تفاجأ ملايين المتابعين لصفحة شركة أبل العملاقة، من شطب فيسبوك علامة توثيقها، بعد تصاعد الأزمة بين أبل وفيسبوك على خلفية تغييرات أجرتها أبل على خصوصية بيانات أحد أنظمتها يعيق وصول المعلنين للمستخدمين.
وتمثل خطوة فيسبوك تصعيدا مهددا لتواصل شركة أبل مع الملايين عبر العالم،في الوقت الذي لم تعلق فيه الشركة حتى اللحظة على إجراء التوثيق.
وكانت شركة "أبل" (Apple) قالت، الاثنين، إنها بدأت في طرح تسميات جديدة حول ممارسات الخصوصية للتطبيقات؛ ليراها المستخدمون قبل تنزيلها من متجر التطبيقات.
وأعلنت أبل عن الملصقات في مؤتمر المطورين في حزيران الماضي، وتسعى من خلالها إلى نقل المعلومات للمستخدمين بسرعة حول التطبيقات، التي تقوم بجمع البيانات بمختلف أنواعها، وتشبه إلى حد ما ملصقات التغذية على المنتجات الغذائية.
وطلبت آبل من المطورين تقديم معلومات حول التصنيفات الأسبوع الماضي كجزء من عملية المراجعة لإصدار التطبيقات أو تحديثها.
وسيتم تحديث الملصقات بشكل مستمر عندما يرسل المطورون تطبيقاتهم للموافقة عليها إلى آبل، وسيستطيع المستخدمون رؤيتها قبل تنزيل التطبيق أو تحديثه.
وتعد الملصقات جزءا من مجموعة أوسع من التغييرات، التي طرحتها آبل هذا العام، لتقديم المزيد من الإخطارات ومتطلبات الأذونات لجمع البيانات على أجهزتها.
وأثار اشتراط تقديم إخطارات جديدة للمستخدمين احتجاجا من شركات مثل "فيسبوك" (Facebook). وقال العديد من المعلنين الرقميين إن المستخدمين قد يرفضون على الأرجح جمع بياناتهم؛ بسبب قاعدة الإخطار الجديدة.
وكان من المقرر أن تدخل القاعدة حيز التنفيذ هذا العام؛ لكن آبل قالت إنها ستؤخر التنفيذ حتى أوائل عام 2021 لمنح المطورين مزيدا من الوقت لإجراء تغييرات على تطبيقاتهم.
وانتقدت فيسبوك شركة آبل، الأربعاء الماضي، بعد إجراء الأخيرة تغييرات جديدة على خصوصية بيانات نظام التشغيل iOS، والتي من شأنها أن تجعل من الصعب على المعلنين تتبع المستخدمين، في إشارة محتملة إلى مدى اعتبار الشبكة الاجتماعية هذه الخطوة تهديداً لأعمالها الأساسية.
وعقدت فيسبوك، الأربعاء، مؤتمرا صحفيا لاستقطاب الشركات الصغيرة المعارضة للتغيير، ونشرت وسماً جديداً لمناقشة الحدث وإعلانات في العديد من الصحف المحلية تنتقد فيها شركة آبل على هذه الخطوة.
وفي إعلانات ظهرت في صحيفة نيويورك تايمز، ووول ستريت جورنال وواشنطن بوست، انتقدت فيسبوك متطلبات آبل القادمة التي تتطلب من المستخدمين منح إذن صريح للتطبيقات لتتبعها عبر الإنترنت.
وقالت فيسبوك إن هذه الخطوة قد تكون "مدمرة" لملايين الشركات الصغيرة التي تعلن على منصتها.
وتتزامن إعلانات الصحيفة مع قسم جديد في موقع "فيسبوك فور بزنس" يسمى "SpeakUpforSmall" يحث فيسبوك من خلاله أصحاب الأعمال الصغيرة على مشاركة قصصهم لمنحهم "مكاناً للتعبير عن آرائهم".
اقرأ أيضا : WP: هكذا يوظف الموساد "أبل" و"نتفلكس" في تجنيد عملائه
كما يشجع أصحاب الأعمال الصغيرة على استخدام وسم SpeakUpForSmall# على وسائل التواصل الاجتماعي لمشاركة ما تعنيه الإعلانات المخصصة لهم وما يمكن أن تكون عليه بدونها.
ويعتمد فيسبوك والشركات التي تستخدمه للتسويق على تتبع البيانات لاستهداف المستخدمين بالإعلانات المخصصة.
وحذرت شركة التواصل الاجتماعي، التي تحقق جميع إيراداتها تقريبا من الإعلانات، المستثمرين في آب/ أغسطس من أن تغييرات برامج آبل قد تضر بأعمالها.
وأعلن عن تغيير الخصوصية في مؤتمر المطورين العالميين التابع لشركة آبل في حزيران /يونيو الماضي ولكنه أجل حتى أوائل العام 2021.
وأثناء الحدث، كشفت شركة آبل كيف ستظهر للمستخدم رسالة تسأل عما إذا كان يريد السماح للتطبيق بتتبعه، محذرة من أنه سيتم استخدام البيانات لأغراض الإعلانات المستهدفة.
وفي رد على حملة فيسبوك، قالت آبل في بيان لشبكة CNN: "نعتقد أن هذه مسألة بسيطة للدفاع عن مستخدمينا. يجب أن يعرف المستخدمون متى يتم جمع بياناتهم ومشاركتها عبر التطبيقات والمواقع الأخرى، ويجب أن يكون لديهم خيار السماح بذلك أم لا. شفافية تتبع التطبيقات في iOS 14 لا تتطلب من فيسبوك تغيير نهجها في تتبع المستخدمين وإنشاء إعلانات مستهدفة، إنها تتطلب ببساطة منح المستخدمين خياراً".
وحاولت آبل مراراً وتكراراً تقديم نفسها كمدافع عن خصوصية المستهلك، حيث وصفت التغييرات في أيلول/سبتمبر بأنها نابعة من إيمانها بأن "الخصوصية هي حق أساسي من حقوق الإنسان".
وتحاول فيسبوك، التي انتقدت بسبب ممارساتها المتعلقة بخصوصية البيانات، أن تضع نفسها كمدافع عن الشركات الصغيرة، التي تعاني الكثير منها من تداعيات الوباء.
ولايات أمريكية تقاضي فيسبوك بتهمة الاحتكار
لهذا يستعر العداء بين "آبل" و"فيسبوك" رغم غياب المنافسة