أكد مستشرق إسرائيلي، أن خطر اشتعال الخليج متصاعد
ومستمر حتى خروج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من البيت الأبيض، في حين أن تنصيب
الرئيس الجديد، جو بايدن، لا يعني "تحسنا سريعا" لعلاقة واشنطن مع طهران.
خروج ترامب
وأوضح الكاتب عوديد غرانوت، في مقاله بصحيفة
"
إسرائيل اليوم" العبرية، أن "مقياس الخوف من الاشتعال العسكري في
الخليج يرتفع اليوم لرقم قياسي جديد، مع مرور سنة بالضبط على تصفية قائد قوة القدس
قاسم
سليماني، ومن المعقول أن يستمر في الأسابيع الثلاثة القريبة القادمة حتى خروج
ترامب من البيت الأبيض".
وقال: "لهذا الاعتبار، سجل هذا الأسبوع
جهد استثنائي من جانب واشنطن وتل أبيب؛ لردع
إيران عن تنفيذ عملية ثأر على قتل
سليماني وتصفية العالم النووي محسن فخري زادة في تشرين الثاني/نوفمبر 2020".
وضمن أمور أخرى، "دفعت واشنطن بغواصة
نووية وحاملة طائرات إلى الخليج، وطائرات قصف ثقيلة من طراز "B-52"، ونفذا عدة مرات طلعات تهديدية في سماء الشرق
الأوسط، وعززت قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الأمريكي قواتها في السعودية، وغرد
ترامب بأنه "إذا ما أصيب أمريكي واحد، ستتحمل إيران كامل المسؤولية".
ونبه غرانوت إلى أن "إسرائيل لم تجتهد لنفي
التسريبات حول مرور غواصة لسلاح البحرية عبر قناة السويس إلى الخليج، في حين حذرت
محافل أمنية إسرائيلية من ثأر إيراني؛ كإطلاق صواريخ من اليمن أو العراق، إضافة
لتفعيل فروعها في سوريا و لبنان ضد أهداف إسرائيلية وغيرها".
وبين أن هناك "تخوفا من تخطيط إيراني
لعملية عسكرية ضد الولايات المتحدة، وربما ضد إسرائيل، بسبب تصفية زادة، وهذه
التخوفات تستند إلى معلومات استخبارية من جانب ما، وإلى تقديرات ومعطيات من جانب
آخر".
وفي الجانب الاستخباري، "وصلت تقارير عن
نقل مكثف للصواريخ والسلاح المتطور من إيران للمليشيات في العراق وإلى الحوثيين في اليمن، كما علم عن لقاءات متواترة بين قادة هذه المليشيات وبين إسماعيل قاآني،
خليفة سليماني في قيادة فيلق القدس".
تصعيد عسكري
أما في مجال التقدير، "يثبت في واشنطن
وبقدر أقل في تل أبيب القدس، الإحساس بأن عملية إيرانية قريبة هي أمر محتم، لاعتبارين أساسيين هما؛ الأول، تصفية سليماني كان ضربة أليمة جدا للنظام، والثاني
للتقدير المتشدد، أنه بقيت لإيران نافذة فرص ضيقة من ثلاثة أسابيع فقط للانتقام من
ترامب قبل أن يغادر البيت الأبيض".
ورأى الكاتب أن "كل عمل عسكري ضد أهداف
أمريكية في بداية ولاية جو بايدن، من شأنه أن يخرب جدا على الجهد الإيراني لإعادة
الولايات المتحدة إلى
الاتفاق النووي، وهنا تجدر الإشارة إلى أن طهران لم تجتهد
كي تهدئ الروع من ثأر قريب، لكنها حاولت عرض صورة معاكسة".
وبين أن إيران تحاول أن تعرض الأمر، بأن
"ترامب يسعى للعمل ضد الولايات المتحدة وليست إيران، فهو الذي يوشك على أن
يقصف منشآت النووي بحجة ردع إيران عن
الهجوم، وتسعى كذلك لعرض الأمر بأن إسرائيل والسعودية تضغطان على ترامب كي يعمل فورا".
ووسط الاتهامات المتبادلة بين طهران وواشنطن
حول "النوايا الهجومية، فإن خطأ في التقدير من شأنه أن يضرم اشتعالا واسعا،
وفي نهاية الأسبوع سجلت فقط محاولة واحدة
لتقليل التوتر بعض الشيء، وأمر وزير الدفاع الأمريكي بتقصير تواجد حاملة الطائرات
(يو إس إس نيميت) في الخليج، وبهذا لا يكفي".
ولكن الأمر الوحيد المؤكد، بحسب غرانوت، أنه
"حتى لو مرت الأسابيع الثلاثة القريبة دون تصعيد عسكري في الخليج، ونقل
الرئاسة في واشنطن، لا يوجد أي ضمانة لتحسين سريع في العلاقات مع طهران، فإيران
ستطالب بايدن بوقف أو تخفيف فوري للعقوبات، ولن توافق على التنازل عن مشروع
الصواريخ الباليستية أو تسارع لتوقيع على اتفاق نووي جديد يحاول مرة أخرى تكبيل
أيديهم في السباق نحو القنبلة".