قوبلت المراسيم التي أصدرها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، حول مواعيد إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، ببرود واضح من عدد من الفلسطينيين بسوريا.
ودعا المنسق العام لـ"تجمع مصير" المحامي
الفلسطيني أيمن أبو هاشم، إلى عقد مؤتمر وطني قبل إجراء الانتخابات، بهدف إعادة
النظر بكل الاتفاقيات الفلسطينية مع الاحتلال، وإعادة الاعتبار للحقوق الفلسطينية،
وتحديد الثوابت الوطنية، لإنضاج فكرة انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني.
ورأى أبو هاشم في حديث لـ"عربي21" أن
الانتخابات المرتقب إجراؤها خلال الفترة المقبلة، تمثل "تهربا من استحقاق
تصحيح المسار الوطني الفلسطيني"، وتهدف إلى تجديد شرعية المؤسسات التابعة
للسلطة الفلسطينية، محذرا من خطورة ذلك.
وأكد أن الانتخابات بهذا المعنى، تمثل استمرارا لمسلسل المفاوضات العبثية، وتعيق الآمال في موقف أمريكي ضاغط، بعدما اعترفت
واشنطن بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف أن "الانتخابات التشريعية والرئاسية لا تعنينا كلاجئين فلسطينيين.. طالما أنها تتم تحت سقف اتفاق أوسلو، الذي يضرب عرض الحائط، حقنا في العودة إلى ديارنا الأصلية".
حق العودة
واعتبر أن
الانتخابات تأتي "كمحاولة لإعادة تدوير أزمة المشروع الوطني الفلسطيني، وليس
وفق إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، على أسس وطنية وديمقراطية تحمي حقوق
الكل الفلسطيني".
وفي رأي مشابه، قال الكاتب السياسي ماهر الشاويش إن
"الانتخابات ليست حلا سحريا لواقعنا الفلسطيني، وكان يجب أن يسبقها التوافق
على البرنامج السياسي ووضع استراتيجية وطنية موحدة ولو بالحد الأدنى، لما يمكن
التوافق عليه في مساحات وهوامش العمل المشترك".
اقرأ أيضا: استطلاع "عربي21".. هكذا ينظر صحفيون فلسطينيون للانتخابات
واستدرك الشاويش في حديثه لـ"عربي21": "لكن
الانتخابات من دون شك، هي أحد المداخل الرئيسية للحل، وهي بالطبع أداة لبناء أي نظام
سياسي، غير أن التجربة غير المشجعة لاحترام نتائجها سابقا، هي منطلق وبوابة التشكيك
فيها، فضلا عن بواعث توظيفها التي يؤكدها عدم دوريتها وانتظامها لتكون وسيلة التداول
السلمي للسلطة في منظومة الحكم لدينا".
وتساءل الشاويش، عن كيفية التعامل مع التحديات والعقبات
التي ستواجه الانتخابات بعد مرسوم الانتخابات، قائلا إن "العقبات كثيرة، وفي مقدمتها
الاحتلال، وإجراء الانتخابات في مدينة القدس وما تحمله من رمزية ودلالة سياسية، فضلا
عن انتخابات المجلس الوطني التي تعتبر برأيي الأهم لأنها هي البرلمان الحقيقي لكل
الشعب الفلسطيني، وهي السلطة الأعلى في منظمة التحرير".
انفصام عن الواقع
وأردف قائلا: "كان يفترض البدء بها ولا أرى أي معوقات
لذلك، لا سيما في ظل التكنولوجيا الحديثة والتطور التقني الذي يتيح تنظيمها لوجستيا
في أي جغرافيا، لو صدقت النوايا"،
مؤكدا أن "التعاطي مع النتائج على كافة الصعد يبقى هو الفيصل".
من جانبه، قال الكاتب والصحفي الفلسطيني، أشرف سهلي،
من مخيم اليرموك، إن الانتخابات لا تمت لا للداخل الفلسطيني ولا للشتات بصلة، وهي انفصام
عن الواقع الفلسطيني ومحاصصة وتقاسم بين الفصائل، وإن لم تتم فالانقسام يدفع ثمنه الشعب
الفلسطيني فقط، مضيفا أن "هناك حالة عدم ثقة تسود الشارع الفلسطيني تجاه
الفصائل".
وحول احتمالية مشاركة الشارع الفلسطيني في سوريا بانتخابات
المجلس الوطني، قال سهلي في حديث لـ"عربي21"، إن "الفلسطيني الذي هجر
من بيته ولا يجد قوت يومه في دمشق ومناطق النظام، لا تعنيه كل هذه الانتخابات".
وتابع سهلي: "في حين أنه من غير الممكن مشاركة
الفلسطينيين في الشمال السوري بهذه الانتخابات، لأن النظام يصنفهم في خانة الإرهاب،
ويرفض حتى التوسط مع منظمة الأونروا لمساعدتهم".
خلافات بـ"هيئة التفاوض" السورية.. ومطالبات بتدخل "بيدرسون"
أكاديميون لـ"عربي21": الانتخابات لن تحمل جديدا للفلسطينيين
تحركات لمليشيات إيرانية وإعادة انتشار بعد استهدافها بدير الزور