هل سيلعب بوتين "ورقة الصين" بوجه الولايات المتحدة؟
لندن- عربي2129-Dec-2010:37 PM
شارك
محلل عسكري: قيام تحالف روسي صيني سيشكل تحديات كبيرة للولايات المتحدة- جيتي
تساءل مؤرخ ومحلل عسكري بارز عن مدى جدية لعب الروس لورقة الصين في وجه الولايات المتحدة، ومدى
تأثير ذلك على القوة العظمى.
وتساءل
جوزيف في ميكاليف في مقال له نشره موقع "Military"، المتخصص بالشؤون العسكرية، عن إمكانية انعكاس العلاقة بين الثلاثي "روسيا، أمريكا، الصين"،
حيث لعبت أمريكا بورقة الصين ضد الاتحاد السوفياتي في سبعينيات القرن الماضي، فهل
ستلعب روسيا ورقة الصين في وجه الولايات المتحدة؟
يقول
ميكاليف إنه على الرغم من أن روسيا لم تعد تحتل مكانة القوة العظمى العالمية التي كان
يتمتع بها الاتحاد السوفيتي، إلا أنها لا تزال تقود جيشا كبيرا، وتحتفظ بترسانة نووية
كبيرة عابرة للقارات ومجمع عسكري-صناعي-تكنولوجي واسع.
وحسب الموقع العسكري، فعلى مدى العقد الماضي، وسعت موسكو بشكل كبير علاقاتها الاقتصادية مع بكين،
التي تعد الآن أكبر مستورد للنفط والغاز في العالم. ومن المنطقي بالنسبة لروسيا أن
تبحث عن أسواق جديدة في الصين، خاصة أن قدرتها على توسيع صادراتها من الطاقة إلى
الاتحاد الأوروبي (EU) قد تم
إعاقتها من خلال العقوبات الأمريكية والأوروبية المفروضة على موسكو بعد استيلائها على
القرم عام 2014.
في المقابل، قامت
بكين بدمج الطريق البحري للممر الشمالي الشرقي لروسيا عبر مختلف البحار القطبية الروسية
في برنامج تطوير البنية التحتية الأوسع لمبادرة الحزام والطريق، واصفة إياه بـ"طريق الحرير القطبي".
ولعبت موسكو
أيضا دورا في تحديث القوات المسلحة الصينية. تاريخيا، كانت الصين واحدة من أكبر
عملاء الأسلحة لروسيا، في المرتبة الثانية بعد الهند. في عام 2018، استحوذت الصين
على حوالي 14٪ من صادرات موسكو من الأسلحة، التي بلغت حوالي 15 مليار دولار.
وزودت روسيا
الصين بمقاتلة Su-35 متعددة
الأدوار، تحمل Su-35 كلا من صواريخ جو-جو وجو-أرض موجهة وغير موجهة، بالإضافة إلى القنابل التقليدية والذكية.
كما يعمل البلدان بشكل مشترك لتطوير مروحية ثقيلة للاستخدام العسكري.
ويزود الكرملين
الصين بستة أنظمة دفاع جوي بعيدة المدى من طراز S-400. هذا هو نفس النظام الذي اشترته تركيا مؤخرا. ستضيف
الأنظمة الروسية إلى شبكة الدفاع الجوي الحالية للصين. يمكن لنشر S-400 أن يمكّن الصين من إنشاء منطقة حظر طيران فوق مضيق
تايوان.
كما تساعد روسيا
الصين في بناء نظام إنذار مبكر لتحديد عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
حاليا، فقط الولايات المتحدة وروسيا تمتلكان هذا النوع.
الضغط الكبير على موسكو جعل بوتين يلمح بأنه سيفكر
في تحالف أكثر رسمية مع الصين؛ ففي 20 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وفي الاجتماع الأخير
لنادي فالداي للمناقشة، أجاب بوتين عندما سئل عن تحالف عسكري محتمل مع جمهورية الصين
الشعبية: "من الممكن تخيل أي شيء. لم نحدد هذا الهدف لأنفسنا، ولكن من حيث
المبدأ، لن نستبعده أيضا ".
يقول ميكاليف إن إمكانية قيام التحالف الروسي الصيني
سيشكل تحديات كبيرة للولايات المتحدة، لا سيما في وضعها العسكري في شرق آسيا وغرب المحيط
الهادئ. ويؤكد الموقع العسكري أنه ليس من المستغرب أن يستخدم الكرملين هذا التهديد
للحصول على مزيد من النفوذ ضد الولايات المتحدة، بل قد تجد بكين ذاتها أنه من المفيد
أن تلعب "ورقة روسيا" لتوسيع نفوذها ضد الولايات المتحدة.
في حين أن المصالح الروسية والصينية تتباعد بشكل كبير
على المدى الطويل، وفي كثير من الحالات، تكون معادية لبعضها البعض، سيستخدم كلا البلدين
توسعا في التعاون العسكري والاقتصادي على المدى القصير؛ للسعي إلى مزيد من النفوذ ضد
الولايات المتحدة، جزئيا لتقليل تأثير العقوبات الأمريكية على أي من البلدين.
علاوة على ذلك، حتى إذا توقف تعاونهما بعيدا عن التحالف
العسكري، فإن التوسع المستمر في العلاقات العسكرية الصينية الروسية والتنسيق الاستراتيجي
يمثل مشكلة بالنسبة لوصول البحرية الأمريكية إلى موانئ المحيط الهادئ الروسية مثل فلاديفوستوك،
على سبيل المثال، وذلك يمثل تحديا كبيرا للهيمنة البحرية الأمريكية في غرب المحيط
الهادئ.
ويؤكد الموقع العسكري أنه لا يمكن استبعاد احتمال أن
تنسق بكين تحركا بشأن تايوان، مع تحرك روسي مماثل ضد دول البلطيق، لكن الموقع
يعترف أن هذا الاحتمال بعيد إلى حد كبير.
ويطرح الموقع تساؤلا حول ما إذا كان يجب على الولايات
المتحدة أن تسعى إلى تطبيع علاقاتها مع موسكو حتى تتمكن من لعب "ورقة روسيا"
في مفاوضاتها مع بكين.
ويختم المحلل العسكري مقاله بالقول "إن لعبة الورق هذه
بدأت للتو".