صعّدت الوحدات الكردية المسلحة من عملياتها في الأونة الأخيرة في الشمال السوري، مع عودة الديمقراطيين إلى البيت الأبيض.
وقال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، في تصريحات لصحيفة "حرييت"، إن القضية الأكثر حساسية في العلاقات مع الولايات المتحدة هي دعمها لوحدات حماية الشعب الكردية الفرع السوري لمنظمة العمال الكردستاني.
ورأى أنه "في المفاوضات بشأن "أس400" يمكن التوصل إلى حل، ولكن المطلوب من واشنطن إعادة تقييم علاقتها مع وحدات حماية الشعب الكردية، وإذا لم نتمكن من إيجاد حل بهذا الشأن فلا يمكن الحديث عن تطور في العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة".
وأشار إلى أن الطرح الأمريكي بشأن وحدات حماية الشعب الكردية بأنها منفصلة عن منظمة العمال الكردستاني ليس له أي مصداقية.
وقالت الكاتبة التركية هاندي فرات، في مقال على "حرييت" التركية، إن التصريحات الأمريكية تظهر بأن الولايات المتحدة وحليفتها وحدة حماية الشعب الكردية، يسلكان لعبة جديدة في الشمال السوري.
ولفتت إلى أن هجمات الوحدات الكردية المسلحة تزايدت في المنطقة الآمنة التي أنشأتها تركيا في سوريا، بعد تغير إدارة البيت الأبيض.
وأكدت أن الهدف من الهجمات الأخيرة هو زعزعة الاستقرار والنظام الذي وفرته عمليات "غصن الزيتون" و"درع الفرات" و"نبع السلام" في سوريا، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة لم تمنع تلك الهجمات، ولم تذكر اسم "المنظمة الإرهابية" في إدانتها.
اقرأ أيضا: ما وراء نفي مسؤول أمريكي نية إقامة "دولة كردية" بسوريا؟
وأشارت إلى أن المؤشرات الأمريكية بشأن الملف السوري، تكمن في عودة بريت ماكغورك ولويد أوستن اللذين لديهما الفضل في صناعة الوحدات الكردية المسلحة، إلى الميدان في مناصب جديدة أكثر تأثيرا.
وأوضحت أن أحدهما أصبح منسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والآخر وزيرا للدفاع، وهذه الشخصيات تسهم في تشجيع وحدات حماية الشعب الكردية في هجماتها في الشمال السوري، وفصلها عن منظمة العمال الكردستاني، وشرعنتها كـ"منظمة سورية".
ولفتت إلى أن هذه المساعي السياسية تتسارع مؤخرا، مشيرة إلى تصريحات قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، والتي قال فيها: "نحن إخوة لحزب العمال الكردستاني، ولكن لا يوجد اتصال تنظيمي بيننا".
وأضافت أن تصريحات قائد "قسد"، جاءت بالتزامن مع تصريحات للممثل الأمريكي السابق ويليام روبوك الذي كان يشرف على الحوارات الكردية، والتي قال فيها إن بلاده لا ترى "قسد" جزءا من "العمال الكردستاني"، وهي جزء من عمليات القتال ضد تنظيم الدولة.
ونقلت تصريحات للسفير الأمريكي في أنقرة ديفيد ساترفيلد، أشار فيها إلى أن الدعم الأمريكي للمنظمة الكردية سيستمر، وأن السياسة الأمريكية تجاهها لن يتغير.
وشددت على أنه واقعيا لا يمكن الفصل بين وحدات حماية الشعب الكردية، ومنظمة العمال الكردستاني، والخطوات الأمريكية هي "ظاهرية" بشأنهما.
ما المطلوب من أنقرة؟
وحول الموقف التركي، أوضحت الكاتبة أن وجهة نظرها لم تتغير، وحساسيتها تجاه هذه المسألة واضحة، واستعداداتها للتطورات المحتملة متواصلة.
ولفتت إلى أن أنقرة تجري استعدادتها للتعامل مع منطقة سنجار التي تعد نقطة استراتيجية في حلقة الوصل بين منظمة العمال الكردستاني في العراق، وفرعها في شمال شرق سوريا، بهدف قطع الصلة بينهما لوجيستيا.
وأشارت إلى أن التطورات الأخيرة في شمال سوريا، تتطلب من أنقرة إجراء استعداداتها واتخاذ التدابير في مناطق غير سنجار.
وأوضحت أنه وفقا للمستجدات المحتملة، فإن المطلوب من أنقرة إعادة الاستقرار والنظام في مناطق عمليات "غصن الزيتون" و"درع الفرات" و"نبع السلام"، ولن يكون مفاجئا أنها قد تتخذ خطوات جديدة لمنع تصاعد الهجمات.
اقرأ أيضا: تحقيق استقصائي: هكذا تضغط "قسد" على صناع القرار الأمريكي
من جهته قال الكاتب التركي، أتشيتينار أتشيتين، في مقال على صحيفة "خبر ترك"، إن النقاشات بين أنقرة وواشنطن متواصلة حول مسار بايدن في سوريا.
ورأى أن سوريا ليست أولوية بالنسبة لإدارة بايدن، لافتا إلى تصريحات تلقاها من مسؤولين أمريكيين، بأن هناك إعادة تقييم لدى واشنطن بشأن العلاقة مع وحدات الشعب الكردية.
ولفت إلى أن أنقرة غير مقتنعة، بنفي واشنطن لها عن رغبتها في إنشاء دولة للوحدات الكردية المسلحة في الشمال السوري.
ونقل الكاتب عن مصادر أمريكية، أن واشنطن حذرت وحدات حماية الشعب الكردية، سبع مرات من القيام بأي عمليات استفزازية لتركيا في الآونة الأخيرة، وعلى الرغم من ذلك فإنها لم تستجب لذلك.
ورأى الكاتب التركي، أنه ليس لدى أنقرة الكثير من الخيارات، والمطلوب هو الدفع بعملية في سنجار لإفساد المخططات الأمريكية مع الوحدات الكردية المسلحة في المنطقة.
وأشار إلى أن المطلوب قطع العلاقات اللوجيستية بين منظمة العمال الكردستاني في العراق وفرعها في سوريا، وإعادةا لدبلوماسية، وإذا لزم الأمر التدخل المباشر.
تركيا تفتتح كلية طب ومعهدا بشمال سوريا.. ودمشق ترفض
رفض تركي لتصريحات أمريكية بشأن احتجاجات جامعة البوسفور
ما المطلوب من بايدن لإعادة العلاقات مع تركيا لسابق عهدها؟