نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا للصحفي آدم تيلور، قال فيه إن اقتحام أنصار ترامب لمبنى الكابيتول الأمريكي، أدى إلى جعل الرئيس ترامب منبوذا على المسرح الدبلوماسي العالمي، حيث انتقده قادة أجانب علنا لترويجه لمزاعم لا أساس لها بأن الانتخابات سُرقت ولعدم تدخله لإدانة العنف بعد بدايته.
وقال التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن حملة "أوقفوا السرقة" التآمرية للزعيم الأمريكي تحتفظ بدعم أكثر مؤيديه الدوليين حماسة: مجموعات سياسية أجنبية غامضة وأنصار نظرية مؤامرة QAnon العالمية.
وقال جاكوب ديفي من معهد الحوار الاستراتيجي إن الرسائل المؤيدة لترامب تنتشر في بريطانيا عبر شبكات اجتماعية متخصصة مثل بارلر أو تلغرام.
وقال ديفي: "هذا يعكس الطبيعة العابرة للحدود بشكل متزايد لليمين المتطرف، وخاصة تأثير السياسة الأمريكية على تطرف اليمين الراديكالي على مستوى العالم".
من جهته قال كل من ديفي وهارلينج إن بعض الدعم المستمر لترامب خارج حدود الولايات المتحدة، على الرغم من صغر حجمه، يبدو أنه مرتبط بنظريات مؤامرة مثيرة للقلق مثل QAnon، وهي نظرية أمريكية المولد لا أساس لها تزعم أن ترامب يحارب عصابة النخبة من المعتدين على الأطفال الشيطانيين.
وقالت هارلينج: "إذا كان هناك أي مؤشر على أن منصات التكنولوجيا الأمريكية لها تأثير على الخطاب الدولي بطريقة لا حدود لها، فهو هذا".
وقبل ساعات من بدء المسيرة المؤيدة لترامب الأربعاء في واشنطن، تجمع حشد من بضع مئات من الأشخاص في طوكيو تحت أعلام "الشمس المشرقة" الأمريكية واليابانية - وهو رمز مثير للجدل في آسيا بسبب صلاته بالعصر الإمبراطوري - للقيام بمسيرة لدعم الرئيس الأمريكي المحاصر.
وهتف الحشد بالإنجليزية: "كافحوا من أجل ترامب". واتهمت إحدى اللافتات الرئيس المنتخب جو بايدن والحزب الديمقراطي بارتكاب "جريمة الخيانة".
اقرأ أيضا : ترامب يؤكد: لن أحضر تنصيب بايدن
كما كانت هناك احتجاجات صغيرة الأربعاء في مدن كندا تورنتو وفانكوفر وكالغاري. وفي الاحتجاج في فانكوفر، تعرض مصور صحفي للكم من قبل أحد مؤيدي ترامب فيما وصف بأنه هجوم غير مبرر.
وقالت آنا صوفي هارلينج، رئيسة قسم أوروبا في NewsGuard، وهي شركة تتعقب المعلومات المضللة عبر الإنترنت، إن منظمتها تتبعت أيضا الدعم لحركة "أوقفوا السرقة" في أستراليا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا مع انتشار الرسالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي تايوان، نظمت مجموعة مرتبطة بفالون جونج احتجاجا بعنوان "أوقفوا السرقة" في أواخر كانون الأول/ ديسمبر، استقطب 8000 شخص. وقد انتقد أتباع سابقون لجماعة فالون جونج لرفضها المزعوم للطب الحديث.
هذا الدعم الهامشي ولكن القوي لترامب بين هذه الجماعات مناقض للإدانة الدولية واسعة النطاق لأحداث يوم الأربعاء في واشنطن، حيث أدى اقتحام مبنى الكابيتول إلى مقتل أربعة أشخاص وفوضى واسعة النطاق في قاعات أعلى هيئة تشريعية في أمريكا.
