ربط عضو الكونغرس الأمريكي الديمقراطي غريغوري ميكس، الفلسطينيين بصعود التعصب العالمي، وقال إنه سيتصدى لتصاعد العنصرية وجرائم الكراهية عندما يتحدث إلى القادة الفلسطينيين، بحسب تقرير نشره موقع "ميدل ايست آي" البريطاني.
وأشار التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إلى
أن ميكس، الذي يشغل منصب رئيس لجنة الشؤون الخارجية المتنفذة بمجلس النواب، أغدق بالثناء
على إسرائيل في مؤتمر افتراضي لمعهد بروكينغز يوم الأربعاء، وتعهد بتعزيز "العلاقات
الاجتماعية والاقتصادية والسياسية" لأمريكا مع حليفتها في الشرق الأوسط.
وقال ميكس: "أعرف مدى أهمية إسرائيل بالنسبة لنا
كشريك، وأنا ملتزم بهذه الشراكة".
وردا على سؤال حول استئناف المساعدات الإنسانية للفلسطينيين،
تحدث ميكس بشكل غامض عن تقديم المساعدة لأولئك الذين يحتاجون إليها، وبدلا من الرد
سلط الضوء على دعمه القوي لإسرائيل، والحاجة إلى مكافحة معاداة السامية.
واتهم الفلسطينيين بمعاداة السامية، قائلا: "أحتاج
أيضا إلى القول أنني أريد التأكد من أنني عندما أتحدث إلى الفلسطينيين - عندما تسنح
لي الفرصة لذلك، أعتقد أننا سنفعل ذلك - سأكون بمثابة صوت قوي ضد معاداة السامية، التي
كانت في تصاعد مع العنصرية في جميع أنحاء العالم وضد جرائم الكراهية".
وكان الرئيس السابق دونالد ترامب قد أوقف جميع أشكال
المساعدات الأمريكية تقريبا للفلسطينيين، بما في ذلك مساعدة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة
اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والمستشفيات في القدس الشرقية والمنح الأمريكية للسلطة
الفلسطينية.
وتعهد خليفة ترامب، الرئيس جو بايدن، باستعادة المساعدة،
لكن الديمقراطيين المؤيدين لإسرائيل والقوانين الأمريكية التي تفرض شروطا صارمة على
تمويل الفلسطينيين، قد تكون عقبة في هذا الجهد.
وتأتي تصريحات ميكس حول معاداة السامية وجرائم الكراهية
في سياق الدبلوماسية مع الفلسطينيين بعد أسابيع من الاقتحام العنيف لمبنى الكابيتول
الأمريكي من حشد من العنصريين البيض في محاولة لإحباط التصديق على انتخاب الرئيس جو
بايدن.
اقرأ أيضا: الكونغرس يصادق على غرينفيلد سفيرة جديدة بالأمم المتحدة
واتهم خليل جهشان، المدير التنفيذي للمركز العربي في
واشنطن، ميكس بـ "الكراهية ضد الفلسطينيين"، التي تستعدي ضحايا الصراع.
وقال جهشان لموقع ميدل إيست آي: "إنها [تصريحات
ميكس] إيذاء الضحية. هناك معايير مزدوجة هنا. الفلسطينيون ليسوا محتلين لتل أبيب. الفلسطينيون
ليسوا محتلين للقدس، بل بالعكس".
وردد أحمد أبو زنيد، المدير التنفيذي للحملة الأمريكية
من أجل حقوق الفلسطينيين، تصريحات مشابهة لتصريحات جهشان.
وقال إن "تعليقات النائب ميكس تقودني إلى الاعتقاد
بأنه مشوش بشأن الطرف من بين إسرائيل وفلسطين الذي يفرض احتلالا عسكريا وحشيا [على
الآخر]"، مضيفا أن ربط الفلسطينيين بجرائم معاداة السامية والكراهية ينم عن
"عدم احترام".
وقال أبو زنيد لميدل ايست آي: "حتى في السؤال عن
إعادة المساعدات الإنسانية للمستشفيات والمدارس واللاجئين الفلسطينيين، حول [ميكس]
الحديث إلى معاداة السامية وتحدث عن كيفية تناميها في جميع أنحاء العالم. ومن الواضح
أن عملية تفكيره [أن ذلك] هو خطأ الفلسطينيين. وهذا هو كل ما نحتاج إلى معرفته عن موقفه
الحالي ".
