انتقدت الهند، ثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم، قرار تحالف "أوبك+" بمواصلة تخفيضات الإنتاج في الوقت الذي ترتفع فيه أسعار الخام.
واتفقت أوبك وحلفاؤها، الخميس، على عدم زيادة الإمدادات في نيسان/أبريل إذ يترقبون تعافيا أكبر للطلب في ظل جائحة فيروس كورونا. وزادت أسعار الخام بعد الإعلان وهي مرتفعة 33 بالمئة منذ بداية العام.
واستثنى القرار روسيا وكازاخستان، حيث سمح لهما بزيادة محدودة في الإنتاج بمقدار 130 ألفا و20 ألف برميل يوميا على الترتيب.
وفاجأت السعودية الأسواق بتمديد خفض طوعي لإنتاجها من النفط الخام بمليون برميل يوميا لنفس الفترة.
وقفزت أسعار النفط بأكثر من 3 بالمئة، الجمعة، لتبلغ أعلى مستوياتها في نحو 22 شهرا على خلفية قرار "أوبك+".
وبحلول الساعة 16:00 بتوقيت غرينتش قفز خام برنت القياسي 3.2 إلى 68.84 دولارا للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ أيار/مايو 2019، وقفز خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي، 2.9 بالمئة إلى 65.75 دولارا للبرميل وهو أعلى مستوى منذ تشرين الأول/أكتوبر 2018.
وحثت الهند، التي تضررت بشدة جراء ارتفاع أسعار النفط، المنتجين على تخفيف تخفيضات الإنتاج ومساعدة الاقتصاد العالمي على التعافي من جائحة فيروس كورونا.
وقال وزير البترول والغاز الطبيعي الهندي دارمندرا برادان، الجمعة، لرويترز: "كإحدى كبار الدول المستهلكة للخام، فإن الهند تشعر بالقلق من أن مثل تلك التحركات من جانب الدول المنتجة لديها القدرة على تقويض التعافي الذي يقوده الاستهلاك وإلحاق الضرر بالمستهلكين بشكل أكبر، على الأخص في سوقنا الشديدة التأثر بالسعر".
وقال برادان: "أحزننا قرار أوبك+. ليس نبأ جيدا للهند والصين واليابان وكوريا ودول مستهلكة أخرى".
وتستورد الهند، ثالث أكبر اقتصاد في آسيا، نحو 84 بالمئة من احتياجاتها النفطية، وتعتمد على إمدادات الشرق الأوسط لتلبية نحو ثلاثة أخماس الطلب.
وأضاف برادان: "لا نزال نناشد منتجي النفط إيجاد بديل. الانصراف عنا (كدول مستهلكة للنفط) ليس في مصلحة أي من الطرفين. ارتفاع أسعار النفط قد يعود بالنفع على مجموعة من الدول المنتجة، لكن إذا انصرفت عن مستهلكين، قد يؤدي ذلك إلى البحث عن بدائل".
ويشكل صعود أسعار النفط تحديات مالية للهند، حيث لامست أسعار البيع بالتجزئة للوقود الخاضعة لضرائب كبيرة في الآونة الأخيرة مستويات مرتفعة قياسية، مما يهدد التعافي المدفوع بالطلب.
وردا على طلبات الهند المتكررة بزيادة الإنتاج، قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان أمس الخميس إنه يتعين على الهند بدء استخدام النفط الذي اشترته بسعر زهيد خلال انهيار الأسعار العام الماضي.
لكنه قال: "سنواصل العمل مع بعضنا البعض... نشاركهم (الهند) وجهة نظرهم في أن تجنب تقلب (في الأسعار) سيساعد كلا من المنتجين والمستهلكين".
ورفع غولدمان ساكس كوموديتيز ريسيرش توقعه لسعر خام برنت للربعين الثاني والثالث خمسة دولارات للبرميل بعد أن أبقت أوبك وحلفاؤها اتفاقهم لخفض الإمدادات دون تغيير وقال إن "انضباط منتجي النفط الصخري" على الأرجح وراء زيادة إنتاج المجموعة بوتيرة أبطأ.
وقال البنك في مذكرة، الخميس، إنه يتوقع الآن أن تبلغ أسعار برنت 75 دولارا للبرميل في الربع الثاني و80 دولارا للبرميل في الربع الثالث من 2021.
وأضاف: "نعتقد أنه من الواضح حاليا أن أوبك+ في الحقيقة تنتهج استراتيجية سوق النفط التي تتسم بالشح، فيما يشير ميزان العرض-الطلب المحدث لدينا إلى أن (مخزونات) دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تنخفض لأدنى مستوياتها منذ 2014 بحلول نهاية العام الجاري".
وخفض البنك توقعه لإنتاج أوبك+ 0.9 مليون برميل يوميا على مدى الأشهر الستة المقبلة، وقال إن الإمدادات من النفط الصخري وإيران وخارج أوبك ستظل غير مرنة بشدة على الأرجح تجاه الأسعار حتى النصف الثاني من 2021، مما يسمح لأوبك+ بإعادة موازنة سوق النفط سريعا.
وقال البنك إن المسألة الرئيسية ستكون "رد الفعل المحتمل للإمدادات الصخرية، بيد أن أحدث موسم للأرباح يشير إلى أن المستثمرين ما زالوا بعيدين عن تعويض النمو".
وزاد محللو "يو.بي.إس" توقعاتهم لمزيج برنت إلى 75 دولارا للبرميل، والخام الأمريكي إلى 72 دولارا للبرميل في النصف الثاني من 2021.
وإضافة إلى قيود الإنتاج واتساع توزيع اللقاحات، يراهن المحللون على حزمة تحفيز ضخمة لإنعاش الاقتصاد الأمريكي بمقدار 1.9 تريليون دولار، يأملون أن تساهم بإنعاش الطلب على الوقود.
"أوبك+" تخالف التوقعات وتدرس تمديد خفض إنتاج النفط
تطعيمات كورونا تنعش أسواق النفط.. وأسعار الخام ترتفع مجددا
هل استعادت سوق النفط توازنها.. وما مصير اتفاق "أوبك+"؟