جاءت دعوة رئيس برلمان طبرق لعقد جلسة في مدينة سرت، لتضع عقبات إضافية أمام التئام مجلس النواب الليبي في جلسة ستخصص لمنح الحكومة الليبية الجديدة الثقة.
الدعوة لاقت تحفظا من قبل بعض النواب، باعتبار أن سرت وبعض المدن الأخرى غير آمنة أو مجهزة من الناحية الفنية لعقد جلسة فيها، إضافة إلى أن بعض النواب لا يستطيعون الحضور لأسباب قد لا تكون بعيدة عن الصراع بين معسكري الشرق والغرب، في حين رآها محلل سياسي تحدث لـ"عربي21" رغبة من "عقيلة" بعقد الجسلة في مكان يسيطر عليه حفتر والمرتزقة.
اقرأ أيضا: عقيلة صالح يدعو البرلمان للاجتماع بسرت لمنح الثقة للحكومة
سرت والمرتزقة
وفي إفادة موجهة إلى مجلس النواب حول الوضع في سرت، أكد رئيس اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 اللواء أحمد أبوشحمة أن مدينة سرت ما زالت تحت سيطرة القوات الأجنبية والمرتزقة.
وأوضح أبوشحمة في بيان له أنه لا توجد أي قوة شرعية تؤمّن المدينة، مشيرا إلى أن الأمر يعود إلى أعضاء مجلس النواب لاختيار المكان المناسب لاجتماعهم بالتنسيق مع الجهات الأمنية المختصة.
وأضاف أبوشحمة أن اللجنة العسكرية المشتركة تقدر حرص النواب على عقد جلسة للبرلمان مجتمعا لإعطاء الثقة لحكومة الوحدة الوطنية، وقال إنهم لجنة فنية عسكرية دورها يتلخص في وقف إطلاق النار وحقن دماء الليبيين وإخراج الأجنبي من التراب الليبي.
غدامس
من جهته، قال عضو مجلس النواب جبريل أوحيدة، إنه لا بد أن تتوفر حكمة لدى رئاسة مجلس النواب لتحديد مدينة آمنة يأتي لها الجميع لعقد جلسة منح الثقة للحكومة.
وأضاف في حديث لقناة فبراير، أن الجلسة يجب أن تعقد في مدينة يأتي إليها الجميع، كمدينة غدامس التي شهدت مؤخرا جلسة بحضور 127 نائبا، وهي آمنة ويمكن أن يأتي إليها جميع النواب.
وعن إمكانية عقد الجلسة في طبرق، قال: "منذ فترة لم يحضر جلسات البرلمان هناك أكثر من 60 نائبا، وهذا يعني أن هناك من لديه مشكلة في القدوم إلى طبرق أو بنغازي أو طرابلس، ولذلك يجب أن نبتعد عن أي مدينة قد تكون مثار جدل وخلاف بين النواب".
وعن إمكانية عقد الجلسة في سرت قال: "سرت غير جاهزة لوجستيا بعد أن تعرضت لدمار، وهي تحتاج إلى وقت كبير للتجهيز للجلسة وهي ليس بها مطار الآن، فضلا عن أنها من المدن الجدلية أيضا بالنسبة لتمكن حضور النواب إليها".
اقرأ أيضا: ماذا لو فشل "دبيبة" في الحصول على ثقة البرلمان والملتقى؟
المحلل السياسي، فيصل الشريف قال في حديث خاص لـ"عربي21"، إن "عقيلة" يرغب في أن ينعقد مجلس النواب في سرت أو طبرق، أي في المناطق التي تقع تحت سيطرة قوات حفتر، ومرتزقة الفاغنر الروس، لافتا إلى أن أعداد النواب الكبيرة التي حضرت في غدامس ثم طرابلس ثم صبراتة لم تستطع فعل أي شيء، ولم تتمكن من منح الثقة للحكومة، رغم توفر النصاب وحضور النائبين الأول والثاني.
ولهذا يرى الشريف أن "عقيلة ينجح حتى اللحظة في إدارة الأمور وفق ما صرح به منذ البدء، فهو من سيحدد مكان الانعقاد ثم سيفرض جدول الأعمال بحيث يتفادى أي بند يوضع لتغيير الرئاسة التي تستهدف إزاحته وتسليم الرئيس لشخصية من فزان (في الجنوب) وفق التوافقات التي تم اعتمادها".
وشدد المحلل السياسي على "ضرورة البحث عن منح الثقة للحكومة لتدور العجلة، بغض النظر عن مكان الانعقاد أمام حجم الاستحقاق الذي يخدم مصلحة الليبيين في خلق انفراجات سياسية وصولا إلى الاستحقاق الانتخابي في ديسمبر المقبل".
وزارات مقابل منح الثقة.. هل تعرض دبيبة للابتزاز من البرلمان؟
باشاغا يكشف تفاصيل محاولة اغتياله.. ودعوات لانتظار التحقيق
تحقيق: تفاصيل اللوبي الإماراتي في واشنطن "الأكبر عربيا"