قرر مجلس الأمن الدولي، مساء الثلاثاء، عقد اجتماعه الأول بشأن الصراع في منطقة تيغراي الإثيوبية، بناء على طلب الأعضاء الأوروبيين، وبعد قرار بإلغاء اللقاء لانسحاب الدول الأفريقية من تنظيمه.
وقال دبلوماسي أوروبي: "فرنسا وبريطانيا وبلجيكا وألمانيا وإستونيا تريد إثارة قضية القتال المستمر منذ أسابيع".
وسبق أن أفادت مصادر دبلوماسية، أنه تم إلغاء أول اجتماع لمجلس الامن كان مقررا الثلاثاء، لمناقشة النزاع في إقليم تيغراي الإثيوبي، بناء على طلب الدول الأفريقية التي تريد منح وساطة أفريقية مزيدا من الوقت.
وقال دبلوماسي أفريقي لم يشأ كشف هويته، إن "جنوب أفريقيا والنيجر وتونس وسانت فنسنت وغرينادين" التي كانت طلبت عقد هذا الاجتماع المغلق، "سحبت طلبها، لأن الموفدين (الأفارقة) الذين تم اختيارهم لم يتوجهوا بعد إلى إثيوبيا".
وأضاف أنه "من الضروري منح الجهود الإقليمية التي بدأت مزيدا من الوقت".
والجلسة بطلب من ثلاث دول هي تونس وجنوب أفريقيا و"سان فنسان وغرينادين"، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية مساء الاثنين.
وتأتي التطورات بعد إعلان رئيس إقليم تيغراي أن شعبه "مستعدّ للموت"، وذلك غداة المهلة التي حدّدها آبي أحمد، ومنح بموجبها قادة المنطقة الواقعة في شمال البلاد 72 ساعة للاستسلام.
وصرح آبي أحمد الثلاثاء بأن عددا كبيرا من أفراد المليشيات والقوات الخاصة في تيغراي يستسلمون، استجابة للمهلة التي أعلن عنها، الأحد.
اقرأ أيضا: الغارديان: انزلاق إثيوبيا للفوضى كارثة على القرن الأفريقي
لكن تصريحات من المتحدث باسم قوات تيغراي، تعطي إشارة إلى عودة احتدام المواجهات بين الجانبين.
ونقلت رويترز الثلاثاء عن غيتاشيو رضا المتحدث باسم قوات تيغراي قوله، إن قواته ألحقت "دمارا تاما" بالفرقة 21 الآلية بالجيش الإثيوبي.
ولم يرد المتحدث
باسم الحكومة في أديس أبابا على اتصالات "رويترز" التي طلبت التعليق.
ونظرا لانقطاع اتصالات الهاتف والإنترنت عن منطقة تيغراي وأن الدخول إلى المنطقة يخضع لقيود صارمة، فإن "رويترز" لم تتمكن من التحقق من صحة الادعاءات.
ومنذ اندلاع
الصراع في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر، لقي مئات الأشخاص حتفهم وفر نحو 40 ألفا
إلى السودان المجاور.
ودعت الولايات
المتحدة الاثنين إلى الوساطة بين الحكومة الإثيوبية والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي.
وقال مجلس الأمن
القومي التابع للحكومة الأمريكية في منشور على "تويتر" في وقت متأخر الاثنين: "تدعو
الولايات المتحدة للوساطة في إثيوبيا وتدعم الجهود التي يقودها سيريل رامابوسا
(رئيس جنوب أفريقيا) والاتحاد الأفريقي لإنهاء هذا الصراع المأساوي الآن".
ومنذ الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر بدأ الجيش الإثيوبي حملة عسكرية على منطقة تيغراي بهدف الإطاحة بسلطات الإقليم التي يتهمها بـ"التمرد على الحكومة المركزية والسعي لإسقاطها".
وفي حين تكثف أديس أبابا تحركاتها السياسية والدبلوماسية داخليا وخارجيا لتعزيز موقفها في المعركة، تقول "جبهة تيغراي" إن حكومة رئيس ورزاء البلاد، آبي أحمد، فاقدة للشرعية، وبأنها هي التي بادرت في إشعال فتيل الحرب.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعا الجمعة إلى "فتح ممرات إنسانية" في إثيوبيا لتوفير المساعدات للسكان العالقين في النزاع الدائر في إقليم تيغراي، معربا عن أسفه لرفض أديس أبابا أي شكل من أشكال الوساطة.
وفي منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري تطرق أعضاء مجلس الأمن إلى النزاع الدائر في تيغراي، لكن تلك المباحثات لم تكن رسمية، إذ جرت أثناء غداء شهري افتراضي استضافه غوتيريش، بحسب ما أفاد به دبلوماسيون، وفقا لـ"فرانس برس".