ولم يستجب مكتب ميكس لطلب ميدل إيست آي التعليق حتى وقت
نشر التقرير.
اتهمت بيث ميلر، مديرة الشؤون الحكومية في منظمة JVP Action، وهي مجموعة مناصرة سياسية مرتبطة بمنظمة Jewish Voice for Peace،
ميكس بإظهار "تحيز عميق الجذور ضد الفلسطينيين".
وقالت ميللر لموقع ميدل إيست آي: "من غير المقبول
أنه لا يستطيع التحدث عن الإفراج عن المساعدات - وهي خطوة دعت إليها مجموعات حقوقية
في جميع أنحاء العالم - دون التلميح إلى أن الفلسطينيين معادون للسامية. هذا مهين وغير
صحيح".
كما وجهت انتقادات إلى ميكس لفشله في "حتى ذكر الاحتلال
العسكري الإسرائيلي لفلسطين باعتباره السبب الرئيسي الذي يجعل الفلسطينيين يحتاجون
إلى مساعدات إنسانية".
وعلى الرغم من تنامي عنصرية العرق الأبيض، يواجه الفلسطينيون
والمدافعون عن حقوق الفلسطينيين، بمن فيهم أعضاء في الكونغرس، اتهامات بمعاداة السامية
في واشنطن، والتي يقول نشطاء إنها تهدف إلى إسكات الحوار حول الانتهاكات الإسرائيلية
ضد الفلسطينيين.
اقرأ أيضا: مرشحة بايدن للأمم المتحدة تتغزل بإسرائيل وتهاجم "بي دي أس"
وقال حاتم أبو دية، الرئيس العام لشبكة المجتمع الفلسطيني
الأمريكية (USPCN)،
إن معاداة السامية لا علاقة لها بالشعب الفلسطيني ونضاله من أجل الحرية. وأضاف إن الحكومة
الإسرائيلية هي "تاجر الكراهية والعنف الرئيسي في الصراع".
وقال أبو دية لموقع ميدل ايست آي: "ربما ينبغي عليه التحدث مع نتنياهو بشأن العنصرية واستعلاء
البيض والكراهية ضد الفلسطينيين والعرب والمسلمين".
وشدد ميكس، يوم الأربعاء، على أن المساعدات العسكرية
الأمريكية لإسرائيل يجب أن تظل غير مشروطة، حتى إذا مضت الحكومة الإسرائيلية في خططها
لضم أجزاء من الضفة الغربية، وهو ما أقر بأنه سيشكل ضربة قاتلة لحل الدولتين.
وقال إن مذكرة التفاهم لعام 2016 التي تمنح إسرائيل
3.8 مليار دولار من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين يجب أن تُترك على ما هي بغض النظر
عن سياسات الحكومة الإسرائيلية.
وقال "أنا من أشد المؤمنين بضرورة وقف الضم.. أنا
أيضا من أشد المؤمنين بأن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها. ولهذا السبب لا أترك مجالا
للالتباس فيما يتعلق بدعم مذكرة التفاهم، والتي لا ينبغي المساس بها على الإطلاق".
وقال عضو الكونغرس إنه قد تكون هناك أحكام في القانون
الأمريكي من شأنها أن تحد من كيفية استخدام المساعدة، لكنه أكد أنه لن يدعم أي جهد
لوضع شروط على المساعدة أو تقليصها.
وقال: "أريد أن أوضح لأصدقائي في إسرائيل ولرئيس
الوزراء نتنياهو على وجه الخصوص أن الضم ليس هو الطريق إلى الأمام، وأنه حل الدولتين
الذي علينا الجلوس على الطاولة كي نتوصل إليه".
وأضاف: "وأريد المساعدة في الجانب الآخر لأنني أدرك
بعض العوائق التي يعاني منها الفلسطينيون. لذا، أريد التأكد من أنني أرسل رسالة مماثلة
مفادها أننا نريد حل الدولتين. وأرسل أيضا رسالة مفادها أن مذكرة التفاهم، في الواقع،
واضحة تماما. لا أريد لأي شخص أن يحتار بشأن ذلك".
ومع ذلك، في العام الماضي عندما كان ميكس يتنافس من أجل
دعم التقدميين، لم يكن التزامه بمساعدة إسرائيل بهذا الوضوح.
