قال جنرالان إسرائيليان إن "الحملة الدعائية التي يقودها بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية ضد العودة للاتفاق النووي الإيراني مبالغ فيها، وأن اعتباره لهذا الاتفاق يعرض أمن إسرائيل للخطر، مسألة مضللة وغير صحيحة".
وقال عومر بارليف ويائير غولان في حوار مطول مع موقع "زمن إسرائيل"، ترجمته "عربي21" إنهما "عارضا حرب نتنياهو العنيدة على الاتفاق النووي مع إيران الموقع عام 2015"، وأشارا إلى أنه "قبل ست سنوات عندما كانت الولايات المتحدة بقيادة الرئيس باراك أوباما، في خضم مفاوضات لصياغة اتفاق بين إيران والقوى العظمى، ساد الصمت في الكنيست والحكومة، وقدم نتنياهو بموهبته الخطابية رؤية مرعبة، ودأب على زراعة الخوف من التهديد الإيراني، دون أن يجرؤ أحد من وزرائه وقادة أجهزته الأمنية على معارضته، خاصة يائير لابيد وتسيبي ليفني وموشيه يعالون وأفيغدور ليبرمان".
غولان هو نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، وهو اليوم عضو كنيست عن حزب ميرتس اليساري، وله مواقف نقدية قاسية تجاه الحكومة الحالية ورئيسها بنيامين نتنياهو، أما عومر بارليف فهو القائد السابق في الجيش، وعضو لجنة الخارجية والأمن في الكنيست.
وأكدا أن "الاستثناء الوحيد جاء من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي آنذاك غادي آيزنكوت، الذي أكد أن الاتفاق يعمل، ويؤجل تحقيق الرؤية النووية الإيرانية لمدة 10-15 سنة، لأن 98٪ من المواد المخصبة تم إخراجها من إيران".
اقرأ أيضا: لماذا لا يضيق الإطار الزمني لـ"القنبلة الإيرانية" منذ عقدين؟
وأوضحا أن "بارليف أعلن معارضة إضافية، بقوله إن الاتفاق النووي ليس هو الأمثل، ويحتوي على عدد من نقاط الضعف الخطيرة التي لا ينبغي التشكيك فيها، ولكن بمجرد توقيعه يجب الاعتراف بأن محتواه يقلل في الواقع من القوة النووية، التي تشكل تهديدا مباشراً لإسرائيل في السنوات القادمة لذا فإن كل من يدعي أن الاتفاق يزيد من خطر التهديد النووي، يفعل ذلك إما بدافع الجهل، أو بدافع تضليل الجمهور الإسرائيلي بأكمله".
وأشارا إلى أن "ضباط الجيش الإسرائيلي يعبرون عن رأيهم في الوقت الفعلي، ويعتقدون أن الاتفاقية معقولة، وصحيحة لإسرائيل، صحيح أنه ليس اتفاقًا مثالياً، لكنه جيد، وقبل سنوات هذا ما أردناه، لأنه يعيد البرنامج النووي سنوات إلى الوراء، وقد قلنا هذه المواقف في الوقت الفعلي أمام لجان سرية، وأمام أعضاء الكنيست، وكذلك في المنتديات العسكرية المهنية".
ولفتا إلى أنه "في ظل الاتفاق نعلم على وجه اليقين أن إيران تخلصت من أطنان من المواد المخصبة، وعطّلت أجهزة الطرد المركزي، وتلميحات نتنياهو بأنهم تصرفوا سراً، ليست دقيقة، لأنهم لم يفعلوا، والاتفاق حقق إنجازات مذهلة لإسرائيل، وقادتها لا يخبرون الإسرائيليين بذلك".
غولان قال إن "هناك طابورا طويلا من كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي يعملون في المجال العام، لكنهم يخشون التحدث أمام نتنياهو، وهذا أمر محزن، لدينا عدد كاف منهم يعرفون المعلومات الاستخباراتية، ولذلك فإن الموقف الإسرائيلي الحالي الذي يصف العودة للاتفاقية النووية بأنها تعرض إسرائيل للخطر، خداع علني، لأنه عند التوصل لاتفاق مع العدو، يجب التوصل إلى حل وسط، أوباما فعل ذلك، وأنجز صفقة جيدة".
وأكد أنه "لا يوجد اتفاق كامل، لكن أوباما حقق إنجازات لم يكن بوسع إسرائيل تحقيقها بأي طريقة أخرى، لكن الإسرائيليين لا يفهمون ذلك، لقد أخذ ثمانية أطنان من المواد المخصبة، وأجبر إيران على التخلي عن التخصيب، وفرض الاتفاق قيوداً على المواد الإضافية والمياه الثقيلة، وأجل إنشاء معمل اليورانيوم المعدني حتى عام 2030، وفي النهاية فإن الاتفاق منع الإيرانيين من السير في اتجاه مفاعل نووي".
هذه التحالفات المتوقعة بين أحزاب الاحتلال عشية الانتخابات
مؤرخ إسرائيلي: اتفاق بايدن وإيران يمس باحتياجاتنا الحيوية
تقرير: "إسرائيل" تتحول إلى منصة عالمية للاتجار بالبشر