قالت الحاخامة اليهودية أليسا وايز، نائبة رئيس منظمة صوت يهودي لأجل السلام؛ إنها "شعرت بالرعب" في أثناء تصفح صور القوميين البيض الذين اجتاحوا مبنى الكابيتول الأمريكي الشهر الماضي.
وأضافت بمقال في صحيفة
"الغارديان"، ترجمته "عربي21"، لم أكن "متفاجئة تماما،
لرؤية الكثير من الرموز النازية الصارخة. كان أحد الرجال يرتدي قميصا كتب عليه
"معسكر أوشفيتز"؛ وارتدى آخر قميصا مطبوعا عليه شعار 6MWE، الذي يرمز إلى 6
ملايين لم يكن كافيا، في إشارة إلى عدد اليهود الذين قُتلوا في المحرقة".
وتابعت: ليس هناك من
ينكر أن رئاسة ترامب أثارت عودة عميقة لمعاداة السامية في هذا البلد. حتى مع وجود
إدارة جديدة في واشنطن، تظل معاداة السامية تهديدا حقيقيا ومتزايدا في أمريكا
والعالم.
وأضافت: "يعمل
ائتلاف واسع من المنظمات التقدمية والناشطين والمجتمعات الدينية على تفكيك معاداة
السامية، إلى جانب جميع أشكال العنصرية والقمع الأخرى. لقد تأثرت بشكل كبير
بالمجتمعات المسلمة التي قامت بحراسة المعابد اليهودية وأحاطتها بالحماية وجمعت
الأموال لإصلاح المقابر اليهودية المخربة. لقد شجعني أولئك الذين يقومون بعمل رفض
السياسيين العنصريين الذين يعتمدون على الانقسام والخوف لإحكام قبضتهم على السلطة
السياسية. وقد تم التأكيد مرارا أننا لسنا وحدنا في هذا الصراع".
وأشارت إلى أن الحكومة
الإسرائيلية وحلفاءها اليمينيين "يستخدمون هذه اللحظة لمضاعفة حملتهم للمساواة
بين جميع أشكال معاداة الصهيونية المعارضة؛ الأخلاقية أو السياسية أو الدينية لدولة
قومية يهودية عرقية في فلسطين التاريخية بمعاداة السامية. هذه ليست محاولة صادقة لإنهاء
التعصب والعنف ضد اليهود. إنها مناورة ساخرة بشكل مذهل للحد من قدرتنا على محاسبة
إسرائيل على انتهاكاتها المستمرة لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين، وقد تبتلع شركة
فيسبوك الطُعم".
وقالت؛ إنه "استجابة
لضغوط الحكومة الإسرائيلية وداعميها، تتواصل شركة فيسبوك حاليا مع أصحاب المصلحة
للسؤال عما إذا كان انتقاد الصهاينة يقع ضمن فئة خطاب الكراهية وفقا لمعايير مجتمع
فيسبوك على وجه الخصوص، وتدرس الشركة ما إذا كان يجب اعتبار كلمة
"صهيوني" مرادفا لـ "يهودي" أو "إسرائيلي".
وتحظر سياسة فيسبوك
المتعلقة بخطاب الكراهية المهاجمة على أساس الخصائص المحمية بما في ذلك العرق
والجنسية والتوجه الجنسي. الأيديولوجيات السياسية، مثل الرأسمالية والاشتراكية أو
الصهيونية ولكن إذا اعتبر موقع فيسبوك كلمة "صهيوني" مرادفة لـ
"يهودي" أو "إسرائيلي"، فإن الصهيونية ستصبح فئة محمية بحكم
الأمر الواقع، مما سيكون له تداعيات بعيدة المدى وخطيرة على الفلسطينيين واليهود.
