قالت صحيفة "خبر ترك" التركية، إن روسيا تسعى لتهدئة التوترات، وحسم مشكلة "عين عيسى"، شمال شرق سوريا، قبل تنصيب الرئيس الديمقراطي الجديد جو بايدن، لافتة إلى الموقف التركي من إمكانية نشر قوات النظام السوري في تلك المنطقة.
وأشارت الصحيفة، في تقرير ترجمته "عربي21"، إلى أنه بعد حسم خسارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفوز بايدن في الانتخابات الرئاسية، فإن المنطقة التي كان يسودها الهدوء، لا سيما بعد العملية التركية "نبع السلام" نهاية 201، عادت بالتحرك.
وأوضحت أن وحدات حماية الشعب الكردية التابعة لمنظمة العمال الكردستاني، التي لها نفوذ في المنطقة بدعم من الولايات المتحدة، سيطرت على عين عيسى، ذات الأهمية الاستراتيجية.
وذكرت أن تلك الوحدات الكردية المسلحة لم تزد قواتها في عين عيسى فحسب، بل قامت بشن هجمات وحملات استفزازية طالت الدوريات التركية في المنطقة.
وفي إشارة إلى التحركات الروسية، لفتت إلى أن الروس التقوا وحدات حماية الشعب الكردية ثلاث مرات، وطلبوا منهم وقف الانتهاكات المتزايدة في المنطقة، وقدموا إليهم مقترحا بتسليم "عين عيسى" إلى النظام السوري.
اقرأ أيضا: قصف تركي مكثف على محاور عين عيسى بسوريا.. وتحرك روسي
وأشارت إلى أن محادثات مماثلة عقدت بين القوات الروسية ونظيرتها الأمريكية في المنطقة بشأن تحركات الوحدات الكردية المسلحة في عين عيسى.
ذكرت أن وحدات حماية الشعب الكردية، في مفاوضاتها مع الروس، عرضت سيطرة النظام الروسي على الطريق الدولي "أم4"، مقابل بقائها في "عين عيسى"، وهو ما قابلته القوات الروسية بالرفض.
وتابعت بأن روسيا أظهرت للوحدات الكردية المسلحة عزم تركيا على شن عملية عسكرية في عين عيسى، في حال لم تخرج منها.
وأضافت الصحيفة أن تركيا بدأت بالفعل بشن هجمات مدفعية في محاور عين عيسى، فيما زادت أنشطة وهجمات وحدات حماية الشعب الكردية.
ونقلت عن الكاتب أويتون أورهان، من مركز "أورسام" لدراسات الشرق الأوسط، أن النظام السوري أنشأ نقاط مراقبة مشتركة مع روسيا ووحدات حماية الشعب الكردية في عين عيسى، لكن تركيا تطالب بخروج المنظمة الكردية من هناك، وأنها ستواصل الضغط من أجل ذلك.
وأضاف أن روسيا تستخدم بطاقة الموقف التركي، بهدف إخراج الوحدات الكردية المسلحة من عين عيسى، وتسليمها للنظام السوري.
ونقلت الصحيفة عن الباحث إيرول بورال، أن الروس تنقلوا من اللاذقية إلى القامشلي بألف عسكري بمركبات، وطائرات هيلوكبتر، باستعراض قوة في المنطقة.
وتابع بأن روسيا ترغب بإنهاء أزمة "عين عيسى" قبيل تسلم بايدن منصب رئاسة الولايات المتحدة.
اقرأ أيضا: تعزيزات عسكرية روسية كبيرة إلى الشمال السوري
وأشارت إلى أن موقع "عين عيسى" -التي تقع جنوب تل أبيض- على طريق "أم4" لا يقتصر على السيطرة على حركة التنقل من العراق حتى دمشق فحسب، بل تعتبر نقطة عبور هامة لمن يريد التوجه إلى الغرب بأمان عبر الخط الجنوبي، إلى جانب أنها منطقة عبور مهمة إلى حلب ومنبج وكوباني، والقامشلي، والحسكة، وهي مصدر دخل مهم بالنسبة للوحدات الكردية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في المنطقة، بأنه لا يوجد أي اعترض لدى تركيا، بشأن سيطرة النظام السوري على "عين عيسى"، وأن طلبها الوحيد هو إبعاد وحدات حماية الشعب الكردية نحو إلى ما بعد عمق 10 كم.
وأضافت أنه، وبالتزامن مع الضغط الروسي والتركي، قامت وحدات حماية الشعب الكردية بحفر خنادق في "تل سمين" جنوب "عين عيسى"، مستغلة إخلاء القوات الروسية لأغراض تكتيكية من المنطقة.
وأشارت إلى أن روسيا تسعى لبسط سيطرة النظام السوري على المنطقة، كما فعلت ذلك سابقا في "تل تمر"، مؤكدة أن تركيا ليس لديها اعتراض على ذلك.
هل تقبل تركيا بالابتعاد عن روسيا إرضاء لرغبات بايدن؟
رسالة تركية لبايدن.. هل يمكن إصلاح العلاقات بين البلدين؟
لماذا أجلت أوروبا عقوباتها على تركيا حتى مارس.. ما علاقة بايدن؟