ناقشت صحيفة لوفيغارو الفرنسية، أبعاد ومخاطر سيطرة الحوثيين على مدينة مأرب، في المعركة المحتدمة مع الحكومة اليمنية.
وأكدت الصحيفة أن خسارة مأرب ستكون نكسة رهيبة للمملكة العربية السعودية وداعميها الدوليين في هذه الحرب اليمنية، التي بدأت في عام 2014 باحتلال الحوثيين لمدينة صنعاء، ليستولوا منذ ذلك الحين على أكثر من نصف البلاد، ما أدى إلى تدخل التحالف الموالي للسعودية منذ ربيع عام 2015.
وأدت الحرب منذ ذلك الحين إلى تقسيم اليمن إلى كيانين اثنين، وإلى مقتل عشرات الآلاف من المواطنين، متسببة في "أسوأ أزمة إنسانية" على هذا الكوكب، وفقاً للأمم المتحدة.
الصحيفة قالت، الاثنين، إن المعركة الجارية تعتبر بمثابة "المعركة المفتاح"، التي يخوضها الحوثوين بقوة لمحاولة السيطرة على آخر معقل للحكومة المدعومة عسكريا من التحالف السعوي وسياسيا من الولايات لمتحدة.
الصحيفة الفرنسية قالت إن كلّ الأنظار موجهة منذ ثلاثة أسابيع، صوب مأرب الغنية بالنفط، الواقعة على بعد 120 كيلومترا شرقي العاصمة صنعاء، والتي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة، بما في ذلك مئات الآلاف من النازحين جراء الصراع اليمني اللامتناهي.
وأشارت الصحيفة إلى أن القتال العنيف في مأرب تسبب في سقوط 50 قتيلاً على الأقل يوم السبت المنصرم؛ وأكثر من 60 قتيلاً يوم الجمعة، وهو أكثر الأيام دموية منذ استئناف هجوم الحوثيين في 8 شباط/ فبراير ضد مأرب؛ والذي أدى إلى فرار عشرات العائلات، وسط تزايد المخاوف من حدوث تصعيد واسع النطاق للحرب.
وحذّرت الصحيفة من مغبة أن الِقتال في مأرب وضواحيها سيؤدي إلى نزوح جماعي على نطاق لم يسبق له مثيل منذ بداية الحرب اليمنية، كما تخشاه المنظمات غير الحكومية، التي تدعو المجتمع الدولي إلى ضمان وقف فوري لإطلاق النار، ما سيؤدي إلى ترتيبات أمنية وسياسية، قبل إطلاق مفاوضات حول المستقبل المؤسسي لأفقر الدول العربية.
فعلى الأرض، يعتزم الحوثيون تعزيز مكاسبهم، ليس فقط في مأرب، ولكن أيضا على الجار السعودي الذي يكثفون هجماتهم ضده في الأسابيع الأخيرة، وفقا لـ"لوفيغارو"، مشيرة إلى اعتراض التحالف بقيادة السعودية يوم السبت صاروخا باليستياً استهدف العاصمة السعودية، من دون وقوع إصابات ولكن تضرر منزل.
وأتى الهجوم بالتزامن مع استضافة السعودية سباق الجائزة الكبرى للفورميولا-إي بحضور ولي العهد محمد بن سلمان في الدرعية، إحدى ضواحي الرياض.
ووفق آخر المستجدات، أعلن الجيش اليمني، الاثنين، عن استعادة مواقع عسكرية استراتيجية، في المحافظة إثر معارك مع الحوثيين، فيما أفاد وزير يمني بأسر المئات من مسلحي الحوثي، بينهم أطفال.
جاء ذلك حسبما نقله موقع "سبتمبر نت" التابع للجيش، عن قائد جبهة مديرية جبل مراد جنوب غربي مأرب، العميد الركن حسين الحليسي، وقال إنه "تم إحباط هجوم حوثي على مواقع الجيش في جبهة رحبة".
وأوضح أن "الجيش شن بعدها هجوماً عكسياً كبد من خلاله المليشيات الحوثية خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، وتمكن من تحرير واستعادة مواقع عسكرية استراتيجية في رحبة"، دون ذكر تفاصيل.
اقرأ أيضا: قتلى بالجيش اليمني بمعارك مأرب.. وصواريخ حوثية باليستية
ومنذ 7 شباط/ فبراير الماضي، تشهد جبهات القتال في مأرب معارك عنيفة؛ حيث يسعى الحوثيون للتقدم نحو مركز المحافظة الغنية بالنفط، والمعقل الرئيس لقوات الحكومة.
ويشهد اليمن حربا منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
الجيش اليمني يعلن استعادة مواقع استراتيجية في مأرب
حراك دبلوماسي ومعارك طاحنة تشهدها الساحة اليمنية
نائب رئيس برلمان اليمن يدعو للنفير العام ويحذر من سقوط مأرب