حدد أمين عام الأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، حزمة من الخطوات التي وصفها بـ"الضرورية من أجل التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار في ليبيا، والدور الذي يمكن أن تؤديه البعثة الأممية في هذا البلد مستقبلا".
جاء ذلك في تقرير مقدم
إلى أعضاء مجلس الأمن بشأن آخر التطورات المتعلقة بملف الأزمة الليبية.
وقال غوتيريش:
"يحتاج وقف إطلاق النار الدائم في ليبيا، قبل كل شيء، إلى أن يكون مقبولا من
الأطراف ومن عامة الليبيين وأن يكون هناك اتفاق على طرائق تنفيذ وقف إطلاق النار
ومستوى الدعم الذي تطلبه ليبيا من المجتمع الدولي".
وأضاف: "يتطلب وقف
إطلاق النار الدائم أيضا دعما من الجهات المعنية الإقليمية والدولية".
وتابع: "يجب أيضا
على جميع الدول الأعضاء أن تتقيد تقيدا تاما بحظر توريد الأسلحة وبالجزاءات الأخرى
المفروضة من مجلس الأمن".
وأكد غويتريش، أنه
"يجب أن تُهيَّأ الظروف الأمنية والعملياتية الملائمة لنشر آلية رصد وقف
إطلاق النار. وأن يكون هناك اتفاق مشترك بين الأطراف الليبية بشأن الجهات الفاعلة
الوطنية والدولية في مجال الأمن؛ وترتيبات أمنية جديدة وشاملة في جميع أنحاء البلد".
واعتبر الأمين العام أن
من الخطوات الضرورية كذلك "إجراء إصلاحات ذات مغزى في قطاع الأمن، واتخاذ
مبادرات للتسريح ونزع السلاح وإعادة الإدماج، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بتوحيد الجيش
والشرطة من جديد، وتسريح الجماعات المسلحة، ووضع ضمانات كافية لحسن سلوك جميع
القوات".
وأوضح أنه لتحقيق سلام
دائم، سيحتاج عنصر الرصد التابع للأمم المتحدة إلى الدعم الكامل من الأطراف
الليبية، بما يشمل الجوانب الأمنية والعملياتية واللوجستية والإدارية والتقنية.
وقال إنه يجب أن تتاح
موارد كافية وأن يأذن مجلس الأمن بولاية لدعم آلية رصد وقف إطلاق النار.
والسبت التقى رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج في العاصمة الإيطالية مع المبعوثة الأممية، ستيفاني وليامز، وسفير واشنطن لدى طرابلس ريتشارد نورلاند، وبحث معهما آخر تطورات الأزمة الليبية.
ورحبت وليامز، بإبداء السراج "التزاما بتسخير كافة الإمكانيات لإنجاز الاستحقاق الانتخابي في الموعد المتفق عليه في كانون أول/ ديسمبر 2021 بالتعاون والتنسيق مع الأمم المتحدة".
ومنذ 23 تشرين
الأول/ أكتوبر الماضي، يسود ليبيا اتفاق لوقف إطلاق النار، تخرقه مليشيا حفتر بين الحين
والآخر، رغم تحقيق الفرقاء تقدما في مفاوضات على المستويين العسكري والسياسي
للتوصل إلى حل سلمي للنزاع الدموي.
وتعاني ليبيا صراعا
مسلحا، منذ سنوات، حيث تنازع مليشيا الانقلابي خليفة حفتر، بدعم من دول عربية
وغربية، الحكومة الليبية على الشرعية والسلطة، ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين،
بجانب دمار مادي هائل.