قالت
صحيفة "
الغارديان" إن أكثر من 6500 عامل مهاجر من الهند وباكستان ونيبال
وبنغلاديش وسريلانكا لقوا حتفهم في
قطر منذ أن فازت بحق استضافة
كأس العالم قبل 10
سنوات.
وكشفت
بيانات من الهند وبنغلاديش ونيبال وسريلانكا عن حدوث 5927 حالة وفاة بين العمال المهاجرين
في الفترة 2011-2020. وبشكل منفصل، أفادت بيانات من السفارة الباكستانية في قطر بوفاة 824 حالة أخرى لعمال باكستانيين، بين عامي 2010 و2020.
وتعتقد
الصحيفة أن العدد الإجمالي للقتلى "أعلى بكثير"، حيث أن هذه الأرقام لا تشمل
الوفيات من عدد من البلدان التي ترسل أعدادًا كبيرة من العمال إلى قطر مثل الفلبين
وكينيا. كما لم يتم تضمين الوفيات التي حدثت في الأشهر الأخيرة من عام 2020.
ويرحج
نيك ماكجيهان مدير في FairSquare" Projects"، وهي مجموعة
مناصرة متخصصة في حقوق العمال في الخليج، أن العديد من العمال الذين ماتوا كانوا يعملون
في مشاريع البنية التحتية لكأس العالم.
ووقعت 37 حالة وفاة بين العمال المرتبطين مباشرة ببناء ملاعب كأس العالم، منها 34 مصنفة على
أنها "غير مرتبطة بالعمل" من قبل اللجنة المنظمة للحدث. لكن الخبراء
يشككون في استخدام المصطلح لأنه في بعض الحالات تم استخدامه لوصف الوفيات التي حدثت
أثناء العمل، بما في ذلك عدد من العمال الذين انهاروا وتوفوا في مواقع بناء الملاعب،
وفق الصحيفة.
تم الكشف
عن حصيلة القتلى المروعة في قطر في جداول طويلة من البيانات الرسمية التي تسرد أسباب
الوفاة: إصابات حادة متعددة بسبب السقوط من ارتفاع؛ الاختناق بسبب الشنق. سبب غير محدد
للوفاة بسبب التحلل.
ولكن
من بين الأسباب، فإن أكثرها شيوعًا حتى الآن هو ما يسمى بـ "الوفيات الطبيعية"،
وغالبًا ما تُعزى إلى قصور القلب الحاد أو فشل الجهاز التنفسي.
لكن
واستنادًا إلى البيانات التي حصلت عليها صحيفة "الغارديان"، تم تصنيف
69٪ من الوفيات بين العمال الهنود والنيباليين والبنغلاديشيين على أنها طبيعية. بين
الهنود وحدهم، 80٪.
وأوصى
تقرير صادر عن محامي الحكومة القطرية في عام 2014 بأن تكلف الحكومة بإجراء دراسة حول
وفيات العمال المهاجرين بسبب السكتة القلبية، وتعديل القانون "للسماح بتشريح الجثث... في جميع حالات الوفاة المفاجئة أو غير المتوقعة". لكن لم يتم تنفيذ تلك
التوصيات، حسب ما تقول الصحيفة.
وتتهم
منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحكومة القطرية بـ"التباطؤ في هذه القضية
الحرجة والملحة في تجاهل واضح لحياة العمال".
من
جهتها تقول الحكومة القطرية إن عدد الوفيات يتناسب مع حجم القوى العاملة الوافدة، وأن
الأرقام تشمل العمال ذوي الياقات البيضاء الذين ماتوا بشكل طبيعي بعد العيش في قطر
لسنوات عديدة.
وقالت
الحكومة القطرية في بيان صادر عن متحدث باسم الحكومة القطرية: "ومع ذلك، فإن كل
روح ضائعة هي مأساة، ولا ندخر جهدا في محاولة منع كل حالة وفاة في بلدنا".
وأضاف
المسؤول أن جميع المواطنين والأجانب يحصلون على رعاية صحية مجانية من الدرجة الأولى،
وأن هناك انخفاضًا مطردًا في معدل الوفيات بين "العمال الضيوف" خلال العقد
الماضي بسبب إصلاحات الصحة والسلامة في نظام العمل.
وقالت
اللجنة المنظمة لكأس العالم في قطر، عندما سُئلت عن الوفيات في مشاريع الملاعب:
"نحن نأسف بشدة لكل هذه المآسي ونحقق في كل واقعة لضمان تعلم الدروس. لقد حافظنا
دائمًا على الشفافية حول هذه القضية ونختلف في الادعاءات غير الدقيقة حول عدد العمال
الذين لقوا حتفهم في مشاريعنا".