ولم تجد ادعاءات ترامب التي لا أساس لها من أنه سُلبت منه إعادة انتخابه في تشرين الثاني/ نوفمبر سوى القليل من المؤيدين من بين زعماء العالم، الذين هنأوا بايدن على فوزه بالرئاسة.
ويوم الخميس، نأى حتى أعضاء اليمين المتطرف في أوروبا بأنفسهم عن مشاهد العنف في واشنطن.
ومع ذلك، لقيت صرخة "أوقفوا السرقة" دعما بين بعض الشخصيات العامة التي نظرت إلى موقف ترامب بتعاطف.
وكان الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو أحد قادة العالم القلائل الذين أعربوا عن دعمهم لقضية ترامب الانتخابية، حيث قال للصحافيين الأربعاء إن وضعه هو مثل وضع ترامب. وقال عن انتخابات 2018 التي فاز بها: "لدي مؤشرات على حدوث تزوير في انتخابي".
في بريطانيا، تحدث ماجد نواز، مذيع الراديو في إذاعة إل بي سي، مرارا وتكرارا دفاعا عن القضايا القانونية لحملة ترامب بعد الانتخابات.
وكتب نواز، وهو إسلامي سابق سُجن في مصر قبل أن يصبح ناشطا معروفا ضد التطرف، على تويتر أن همومه كانت "حضارية وليست محلية".
وقال سوندر كاتوالا، مدير مركز أبحاث المستقبل البريطاني، إنه من المدهش بالنسبة له أن مثل هذه الأفكار لم تكن منتشرة في التيار الرئيسي البريطاني.
وقال إنه حتى الحلفاء الذين يتمتعون بصوت عال مثل السياسي البريطاني نايجل فاراج التزموا الصمت بشأن مزاعم ترامب.
وقال كاتوالا: "المصادر والأصوات المرتبطة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، على سبيل المثال، تميل إلى النظر إلى أنه من الواضح أن ترامب خسر واعتبار ما يحصل بمثابة سيرك"، مضيفا أن عدم شعبية ترامب بين الجمهور البريطاني جعل من السهل على الناس التخلي عنه.
ووجدت ادعاءات ترامب بشأن الانتخابات جمهورا متقبلا خلال الأسابيع الأخيرة بين أتباع نظرية QAnon التي نشأت في الولايات المتحدة على لوحة الرسائل 4chan في عام 2017.
في حين اكتسبت الحركة زخما خلال الوباء العام الماضي، مع انتخاب مؤيدي QAnon لمناصب سياسية في أمريكا والباحثين الذين يتتبعون الدعم في المجموعة لأكثر من 70 دولة أجنبية.
ومرت الحركة بأزمة هوية بعد أن خسر ترامب انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر. واقترح Q الأسطوري، الذي يُفترض أنه عميل حكومي سري للغاية، أن ترامب سيهزم أعداءه الذين يعتدون على الأطفال ويعبدون الشيطان.
وتواجه حركة "أوقفوا السرقة" الدولية أزمة مماثلة الآن، حيث يقول بعض المؤيدين عبر الإنترنت إن الهجوم على مبنى الكابيتول كان "علما مزيفا" قام به أعضاء متخفون من حركة أنتيفا وجماعات يسارية أخرى، على حد قول هارلينج.
وكان الهجوم على مبنى الكابيتول بمثابة تذكير بأن الرسائل الهامشية يمكن أن تشكل خطرا.
وقالت هارلينج: "يُظهر هذا قوة خطاب اليمين المتطرف، وأنه لا ينبغي إهماله باعتباره مجرد ثرثرة، فلديه آثار في العالم الحقيقي".
فورين أفيرز: فشل أمني ذريع حوّل واشنطن إلى "جمهورية موز"
MEE: ما جرى في الكونغرس عكس "روح أمريكا"
التايمز: لماذا قرر ابن سلمان التصالح مع قطر؟