يمثل عقد قمة العشرين المقبلة في الرياض، عبر
الإنترنت، ضربة لطموحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي كان يخطط فيه
لاجتذاب قادة العالم إلى بلاده وتسويق الإصلاحات التي تحدث عنها، بسبب تفشي فيروس
كورونا.
وتأتي خطة عمل وإجراءات مكافحة كورونا على قمة
جدول أعمال مجموعة العشرين للحد من تأثير الجائحة على اقتصادات العالم، ويشمل ذلك
إلغاء الديون للدول الأكثر فقرا.
وتضررت صورة السعودية منذ 2018 بعد الغضب
العالمي الذي أعقب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلده بإسطنبول، فضلا
عن الحرب في اليمن واستمرار احتجاز ناشطات مدافعات عن حقوق المرأة في هذا العام.
كما تعثرت الاستثمارات الخارجية المباشرة، وهي
حجر زاوية في خطط الإصلاح الاقتصادي التي يشرف عليها ولي العهد، حيث قال وزير
الاستثمار خالد الفالح؛ إنه يتوقع تباطؤ الاستثمارات هذا العام بفعل الجائحة.
وقال دبلوماسيان أجنبيان في المنطقة؛ إن قمة
الزعماء التي تعقد في مطلع الأسبوع كان ينظر لها على أنها فرصة لتسليط الضوء على
قطاعي السياحة والترفيه الناشئين في المملكة، حيث كان مقررا تنظيم رحلات لكبار
الزوار إلى مزارات سياحية مهمة، منها مشروع مدينة نيوم الاقتصادية التي تشيد بتكلفة
500 مليار دولار.
وأضافا أن مناقشات أجريت في نهاية أيلول/سبتمبر
بشأن عقد القمة بالحضور الشخصي، وأكد قادة سعوديون وأجانب حضورهم. لكن بعدها بأيام
تفاجأ الكثيرون بإعلان أن القمة التي يرأسها الملك سلمان عاهل السعودية، ستعقد
عبر الإنترنت.
ووصف الملك سلمان رئاسة المملكة لمجموعة
العشرين بأنها دليل على دورها المهم في الاقتصاد العالمي. وقال وزير الإعلام أمس
الخميس؛ إن رئاسة مجموعة العشرين وتحقيق نتائج مهمة خلال الجائحة مصدر فخر.
وروجت المملكة للحدث على المستوى المحلي عبر
حملة إعلامية قوية وعلى لافتات منتشرة في أنحاء المدن.
اقرأ أيضا: دعوة بريطانية لمقاطعة مجموعة G20 بسبب انتهاكات السعودية
وعلى هذه الخلفية، تجدد الاهتمام العالمي بسجل
الحقوق في المملكة، في ظل تحرك جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان وأعضاء مجالس نواب في
الغرب لمطالبة الدول الرأسمالية الأعضاء في مجموعة العشرين بمقاطعة القمة.
ودعا عشرات من المشرعين في بريطانيا والاتحاد
الأوروبي والولايات المتحدة حكوماتهم إلى الضغط على السعودية، بشأن حقوق الإنسان
قبيل القمة أو الانسحاب منها. وقاطع رؤساء بلديات لندن وباريس ونيويورك ولوس أنجليس الحدث.
ويعقد قادة جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان قمة
مقابلة لقمة مجموعة العشرين اليوم الجمعة، تركز على "انتهاكات حقوق الإنسان في
المملكة"، يشارك فيها أعضاء من مجلس النواب الأمريكي، وخديجة جنكيز خطيبة
خاشقجي، وعائلات ناشطين مسجونين؛ منهم لجين الهذلول التي بدأت إضرابا عن الطعام قبل
أكثر من ثلاثة أسابيع للاحتجاج على ملابسات احتجازها.
وقال مايكل بيج نائب مدير قسم الشرق الأوسط في
منظمة هيومن رايتس ووتش: "بدلا من التعبير عن قلقها للانتهاكات الخطيرة التي
ترتكبها السعودية، تعزز مجموعة العشرين جهود الدعاية وفيرة التمويل التي تبذلها
الحكومة السعودية، بهدف رسم صورة للبلد على أنه "إصلاحي"، على الرغم من
زيادة واضحة في القمع منذ 2017".
وفي وقت سابق هذا الشهر، قال السفير السعودي
لدى بريطانيا؛ إن المملكة تدرس إصدار عفو عن بعض الناشطات المدافعات عن حقوق
المرأة. لكن السفارة تراجعت بعدها عن هذه التصريحات، وهو ما وصفته جماعات مدافعة عن
الحقوق بأنه كان مجرد نوع من الدعاية قبيل القمة.
وجاء هذا الحديث في ظل كشف تقارير غربية تفاصيل جديدة عن حملة الاعتقالات التي نفذتها السلطات السعودية، بحق العديد من
رجال الأعمال والأمراء، في فندق الريتز كارلتون، التي ظهرت فيها تفاصيل جديدة،
أبرزها تعرض المعتقلين لحفلة ضرب وتعذيب بعد وصولهم إلى الفندق.