تتوالى في الأيام الماضية قرارات دولة الجباية، ما يصبح
المصريون على قرار بتطبيق قرارات جديدة إلا ويمسون على قرارات جديدة، وكلها تصب في جيوب حكومة الجباية.
وكأن الشعب المصري في هذه الأيام يعمل فقط من أجل مصلحة لصوص الجباية، وكيف لا ولديهم برلمان مهترئ ما هو إلا ديكور فقط للحبكة الدرامية والإعلامية أمام العالم الغربي. والحقيقة هي أن البرلمان أحد جيوب لصوص الجباية يأتمر بأمر لصوص أقصد جنرالات العسكر. ونذكر هنا كلمة ممدوح شاهين، أحد "ترزية" القانون لدى لصوص العسكر: "الورق ورقنا"، ويخرج علينا سحرة فرعون للشعب متحدثين عن فوائد هذه القرارات للشعب المسكين الكادح، وأن هذه القرارات في صالح الوطن الذي يعاني المؤامرات الخارجية المعوقة لنهضته، ذات المقولة من رواية مزرعة الحيوانات لجورج أورويل.
أتذكر خروج المصريين منذ شهور اعتراضا على قرارات إزالة المساكن، فأين لهم البديل؟ ولم لا تطبق الإزالات إلا على المساجد دون غيرها؟
ويظهر هنا لصوص الجباية بقرارات جديدة بعد قرارات المصالحة العقارية بقرارات التسجيل العقاري.
ما تعبت دولة الجباية بإصدار قرار يعتقد المواطن المسكين أنه أخيرا سيشعر بالراحة إلا وتأتيه قرارات جديدة تنغص عليه العيش.
قرأت على إحدى صفحات السوشيال ميديا كوميكس ساخر ولكنه أصاب كبد الحقيقة، فيقول: "أنا نفسي اترك البلد وامشي لولا أن الواحد عنده حكومة يصرف عليها"، وهي والله عين الحقيقة.
يخرج
السيسي على المصريين كل يوم بمطالب جديدة.. تبرعوا لمشروع قرى مصر ومشروع كذا وكذا، أم نسيت وعودك الكاذبة يا طبيب الفلاسفة؟
يجب أن ترعى الدولة أبناءها وتزيل أمامهم الصعاب وليس العكس، فكيف بموظف قطاع عام كمثال يتقاضى راتبا ما ولديه أسرة مكونة من طفلين وزوجة، مع غلاء الأسعار واستقطاعات حكومة الجباية من راتبه شهريا من أجل صندوق الفنكوش تحيا مصر (ليتها تحيا) وأشياء أخرى هو لا يعلم عنها شيئا. يتم الاستيلاء على مقدرات الوطن ونهب وقوت أبنائه من قبل ثلة من لصوص العسكر، فأنّى له بعيش كريم.
لصوص الجباية يبرعون في جعل جيوب المواطنين خاوية على عروشها دائما عبر تحصيلات، دمغات.. تارة جمع قمامة، وتارة فواتير كهرباء مبنى الإذاعة والتلفزيون، لتشعر أنك تعيش في أحد أفلام الرسوم المتحركة.
إذن ما الحل؟
الحل من وجهة نظري، وهو ما يستطيع المصريين القيام به ولا يتعرضون لآلة البطش، هو "العصيان المدني" نعم
الإضراب الكامل.. لا شيء غير المكوث في البيت لمدة معينة، اعتراضا على سرقة مصر من قبل حفنة لصوص الجباية المرتدين حللا عسكرية.
ألا يتذكر المصريون أحداث 1977 (انتفاضة الخبز في عهد السادات)، وكيف خرج المصريون إلى الشوارع لأن الأسعار زادت بضع مليمات وليس بضع جنيهات، ورجع السادات عن قرارات رفع الأسعار؟
ألا يتذكر المصريون مسيرات الإصلاح في عام 2005 والتي دعا لها الإخوان المسلمون، ومسيرات القضاء وحركة كفاية التي لم يستطع النظام حينها كسرها وكان لها الأثر في تأخير مشروع التوريث؟
إضراب 6 نيسان/ أبريل 2008، وإضراب عمال غزل المحلة، وكيف ارتعب نظام مبارك من هؤلاء الشباب الذين غيروا معادلة معركة التغيير؟
من يقول إن الشعب لن يقوم بشيء ولا يستطيع؛ أقول له بل يستطيع الشعب فعل الكثير، وأقصد بالشعب من لديهم شعور الحرية وأنهم ليسوا عبيدا للصوص الجباية.
بعد سبع سنوات من الانقلاب والكثير من وعود إبليس أقصد السيسي، والتي هي هباء منثور وكالعهن المنفوش.
ورغم أن لصوص الجباية لهم من المؤيدين الكثيرين الذين يؤيدون كل قرارات الشحاذة من الخارج والداخل معتقدين أن قرارات لصوص العسكر لن تطال جيوبهم، تجد على صفحات السوشيال ميديا كتابات لمؤيدي السيسي يشكون لهيب قرارات
الضرائب والرسوم والدمغات، فيحضرني مشهد الممثل عادل إمام في أحد مسرحياته عندما يطلب مقابل خدمة ما مبلغا معينا "لتسديد ديون مصر".
الحل إذا هو العصيان المدني والإضراب العام المرتب ترتيبا احترافيا، مع أخذ المصريين إجراءات الوقاية من تخزين مواد غذائية لمدة لا تقل عن أسبوعين إلى شهر تدريجيا، وعندما تحين لحظة بداية الإضراب العام لن يستطيع العسكر ولصوص الجباية كسر الشعب أو الإضراب الكامل، لينزلوا على رغبة أبناء الوطن من الأحرار.
وتذكروا مقولة الكاتب غسان كنفاني عن كسرة الخبز حين قال: يسرقون رغيفك ثم يعطونك منه كسرة ثم يأمرونك أن تشكرهم على كرمهم.. يا لوقاحتهم.
هكذا هم لصوص العسكر، يسرقون رغيفك ثم يعطونك منه كسرة ثم تطلبون منك إبداء الشكر والعرفان.
فلنرفع شعار العصيان المدني والإضراب العام في ربوع مصر لاسترداد الوطن من براثن الاحتلال العسكري لمصر.
دمتم ثواراً لوطنكم لحريته جنوداً مقاومين.