استبق البرلمان الإيراني موسم الانتخابات الرئاسية بوضع شروط للترشح، أبرزها "التديّن" و"الكفاءة السياسية"، ما أثار انتقادات ومخاوف من تعزيزه لـ"ولاية الفقيه"، من جهة، وأثار تساؤلات حول خلفيات الخطوة وتوقيتها من جهة ثانية.
وأقر مجلس الشورى الإيراني القانون في 23 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، قبل نحو ستة أشهر على إجراء الانتخابات الرئاسية.
ونص القانون على أن المتقدم للترشح إلى الرئاسة يجب أن يكون "من أصل إيراني ومواطنا يتمتع بخلفية دينية موثوقة للغاية، فضلا عن المهارات الإدارية والمبادئ الأساسية والانتماء للمذهب الرسمي لجمهورية إيران الإسلامية (المذهب الشيعي)".
وفسر متابعون للشأن الإيراني، بحسب تقرير نشرته وكالة "الأناضول"، ضرورة توفر شرط "التدين" في المرشح للانتخابات الرئاسية، بأنه خطوة لتعزيز مذهب "السلطة المطلقة للولي الفقيه وتحصين هذا المذهب وعقيدته بمسوغات قانونية".
ومذهب "السلطة المطلقة للولي الفقيه" يعني اعتراف أفراد الشعب بأن مرشد الثورة (الولي الفقيه) يعتبر ممثلا للإمام الغائب (المهدي) واعتبار شخصه أعلى سلطة في البلاد في جميع المجالات وعلى رأسها السياسية والجيش والاقتصاد والقضاء.
وخلال السنوات الماضية، اكتفى الدستور بالتأكيد على ضرورة أن يكون المرشح للانتخابات الرئاسية في إيران "مؤمنا بالمبادئ الأساسية للجمهورية الإسلامية، وملتزما بالمذهب الرسمي للبلاد".
فيما أكدت التعديلات الجديدة ضرورة أن يكون المرشح "واسع العلم في مبادئ العقيدة الشيعية بما يسمح له بإثبات صحة الدين الإسلامي والمذهب الشيعي".
وينظر إلى هذه التعديلات، التي تبناها مجلس الشورى المتكون بالغالب من أعضاء ينتمون للتيار المحافظ، على أنها محاولة لعرقلة الرئيس حسن روحاني والإصلاحيين.
وينقل التقرير عن الأستاذ في جماعة طهران جلال جلاليزاده، وصفه مواد القانون التي تضع شروطا لمرشح رئاسة الجمهورية، بأنها "تهدف لعرقلة مسيرة بعض الشخصيات السياسية".
وأضاف جلاليزاده أن "مجلس الشورى وضع نفسه وصيا على المرشحين وقيما لاختيار من لديهم أفكار حول مستقبل البلاد".
اقرأ أيضا: قناة سعودية تستضيف الرئيس الإيراني الأسبق نجاد (شاهد)
وتابع: "التعديلات الجديدة تجبر المرشحين للرئاسة على الإيمان بولاية الفقيه ومعارضة القيم الغربية. الهدف هو تقييد المرشحين للانتخابات الرئاسية. كما أن هذا الوضع فيه إهانة لمنصب رئيس الجمهورية والأمة".
وشدد جلاليزاده، على ضرورة أن يتمتع أبناء الأديان والمذاهب الأخرى الذين يعيشون في البلاد بحقوق متساوية.
واعتبر أنه "من غير المناسب في بلد متنوع دينيا ومذهبيا وعرقيا مثل إيران، أن يكون مقام رئاسة الجمهورية حكرًا على إحدى الطوائف".
وقال: "لدينا في إيران مواطنون ينتمون للشيعة، والسنة، ومسيحيون، ويهود، وزرادشتيون، وبهائيون، وحتى علمانيون، ومن الظلم حرمان منتسبي المذاهب والطوائف الأخرى من حق الترشح للانتخابات".
وأشار جلاليزاده، إلى أن أهل السنة يعيشون في إيران منذ 14 قرنا ويشكلون ربع سكان البلاد، لكن ليس لديهم الحق في تقديم مرشح للرئاسة من طائفتهم، واصفا ذلك بـ"الإجحاف الكبير".
وأكد على ضرورة أن يبذل أعضاء مجلس الشورى الإيراني جهودا لإزالة المظالم الموجودة في النظام الانتخابي.
ومن المقرر أن تجرى انتخابات الرئاسة الإيرانية في حزيران/ يونيو المقبل. ويشترط الدستور أن يحصل كل مرشح على تأييد مجلس صيانة الدستور الذي يعين المرشد الأعلى علي خامنئي رئيسه وستة من أعضائه الفقهاء.
ولا يحق للرئيس الحالي حسن روحاني، الترشح لهذه الانتخابات نظرا لأنه شغل كرسي الرئاسة فترتي ولاية متتاليتين كل منهما مدتها أربع سنوات.
ويتشكل النظام السياسي في إيران من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، الذي تناط به مسؤولية الإشراف على السياسات العامة في البلاد، كما أنه يتولى قيادة القوات المسلحة والاستخبارت، وينتخب المرشد الأعلى من مجلس خبراء القيادة.
ويلي المرشد رئيس الجمهورية الذي ينتخب بالاقتراع الشعبي المباشر ويترأس جلسات مجلس الوزراء ويشكل الحكومة.
بين الحروب و"الانكفاء".. ما هي أولويات بايدن العسكرية؟
لقاء جديد للنواب الليبي.. وتضاؤل آمال حسم "رئاسة البرلمان"
الأردن يشترط تراجع مليشيات إيران لفتح معبر جابر مع سوريا