسم. فقد عبر بايدن عن ذلك صراحة ولا يوجد ما يدفع إلى الاعتقاد بأنه سوف يتصرف بشكل مختلف عندما يستلم الرئاسة.
هناك من يقول إن نتنياهو لم يكن يخطط بتاتاً لضم الضفة الغربية المحتلة أو أجزاء منها، وأنه يفضل الوضع القائم بما يشتمل عليه من ضم زاحف. قد يكون ذلك صحيحاً، ولكن حقيقة أن خيار الضم، حتى ولو على مستوى ضئيل، قد تم سحبه عن الطاولة تعتبر ضربة كبيرة تلقاها جناح اليمين الإسرائيلي.
خلال العقد الماضي، باع اليمين للجمهور، وبشكل خاص لنشطائه هو، فكرة الضم كرؤية سياسية لن تكون فقط مفيدة لليهود في إسرائيل وإنما ستكون أيضاً مقبولة لدى بقية العالم. والآن انتفت هذه الرؤية تماماً. قد لا يكون التأثير آنياً، ولكن من المحتمل أن يرفع من مستوى الوعي لدى الجمهور الإسرائيلي الذي سيدرك أن جناح اليمين لا يوجد لديه حل حقيقي لعلاقة إسرائيل مع الفلسطينيين.
والمسألة الأخرى تتعلق بتوسيع المستوطنات والضم الزاحف. وبينما فرض الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما على إسرائيل تجميد الاستيطان في وقت مبكر من فترة حكمه، فقد آثر ترامب انتهاج سياسة معاكسة تماماً، حيث أعلن وزير الخارجية مايك بومبيو في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2019 أن الحكومة الأمريكية لم تعد تعتبر الاستيطان انتهاكاً للقانون الدولي وأن "صفقة القرن" تعتبر جميع هذه المستوطنات جزءاً من الأرض التي من حق إسرائيل أن تضمها إليها.
وجهة نظر بايدن مختلفة. فقد كان نائباً للرئيس أوباما عندما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت في مجلس الأمن الدولي، ما سمح بتبني قرار رقم 2234، والذي ينص على أن المستوطنات "انتهاك صارخ للقانون الدولي" وأنها "بلا سند قانوني". حينها كانت سوزان رايس هي سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، وهي التي ينظر إليها الآن باعتبارها المرشحة الأولى لمنصب وزير الخارجية في إدارة بايدن.
هذا لا يعني أن إدارة بايدن سوف تتخذ أي خطوات حقيقية لمنع توسيع المستوطنات. وذلك أن مقترح تكييف المساعدات الأمريكية لإسرائيل بحيث يشترط لها تجميد الاستيطان لم تجزه اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، ولكنها مع ذلك لم تعد تعتبر فكرة هامشية، ولسوف يجد بايدن نفسه مضطراً لأن يأخذ بالحسبان آراء أشخاص مثل بيرني ساندرز وغيره، والذين يطالبون بمساءلة إسرائيل ومحاسبتها بشأن المستوطنات.
وحتى لو لم يكن وارداً في الوقت الحالي جعل المساعدات مشروطة، فإن بإمكان المرء أن يفترض منطقاً أن حكومة الولايات المتحدة ستعود إلى التنديد بتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية وكذلك التنديد بهدم بيوت الفلسطينيين. لن يوقف ذلك المستوطنات ولا أعمال الهدم، ولكن من المحتمل جداً أن يفضي بإسرائيل إلى خفض الوتيرة، وما من شك في أن ذلك سيكون إبداعاً بعد أربعة أعوام ظلت إسرائيل خلالها تشعر بأنها محصنة وفوق النقد.
الضغط التقدمي داخل الولايات المتحدة
ولكن السؤال الكبير هو إلى أي مدى سوف تقوم إدارة بايدين بدعم حل سياسي حقيقي يتضمن إنهاءً للاحتلال أو الأبارتيد الإسرائيلي في الضفة الغربية. في رسالة التهنئة التي وجهها إلى بايدين، دعا رئيس حزب ميريتز نيتزان هوروفيتش بايدين إلى "العمل باتجاه استئناف عملية السلام".
وذلك بالضبط ما يخيف كثيراً من الفلسطينيين، وهم محقون في ذلك، وكثيراً من اليسار الراديكالي في إسرائيل، إذ يخشون أن يستأنف بايدين نفس عملية السلام العقيمة التي مازالت تراوح مكانها منذ ثلاثين عاماً والتي لم ينجم عنها حتى الآن سوى تفاقم الاحتلال بداً من إنهائه.
