اعتبرت مجلة "فورين بوليسي"، أن حقوق الإنسان في زمن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مجرد "سراب".
ولفتت في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه رغم أنه أصبح في السعودية الكثير من مجالات الترفيه والسماح للمرأة بقيادة السيارة، فإن هذه الرحمات أو المنح الصغيرة تم التسويق لها على أنها خطوات إصلاحية كبرى للسعوديين والغرب، مؤكدة أنها سراب لا يعكس الحقيقة.
وأوردت أن "الحكومة السعودية تهدف من وراء هذا، إلى جذب دعم الشباب السعوديين الذين يشكلون نسبة الثلثين من عدد السكان، ومعظمهم تحت سن الخامسة والثلاثين، وتثبيطهم عن المطالبة بتغيير العائلة الحاكمة".
وقالت إن هناك هدفا ثانيا، وهو "إغراء المستثمرين الأجانب والمساعدة في عمليات تنويع الاقتصاد".
وفي الأسبوع الماضي استضافت السعودية قمة العشرين، وهي أول دولة تستقبل هذا النادي النخبوي من الدول الكبرى في العالم حيث نوقش فيها حالة الاقتصاد العالمي والصحة ومكافحة فيروس كورونا.
اقرأ أيضا: اندبندنت: هذه أسوأ أشكال الانتهاكات منذ تولي ابن سلمان
وكان الملك سلمان وابنه محمد بن سلمان يأملان في أن تقود القمة إلى فصل جديد في العلاقة مع النخبة العالمية وطي صفحة الصحفي جمال خاشقجي، الذي قتل بناء على أوامر ولي العهد في القنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018، وفق الصحيفة.
وأدت الجريمة لإحراج كبير بشكل جعلت من الصعوبة بمكان، أمام الدول الأوروبية على الأقل، تبرير التعامل مع السعودية كالمعتاد.
ولكن فيروس كورونا سرق اللحظة التي كان الملك وابنه يريدانها من ظهور القادة في الرياض، والتقاط صورة تذكارية كما هو المعهود، وعقدت القمة بدلا من ذلك عبر شاشات الفيديو على الإنترنت.
اقرأ أيضا: عقد قمة G20 عبر الإنترنت يضرب طموحات ابن سلمان
وبالنسبة لمنفيين سعوديين، فإن عقد القمة في بلادهم جعلهم يشعرون بالقلق من عدم اهتمام قادة دول العشرين بالحقوق الإنسانية والسياسية للسعوديين. فاعتقال -وحتى إعدام- النقاد زاد بشكل حاد في السنوات الأخيرة.
وتم اعتقال المئات بما فيهم ابن عم ولي العهد، الأمير محمد بن نايف، والرجل الذي نسق مع وكالات الاستخبارات الغربية الحرب ضد القاعدة. وهناك أربع نساء قاتلن لمنح المرأة قيادة السيارة وانتصرن إلى جانب علماء طالبوا بالإصلاح السياسي، يقبعون وراء القضبان ومنذ سنين.
ورغم ما تسببت به جريمة قتل خاشقجي من غضب وشجب دوليين، فقد سجنت السلطات، كما يقول تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش، 13 كاتبا وصحافيا في نيسان/ إبريل 2019.
ونقلت المجلة عن سعوديين في المنفى ومنظمات حقوقية قولهم إن العائلة المالكة منحت بعض الحريات المدنية بيد، لكنها سحقت باليد الأخرى المعارضة السياسية بطريقة لم تشهدها السعودية من قبل.
ولم يكن سجل السعودية جيدا في مجال حقوق الإنسان، لكن تدهور الوضع في السنوات الأخيرة جاء بسبب الربيع العربي وصعود ابن سلمان.
وحتى عام 2011، كانت السلطات تتسامح لدرجة معينة مع نقاد الدولة، ومعارضيها، عندما كانوا يدفعون باتجاه إصلاح مؤسسات الدولة، بما في ذلك الحديث عن أشكال من الديمقراطية. كل هذا توقف بعد اندلاع التظاهرات في القاهرة والمنامة وطرابلس ودمشق.
وكان المحامون والمدونون أول من اعتقلوا. ومع تقدم الربيع العربي واكتساب جماعة الإخوان المسلمين التأثير، وحتى فوزها بانتخابات كما في مصر، رأت العائلة الحاكمة هذا تهديدا لها، وخافت من قيادة الصحوة، ذراع الإخوان في السعودية، المتعلمين والليبراليين، والمطالبة بإصلاحات في السعودية.
ومن بين العلماء السعوديين الذين دعموا انتفاضات الربيع العربي كان سلمان العودة، الذي كتب رسالة إلى الحكومة في 2013 حذرها من "انفجار اجتماعي-سياسي" إذا لم تبدأ بإصلاحات سياسية. ولكنه أصبح ضحية التطهير الثاني في 2017.
وقالت لينا الهذلول، شقيقة الناشطة المعروفة لجين الهذلول، إنه بعد تنصيب ابن سلمان وليا للعهد، تم محو كل الخطوط الحمر، ولم تستبدل بها خطوط جديدة.
وقالت: "في الماضي كنا نعرف أن علينا تجنب العائلة المالكة والدين، ولكننا الآن لا نعرف أين هي الخطوط الحمر".
ولا تزال عائلة لجين حائرة من استهداف الحكومة لناشطة كانت تدعو لنفس الإصلاح الذي تبناه ولي العهد. وأضربت لجين عن الطعام منذ 26 تشرين الأول/ أكتوبر.
وحاول الناشطون قبل قمة العشرين مناشدة القادة المشاركين مقاطعتها، والمطالبة بالإفراج عن الناشطات السجينات، لكن دعواتهم لم تلق آذانا صاغية، مع أن تقوية المرأة كان من مواضيع القمة.
صحيفة: الرياض فشلت في تبييض انتهاكاتها لحقوق الإنسان
اندبندنت: هذه أسوأ أشكال الانتهاكات منذ تولي ابن سلمان
الغارديان: خطاب الإصلاح في السعودية يتناقض مع الواقع