أسأل: ما الذي نعلمه عن الشرق؟
قالوا لنا: إنهم وصوليون، انتهازيون، جَشِعون، ومُتَملِكون!
ما زالت الأحراش التي نمت من تلك الآراء النمطية تُزاحِمُنا في إعطاءِ حُكمٍ لا يعتمِدُ على عرقوب ثقافتِنا الغربيّة جدّاً! حتّى اليوم لا نعرف عن قرب سوى أنهم أكلةُ لحوم الخفافيش، ناهِمون للصراصير والقطط، وحتّى الكلاب والجرذان. هل هذه حقيقة؟
حتّى اليوم لا نعرف عن قرب سوى أنهم أكلةُ لحوم الخفافيش، ناهِمون للصراصير والقطط، وحتّى الكلاب والجرذان. هل هذه حقيقة؟ حتما هي الحقيقة؛ فلقد تمّ تعليمُ الشرقيين عن الغرب أنهم ماسونيون، متوحشون، هابطون، قتلة مأجورون، زناة، طامعون، منحلون، آكِلون للحوم البشر، حيَّةً ونيِّئة، وسُكارى ثمِلون.. هل هذه حقيقة؟ حتما هي الحقيقة. حتما هي الحقيقة؛ فلقد تمّ تعليمُ الشرقيين عن الغرب: أنهم ماسونيون، متوحشون، هابطون، قتلة مأجورون، زناة، طامعون، منحلون، آكِلون للحوم البشر، حيَّةً ونيِّئة، وسُكارى ثمِلون.. هل هذه حقيقة؟ حتما هي الحقيقة. كُلِّهم مجتمعون؛ يحاولون نحركم وقتلكم، طمعاً بأرضِكم وخيركم، وضرباً لدينِكُم ومعتقدِكُم. ألستم مواجهين؟ كُلِّهم مجتمعون؛ يحاولون نحركم وقتلكم، طمعاً بأرضِكم وخيركم، وضرباً لدينِكُم ومعتقدِكُم.. ألستم مواجهين؟
وبمن نستغيث: بالشرق أم إن الغرب قادم؟ ومن هم المحررون؟ في الأثر قرأ قارئ: إنهم الفاتحون.. جاءوا بقضِّهم وقضيضِهم مخلِّصون إذا صفقنا!
بعداً لحياة البؤس، والحكم بالنار والحديد، بُعداً لغياهب الجب والموت البطيء.. أما زلتم مُصدِّقين؟ واقِعُنا القائمُ على الكذب والزائف.. نحنُ فيه منتصرون. نعم؛ نحنُ منتصرون، نحنُ أُمّةٌ وسطى سطحية، عاقون، آفَّاقون، كذابون، آكِلون للسُحت، دجالون.. هذا كذِب؛ لسنا كذلك بل نحنُ كذلك! كيف ذلك؟
أرأيت الجثث المُكدَّسة على ضفاف دجلة، في الشوارع، في المزابل.. من أزهق أرواحها؟ هل هو الغرب الطامع أم الشرق السارق؟ لماذا تكذب؟ أعرِفُ أن الكَذِب محرمٌ عليك! هل صدَّقت؟ نعم لست كاذِباً؛ هم من قتلوا وسرقوا. لّغوا فينا حرّيةً وديمقراطية، ونحن في الحقيقة قتلنا بعضنا. خرّبنا بيتنا وما زلنا الآن؛ صدَّقتُ من أنا؟! لقد كذبت، لا خوفاً منك. أتخافني؟ نعم؛ لأنك قتلت عدوي وهو من أهلي، وأخافُ منك الآن لأنك قلت لي ببساطة: أنا من فتحت الباب لك باسم التحرير؟!