نشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية تقريرا يسلط الضوء على أربعة دوافع خلف إقدام الاحتلال على شن هجوم جوي على سوريا، في وقت تستعد فيه الولايات المتحدة لاستقبال رئيس جديد يبشّر بالعودة لاتفاق النووي مع إيران.
وفي تقريره، الذي ترجمته "عربي21"، زعم "يوآف ليمور"، وهو خبير عسكري بارز، أن الاحتلال "خفض في الأسابيع الأخيرة حجم الهجمات التي ينفذها في الساحة الشمالية لجملة من الأسباب، بعضها سياسية وأخرى عملياتية".
ولفت إلى أن "هذا الهدوء النسبي، كان كفيلا بأن ينقل رسالة مغلوطة، تفيد بأن إسرائيل اتخذت خطوة إلى الوراء في كل ما يتعلق بالقتال الذي تخوضه ضد مساعي التسلح والتموضع للإيرانيين وفروعهم في سوريا ولبنان، ولهذا السبب، نفذ سلاح الجو هجوما استثنائيا في حجمه، ردا على ساحة العبوات التي عثر عليها في جنوب هضبة الجولان (المحتل)".
وأضاف أن "إسرائيل سعت لأن تطلق إشارة للإيرانيين ولكل جهة أخرى تعمل في المجال، ولا سيما حزب الله وكذا لسوريا، أن فترة الهدوء انتهت، والصبر عاد إلى مستواه السابق وهو قريب من نقطة الصفر، وعليه، فقد أخذ الجيش الإسرائيلي المسؤولية العلنية عن الهجمات، وأضاف معلومات وأفلام على أمل أن تصدح هذه الرسالة من لبنان حتى طهران، فتردع محاولات عمليات أخرى فضلا عن محاولات الرد على الرد".
وتابع بأن "الأهداف التي تعرضت للهجوم ليلة الأربعاء لم تجمع في يوم واحد، فبعضها سبق أن تعرضت للهجوم في الماضي وبعضها أضيف حديثا، وهذه وتلك أقرت على أي حال كأهداف منذ زمن، وضمت إلى ملفات الأهداف المناسبة".
"مسؤولية إيرانية مباشرة"
وزعم "ليمور" أن "قرار الهجوم بكل القوة على الإيرانيين نبع من عدة دوافع؛ الأول، مسؤوليتهم المباشرة والحصرية عن العملية المخطط لها..".
وأضاف: "مثلما في ساحة العبوات السابقة التي انكشفت في الجبهة ذاتها في الصيف، فإن من زرعوا العبوة في هذه المرة كانوا أيضا سوريين من الجولان، ولكن التمويل والتدريب والتوجيه جاء من فيلق القدس التابع للحرس الثوري".
اقرأ أيضا: الاحتلال يوثق إزالة ألغام على حدود سوريا والرد بالقصف
"الضغط على الأسد"
والدافع الثاني للهجوم الإسرائيلي، بحسبه، هو "الرغبة في دفع سوريا إلى أخذ المسؤولية الكاملة عما يجري في الجولان، وفي حال توقعنا أن بشار الأسد غير معني بتدهور بلاده إلى الحرب، تتوقع تل أبيب منه أن يتأكد من أن مجال الحدود سيكون هادئا ونقيا".
وتابع: "ولكن من المشكوك فيه أن يكون هذا التوقع واقعيا، إذا أخذنا بالحسبان قدرات الجيش السوري وقيوده تجاه إيران وحزب الله، حيث لا تزال هذه مشكلة الأسد، وبهذه الصفة فإنه هو من يدفع ثمن موجة الهجمات الأخيرة".
رسالة لحزب الله
وأما الثالث، فهو "حيال حزب الله، الذي لا يزال يحتفظ بملف مفتوح مع إسرائيل، فقد حاول الحزب مرتين وفشل في الثأر لمقتل أحد عناصره في هجوم لسلاح الجو على مطار دمشق، وأوضح أنه سيحاول مجددا".
وفي الهجوم على سوريا، وفق الكاتب، "أشارت إسرائيل أيضا إلى أن صبرها قصير، وأن هجماتها كفيلة بأن تكون غير متوازنة مع الفعل نفسه".
رسالة للمعولين على بايدن
والدافع الرابع، بحسبه، "يتعلق بأصحاب القرار في طهران، وكذا للقوى العظمى، ممن هم كفيلون بأن يعتقدوا خطأ، بأن انتهاء ولاية دونالد ترامب ودخول جو بايدن المرتقب إلى البيت الأبيض، سيؤدي إلى سياسة أكثر رقة تجاه إيران".
وأضاف: "ففي هذا الهجوم أوضحت تل أبيب، أنها ليست جزءا من هذه القصة وبقدر ما يتعلق الأمر بمصالحها في الساحة الشمالية، ويحتمل في المستقبل أيضا بالنسبة للنووي، فإنها ستواصل العمل بشكل مستقل".
وتابع ليمور بأن "تجربة الماضي تفيد بأن إيران لا تسارع إلى الرد على المس بها، ومعقول أنها تحاول الآن البحث عن فرصة مناسبة، قبل أن تعمل مرة أخرى، وهذا يستوجب من إسرائيل كما هو الحال دوما اليقظة الاستخبارية العالية والتأهب في منظومات الدفاع الجوي، وأكثر من ذلك؛ الفهم بأن الوضع في الشمال يتغير، مرة أخرى يحتمل أن يكون الهدوء النسبي الذي ميز الجبهة في الأشهر الأخيرة سيصل الآن إلى نهايته".
الكشف عن سبب إعلان الاحتلال مسؤوليته عن مهاجمة سوريا
صحيفة: بايدن قد يعلق تطبيع "إسرائيل" مع دول عربية إضافية
تقدير إسرائيلي يرصد تأثير انتخابات أمريكا على قضايا المنطقة