قال ميكس لتايمز أوف إسرائيل في آب/ أغسطس الماضي:
"إن الضم لعنة على حل الدولتين، ولا يمكن لمؤيديه استخدام أمريكا لتبرير موقف
أو سياسة مؤيدة للضم.. على العكس من ذلك، يجب على أمريكا أن تكون صريحة في معارضتنا
من خلال ممارسة الضغط على نتنياهو في حال ضم أراض، بما في ذلك استخدام المساعدات الأمريكية
كورقة ضغط".
وقالت الناشطة الفلسطينية الأمريكية زينة عشراوي هاتشيسون،
إن ميكس تجنب بشكل استراتيجي التعامل مع "التأثير الموثق جيدا والمباشر للاحتلال
والفصل العنصري" على الفلسطينيين عند الحديث عن المساعدات.
وقالت عشراوي هاتشيسون لموقع ميدل إيست آي: "حتى
عند الإشارة إلى إمكانية التحدث مع الفلسطينيين، فإنه يشعر بأنه ملزم بإعادة تأكيد
الالتزام غير المشروط والثابت لإسرائيل واستخدام آفاق المساعدة كوسيلة لخدمة المصالح
الإسرائيلية".
وأضافت: "وهذا يسلط الضوء على التهميش المستمر والمتعمد
للفلسطينيين وحقوقنا في الخطاب السياسي ويسمح لإسرائيل بمواصلة انتهاكاتها دون عقاب".
في أواخر عام 2020، فاز ميكس، من نيويورك، بشكل مريح
في تصويت ديمقراطي داخلي لصالح رئاسة لجنة الشؤون الخارجية، متفوقا على عضو الكونغرس
خواكين كاسترو، الذي وعد بنظرة أكثر تقدمية للسياسة الخارجية، بما في ذلك إعطاء صوت
للفلسطينيين في اللجنة.
حل ميكس محل إليوت إنغل، وهو من صقور [الحزب الديمقراطي]
المؤيدين بشدة لإسرائيل، كرئيس للجنة. في العام الماضي، وقد خسر إنغل مقعده في مجلس
النواب أمام تحد في الانتخابات الداخلية للحزب من قبل جمال بومان، المشرع التقدمي الذي
ينتقد سياسات الحكومة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
وقال جهشان، من المركز العربي بواشنطن، إن الدعم غير
المشروط الذي تتمتع به إسرائيل في الكونغرس - كما يتضح من تعليقات ميكس - يضر بمصالح
أمريكا وآفاق السلام في المنطقة.
وقال جهشان: "لقد ساهم ذلك على مر السنين في التعنت
الإسرائيلي - لا سيما من جانب الحكومات مثل الحكومة الحالية بقيادة نتنياهو - لأنه
يعلم أنه بغض النظر عما يفعله، فهو محمي".
وأضاف أن الدعم الكلامي لحل الدولتين من قبل السياسيين
الأمريكيين لا معنى له دون الضغط على إسرائيل لإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية.
وقال جهشان عن حل الدولتين: "إنه مجرد خدعة، يواصلون
ذكره كشعار للحملة لكن لا أحد يعمل بجدية على تحقيقه .. لو كانوا كذلك، لما سمح لإسرائيل
ببناء المستوطنات بهذه الحرية ومصادرة الأراضي وانتهاك حقوق الشعب الفلسطيني".
من جهته، قال أبو دية، من شبكة المجتمع الفلسطيني، إن
تأكيدات ميكس يوم الثلاثاء تؤكد على ضرورة أن تسعى حركة الحقوق الفلسطينية إلى إيجاد
حلفاء في "الشارع" مع ناشطين من المجتمعات المضطهدة الأخرى، بما في ذلك حركة
حياة السود مهمة - وليس فقط في واشنطن.
وقال أبو دية لموقع ميدل إيست آي: "من المؤسف للغاية
أن يعرب عضو الكونغرس ميكس عن دعمه القاطع وغير المشروط لإسرائيل، حتى لو مضت قدما
في عملية الضم".
"ويجعل
العضو الديمقراطي من الواضح جدا ما نعرفه بالفعل، وهو أنه بغض النظر عن الحزب الذي
ينتمون إليه، فإن الغالبية العظمى من أعضاء الكونغرس الأمريكي يتجاهلون الحقوق المدنية
والإنسانية للفلسطينيين"، وفق قول أبو دية.
MEE: الجرافات الإسرائيلية تستهدف المزارعات الفلسطينيات
MEE: الاكتفاء بقرار الجنائية ضد الاحتلال دون تفعيل لعب سياسي
NYT: محام سعى لعفو من ترامب عن جورج نادر لنقله للإمارات