وبموجب هذه السياسة،
يمكن تصنيف المحاولات الشرعية لمحاسبة إسرائيل من خلال خطاب سياسي محمي دستوريا
على أنها خطاب كراهية وإزالتها من المنصة. وسيتم منع الفلسطينيين من استخدام
فيسبوك مثل أي شخص آخر للتحدث عن تجاربهم اليومية وتاريخهم وحياتهم؛ لأن واقعهم
يتشكل من خلال سياسة الفصل العنصري الصهيونية. هذه السياسة من شأنها فرض رقابة على
الخطاب الفلسطيني، والتمييز ضد الفلسطينيين كطبقة، وإسكات الحوارات الدقيقة حول
الصهيونية.
وتقول؛ إن التداعيات
التمييزية على الفلسطينيين أكثر من سبب كاف لرفض هذه السياسة. لكن هناك سبب مهم
آخر للتنديد بها. إن الخلط بين الصهيونية وكل اليهود وكثير منهم معادون للصهيونية
يكافحون إلى جانب الفلسطينيين من أجل حريتهم ومساواتهم هو في حد ذاته افتراض ضار.
إنه مبني على فكرة معادية للسامية؛ بأن اليهود موحدون في معتقداتنا وتوجهاتنا
السياسية. والأسوأ من ذلك، أنه يشير إلى أن جميع اليهود، في أمريكا وأماكن أخرى
حول العالم، موالون بشكل أساسي لحكومة أجنبية.
وهذه الخطوة المقلقة
من جانب فيسبوك هي جزء من توجه أكبر بكثير. حيث يعتمد فيسبوك في تعريفه لمعاداة
السامية على التعريف العملي الذي صاغه التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة (IHRA)، والذي يخلط معاداة
السامية مع جميع أشكال معاداة الصهيونية، بما في ذلك حملات المقاطعة وسحب
الاستثمارات لدعم الحرية وحقوق الإنسان للفلسطينيين.
بينما يزعم موقع فيسبوك أن
سياسته الحالية أضيق نطاقا منIHRA، فإن مديرة العمليات الخاصة به، شيريل ساندبيرغ، ردت على تغريدة
من آدم ميلستين - أحد أبرز مؤيدي التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA) والمتبرع اليميني
المتطرف للغاية، حتى إن إيباك نأت بنفسها عنه - قائلة إن IHRA وجهت نهج فيسبوك، وأن سياستهم تذهب بالفعل "إلى
أبعد من تعريف IHRA".
وقالت الحاخامة؛ إن أي
تعريف لمعاداة السامية يتضمن معاداة الصهيونية، من شأنه أن يهدد الاستقصاء
الأكاديمي، والخطاب السياسي المحمي دستوريا، وقدرة المنظمات غير الربحية على دعم
المشاريع في فلسطين ومن أجلها، كما صرح العديد من المدافعين عن حقوق الإنسان،
ودعاة حرية التعبير، والأكاديميين علنا.
ورأت أن هذا الخطر ليس
نظريا، ولقد تم بالفعل استخدام تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA) في محاولات لمنع
النشاطات التعليمية وإلغاء الفصول الجامعية. وحاول المشرعون تقنينها في قانون؛
وحاول عدد قليل منهم فرض عقوبات جنائية على مجرد التحدث علانية ضد الفصل العنصري
الإسرائيلي.
وأصبح هذا التعريف
مفضلا لدى المسيحيين الصهاينة، بمن فيهم وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، الذي
يعتقد أن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية سيعجل المجيء الثاني للمسيح، وعند هذه
النقطة يجب على اليهود اعتناق المسيحية أو الموت. بالكاد توجد فكرة معادية للسامية
أكثر من ذلك، ويشاركها على الأقل 10 ملايين مسيحي صهيوني في الولايات المتحدة.
MEE: الاكتفاء بقرار الجنائية ضد الاحتلال دون تفعيل لعب سياسي
كاتب يروي قصة طرده من "الغارديان" بسبب نقده لـ"إسرائيل"
MEE: لهذا ضم البنتاغون "إسرائيل" لمنطقة عمليات «سنتكوم»