الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح، سليمان الحكيم، جورج باتريك، محمود حسين
وغيرهم، كلها أسماء تخص سياسيين وصحفيين وكتاب مصريين، اعتقلوا بعد عودتهم إلى مصر،
وزج بهم في السجون، كان آخرهم الكاتب والصحفي جمال الجمل.
واعتقلت السلطات المصرية الكاتب الصحفي، جمال الجمل، في مطار القاهرة، عقب وصوله من تركيا، قبل أيام، حيث انتقل للعيش هناك قبل سنوات، بعد التضييق عليه أمنيا
وإعلاميا؛ بسبب مقالاته الناقدة للنظام الحاكم في مصر.
وسبق الجمل آخرون، ففي كانون الأول/ ديسمبر2016، ألقت قوات الأمن القبض
على الصحفي محمود حسين بقناة الجزيرة لدى عودته إلى مصر في عطلة قادما من الدوحة، حيث
يعمل في قناة الجزيرة.
في تشرين الأول/ نوفمبر 2017، اعتقلت قوات الأمن الكاتب الصحفي الراحل
سليمان الحكيم، من منزله بعد عودته من تركيا، وظهوره على قناة "مكملين" المعارضة،
ومهاجمته للنظام.
في شباط/ فبراير 2018، ألقت قوات الأمن القبض على المرشح الرئاسي السابق،
ورئيس حزب مصر القوية، الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، بعد عودته من لندن.
في شباط/ فبراير 2020، اعتقلت قوات الأمن المصرية الباحث الحقوقي وطالب
الماجستير المصري باتريك جورج، في مطار القاهرة الدولي، إثر عودته من إيطاليا التي
يدرس فيها.
التحقيقات مع الجمل
بشأن ملابسات القبض على الجمل والتحقيقات معه، كشف المحامي والحقوقي
المصري ناصر أمين أنه "لا جديد حتى الآن بخصوص قضية الكاتب الصحفي".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21": "نحن بانتظار إخطار النيابة
لنا بتحديد موعد للجلسة (التحقيقات معه)، وسوف نحضرها معه بكل تأكيد".
وفيما يتعلق بالتواصل مع الجمل، أكد أمين أنه "لا توجد أي معلومات
جديدة بشأن القضية، سوى التي نشرتها على صفحتي على فيسبوك".
وكان أمين أعلن أن مكتبه سوف يتولى مهام تقديم الدفاع القانوني عن الكاتب
الصحفي جمال الجمل، والذي قرر العودة طواعية من إسطنبول، مشيرا إلى أن السلطات الأمنية
أحالته إلى نيابة أمن الدولة العليا، والتي أمرت بدورها بحبسه احتياطيا على ذمة التحقيقات
التي تجريها في القضية رقم ٩٧٧ لسنة 2017 حصر أمن الدولة عليا.
"أكذوبة وفخ"
واتهم القاضي محمد سليمان، أحد رموز تيار استقلال القضاء، السلطات المصرية
بالكذب، قائلا: "مقولة تعال وعارض من الداخل، أكذوبة تبثها أبواق السيسي الإعلامية؛ للإيهام بوجود حرية رأي في مصر، ويظنون بذلك أنهم يخدعون الخارج والمنظمات الحقوقية
الدولية".
وأضاف لـ"عربي21": "هي محاولة فاشلة لتحسين صورة النظام، ومواجهة توصيفه بالديكتاتوري والاستبدادي، لكن الواقع يؤكد كل يوم حقيقة ذلك النظام
القائم على القمع والاستبداد، وترسيخ مبدأ الصوت الواحد الصوت الذي ينافق ويداهن النظام".
بشأن تعويل المعارضة على تدخل الولايات المتحدة لإطلاق سراح الجمل وغيره،
أشار إلى أنه "ربما تغير الوضع بعد وصول بايدن للحكم من خلال مراقبته لأوضاع حقوق
الإنسان في مصر والشرق الأوسط، وهو ما سيحدث نوعا من الضغوط الخارجية على النظام ربما
تؤدي لتغير في المشهد ستكشف عنه الأيام القادمة".
"المعارضة من السجن"
الناشط السياسي والحقوقي عبد الرحمن عاطف، قال لـ"عربي21":
"لا يوجد شيء في عالم السياسة يسمى المعارضة من الداخل أو الخارج، وما يحدث أن
الإعلام المصري يحاول جرف قضية رحيل السيسي إلى معارضة من الداخل والخارج".
وبشأن رسالة النظام من اعتقال المعارضين العائدين، أكد أن "رسالته واضحة بأنه لا معارضة لنظامه إلا بالسجون، وإلا لماذا لا يطلق سراح آلاف المعارضين
من كافة التيارات السياسية في سجون البلاد، وهي رسالة للمعارضين بالداخل والخارج بأن
مصيركم السجن".
واستدرك عاطف: "النظام لم يترك معارضين له بالداخل، وفي الخارج
حوّل مقار السفارات والقنصليات إلى مقار أمنية واستخباراتية لملاحقة النشطاء المعارضين
والتضييق على أسرهم بمصر، وهو نوع جديد من التنكيل والقمع للمعارضة".
ورأى الناشط السياسي والحقوقي أن "التقرير الاستخباراتي الأخير
بشأن مقتل خاشقجي هدفه إعلان توجه إدارة بايدن لتخويف بعض الأنظمة الديكتاتورية بالشرق
الأوسط؛ من أجل استخدامها في الإفراج عن أسماء وأفراد من المعارضين في سجون النظام".