نشر
موقع "
نيوز ري" الروسي تقريرا تحدث فيه عن نية الرئيس الأمريكي جو
بايدن
تغيير أسلوب التعامل مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والتمسك بالبروتوكولات الرسمية،
مشيرا إلى أن ذلك قد يشير إلى رغبة أمريكية في التأثير على ترتيب ولاية العهد، في ظل
وجود شخصيات سياسية كبيرة معتقلة في إطار حملات القمع التي شنها ولي العهد ضد عدد من
أفراد العائلة المعارضين له.
وقال
الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن رغبة جو بايدن في تقليص نفوذ
ولي العهد محمد بن سلمان الذي يعد الحاكم الفعلي للمملكة، أثارت شكوكا بشأن إمكانية
تدخل الولايات المتحدة للتأثير على ترتيب ولاية العهد في المملكة.
وكان
ابن سلمان قد أدخل تغييرا على هذا الترتيب خلال حملة القمع التي استهدفت أبناء عمومته
واستمرت لسنوات، ومن بينهم بعض الشخصيات التي لا تزال تعتبر وجوها سياسية واعدة بالنسبة
للولايات المتحدة.
وأوضح
الموقع أن إدارة بايدن قررت تغيير أسلوب التعامل مع المملكة، من خلال الرغبة في الالتزام
الصارم بالبروتوكولات التقليدية في المفاوضات مع الرياض، وهو ما عبر عنه وزير الدفاع
لويد أوستن في مكالمة هاتفية مع ولي العهد محمد بن سلمان، الذي يشغل أيضا منصب وزير
الدفاع، تناولت أمن الحدود
السعودية والتصدي للأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار.
وكانت
جين بساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض قد أكدت أن إدارة بايدن، على عكس إدارة الرئيس
السابق دونالد ترامب، تعتزم العودة لأسلوب الحوار بين النظراء خلال المحادثات الثنائية
مع الرياض، ما يعني أن الرئيس الأمريكي يُفترض أن يتحدث مع الملك سلمان بن عبد العزيز.
إلا
أن بساكي شددت في الآن ذاته على أن مراجعة العلاقات مع الرياض لا تعني أن التعاون الأمني
بين البلدين سوف يتراجع. كما أكدت أن المملكة في موقع يمكنها من حماية نفسها من التهديدات،
مع التزام واشنطن بمواصلة العمل على هذا الصعيد حتى في ظل وجود خلافات بين الجانبين
حول بعض الملفات الأخرى.
واعتبر
الموقع أن هذه التصريحات تتصف بلهجة حادة تجاه ولي العهد محمد بن سلمان، الذي كان قد
لعب دورا قياديا في بناء العلاقات مع إدارة دونالد ترامب. وقد كانت هناك في الفترة
الماضية قنوات اتصال غير رسمية وقوية بين ولي العهد والبيت الأبيض، متجاوزة في غالب
الأحيان البروتوكولات الرسمية والإجراءات الأمنية الاعتيادية.
تأثير
ضغوط بايدن على مكانة ابن سلمان
والآن
يعتقد الخبراء أن بايدن سوف يسلط ضغوطا على ترتيب ولاية العهد في الرياض، بعد أن كان
محمد بن سلمان قد تدخل لتغيير هذا الترتيب خلال السنوات الماضية.
واعتبر
الموقع أن أقل ما يمكن أن تفعله الإدارة الأمريكية هو تسليط الضغوط على الرياض من أجل
الإفراج عن أهم الشخصيات المعارضة لولي العهد محمد بن سلمان. ومن بين هؤلاء شقيق الملك
الأمير أحمد بن عبد العزيز الذي اعتُقل خلال العام الماضي.
وهناك
أيضا ولي العهد السابق محمد بن نايف، وشقيقه الأكبر وأحد أعضاء هيئة البيعة الأمير
سعود بن نايف. وتدور باستمرار الكثير من الشائعات والتخمينات حول الحالة الصحية للملك،
ما يعني انتقال السلطة لولي العهد محمد بن سلمان دون مشاكل في ظل الظروف الراهنة.
وفي
حوار له مع موقع "نيوز ري"، عبّر نيل كيليام الباحث في معهد "تشاتام
هاوس" في بريطانيا عن شكوكه حول قدرة بايدن على التدخل في هذه المسألة.
وقال
كيليام: "قد يرغب بايدن في إظهار عدم رضاه حول ماضي محمد بن سلمان، لكن خطابه
المختلف نحو المملكة وولي العهد بشكل خاص لن تكون له علاقة بمسألة ولاية العهد".
واستبعد
كيليام أن تشهد العلاقات بين البلدين تغييرات كبيرة، بالنظر إلى المصالح الحيوية التي
تربط الولايات المتحدة بالسعودية.