من المتوقع أن يبطل بايدين المقاطعة التي فرضتها إدارة ترامب على السلطة الفلسطينية. فقد صرحت نائب الرئيس المنتخب كامالا هاريس بأن إدارة بايدين ستعيد فتح مكتب الممثلية الفلسطينية في واشنطن، وستجدد المساعدات المالية للفلسطينيين وسوف تعيد الاتصالات مع السلطة الفلسطينية.
لا تعتبر هذه الأشياء، بأي حال، سيئة بالنسبة لإسرائيل. بل لطالما أرادت إسرائيل للسلطة الفلسطينية أن تبقى على قيد الحياة، ولذلك لن يزعجها إطلاقاً أن تسارع الولايات المتحدة إلى إنقاذها مرة أخرى. بينما لن تتمكن إسرائيل من تجاهل القيادة الفلسطينية تماماً كما فعلت خلال السنوات الأربع الماضية، فإن الثمن من وجهة النظر الإسرائيلية يمكن تحمله.
بالطبع سوف يستأنف بايدين الحديث عن حل الدولتين. ولكن الاحتمال الأكبر هو أن ذلك سيظل مجرد كلام. قد تستأنف المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين، ولكن تكاد تكون الفرص منعدمة في أن يقوم بايدين بالضغط على إسرائيل حتى تنسحب من الضفة الغربية وتفكك المستوطنات. ولا أدل على ذلك من أنه أعلن عن نفسه بأنه "صهيوني".
يريد بايدين دولة فلسطينية مستقلة، ليس لأن الفلسطينيين يستحقون الحرية أو لأنه يريد إنهاء الاستعمار في فلسطين، ولكن لأن الدولة الفلسطينية المستقلة، من وجهة نظره، ستجعل إسرائيل أقوى.
إلا أن إسرائيل ستجد نفسها في وضع أضعف مقابل الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة، خاصة وأن التقدميين داخل الحزب الديمقراطي لم يقولوا كلمتهم الأخيرة بعد، ومن المحتمل أن يضغطوا على بايدين حتى ينجز أموراً للفلسطينيين. فحقيقة أن بايدين سيجد مشقة بالغة في إنجاز الإصلاحات التي يرغب بها داخل الكونغرس، على افتراض أن مجلس الشيوخ سيكون تحت سيطرة الجمهوريين، ستقوده لأن ينشط في الساحة الدولية حيث لا يحتاج إلى موافقة الكونغرس على ذلك.
بالإضافة إلى ذلك، غدا اللوبي المناصر للفلسطينيين داخل الولايات المتحدة أكبر نفوذاً من ذي قبل، ويشهد على ذلك قرار النائب أليكساندرا أوكازيو كورتيز عدم المشاركة في احتفال ذكرى رابين الذي نظمته جماعة "أمريكيون من أجل السلام الآن".
وتلك هي المشكلة الرئيسية التي ستواجهها إسرائيل مع إدارة بايدين. إذا ما ورد ضغط من واشنطن، فإن جناح اليمين الإسرائيلي لن يكون لديه نفوذ على الإدارة هناك، فبايدين ليس محسوباً على الإنجيليين، ومجلس النواب ستكون أغلبيته من الديمقراطيين وسيكون للتقدميين فيه حضور كبير، وأكثر من 75 بالمائة من الجالية اليهودية في الولايات المتحدة صوتت لصالح بايدين.
ليس من المعقول أن توافق هذه الجالية فجأة على القيام بدور السفير لنتنياهو أو بينيت، بعد أن تعرضت خلال السنوات الأخيرة للاستسخاف من قبل اليمين السياسي في إسرائيل الذي فضل الإنجيليين عليها بل وفضل في بعض الأحيان حتى المعادين للسامية. ليس وارداً أن تتكرر في حقبة بايدين تلك الدراما التي نجمت عن تحدي نتنياهو لسياسات أوباما عندما وقف خطيباً أما الكونغرس بمجلسيه. من المؤكد أن ذلك لن يحدث على الأقل خلال العامين الأولين من إدارته.
ببساطة، لم يخسر نتنياهو واليمين الإسرائيلي فقط صديقاً في البيت الأبيض، بل فقدوا هامشاً للمناورة لا حدود له تقريباً كان ترامب قد منحه لهم. يبقى أن نرى ما الذي ستكون عليه النتائج الفعلية لهذا التغيير.
NYT: عالم منهك يحبس أنفاسه ترقبا لانتخابات أمريكا
الغارديان: ملياردير داعم للاحتلال يضخ 250 مليون $ لصالح ترامب
إندبندنت: لماذا غاب الشرق الأوسط عن نقاشات ترامب-بايدن؟